الاثنين 05 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

زكاة الفطر في زمن "كورونا" على ثلاث أحوال

Time
الأحد 10 مايو 2020
View
5
السياسة
* الشيخ النجدي: تخرج في حينها طعاماً أو قبل العيد بيومين
* د. الهاجري: يوكل المسلم شخصاً أو جمعية خيرية
* الشيخ السويلم: تصح عن طريق الأونلاين ونقداً
* د. الفقيه: تعجيل الزكاة للضرورة والجوائح
* الشيخ المرجي: جاز فيها القضاء ولو بعد العيد إبراءً للذمة




كتب-عبدالناصر الأسلمي:

كثُر تساؤلُ بعضِ الناسِ، عما لو فُرِضَ الحظرُ الكلي -بسبب ما نحن في من وباء- كيف يكون دفعُ زكاةِ الفطرِ وأداؤها فكانت آراء المشايخ على ثلاثة أحوال، ما يسهل على الناس أداء العبادة فمنهم من أجاز اخراجها قبل الموعد ولو في أول الشهر ومنهم من أكد على إخراجها في موعدها المعروف بيومين قبل العيد ومنهم من قال تُقضى متى ما تيسر لها ذلك.
و"السياسة" بدورها حصلت على نص فتوى من قطاع الإفتاء في وزارة الأوقاف بأنه لا مانع من إخراج صدقة الفطر من أول رمضان، وبخاصة إذا وجد لذلك حاجة، كما هو حال فقراء المسلمين اليوم وهم يعانون من ترك العمل بسبب الخوف من انتشار "فيروس الكورونا"، وإن كان الأفضل في الأحوال العادية تأخير إخراجها إلى يوم العيد أو قبله بيوم أو يومين لا أكثر من ذلك.
كما استطلعت "السياسة" آراء عدد من أئمة وخطباء وزارة الأوقاف لبيان الحال في هذا الخصوص، فقال الشيخ الدكتور محمد النجدي ان زكاة الفطر هي الطعام الذي يخرجه المسلم عن نفسه ومن يعول، في آخر شهر رمضان، ومقدارها صاع من قوت البلد كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: فرضَ النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحُرّ، والذَّكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أنْ تُؤدَّى قبل خروجِ الناس إلى الصلاة".
واضاف: ويجوز أنْ تُقدّم قبل العيد بيوم، أو يومين، أو ثلاثة، ولا يجوز أكثر من ذلك لأنها تُسمَّى زكاة الفطر، فتضاف إلى الفطر، الذي يكون يوم العيد، فهي محددة بيوم الفطر، وهو يوم العيد قبل الصلاة، ورُخّص في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة، لكن يجوز للمسلم أنْ يدفعها للجمعيات الخيرية، ولو قبل العيد بأكثر من ثلاثة أيام على أنْ تتولى توزيعها في وقتها المحدد وتوصلها للمحتاج متى تيسّرت له؛ إنْ خيفَ أنْ يمنع مِنْ إيصالها مانع، كما هو الحاصل في مثل هذه الظروف.
وقال تُخرج من الطعام السّائد بين الناس كالتمر والبُر والأرز، وما أشبهها من الحبوب، وكالحليب المجفف، وإذا كانت في مكان يأكل الناس فيه الذُّرة أو الدخن يخرجها كذلك، أو غيرها مما يكال ويدّخر، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق: "طُعمة للمساكين" ما دلّ على أنها طعام وليست نقدا ولا غيره.
أما الشيخ يوسف السويلم، فقال: من الأفضل إخراج زكاة الفطر قبل يومين او يوم من ليلة العيد وافضلها ليلة العيد واجاز بعض العلماء اخراجها اول رمضان لكنها لا تحقق مقصود قول الرسول "اغنوهم في يوم العيد" عموما الان مع التطور في التكنولوجيا تخرج عن طريق الاون لاين الكترونيا نقدا او تدفع نقدا لبعض اللجان لتخرج من قوت البلد وجوز اخراجها نقدا على مذهب ابو حنيفة.

وجهات نظر شرعية
أما رئيس قسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية السابق في جامعة الكويت أ. د. حمد الهاجري، فقال: إن أول وقت يجوز إخراج زكاة الفطر فيه هو قبل العيد بيومين، لأنها زكاة الفطر من رمضان، والفطر لا يكون إلا في آخر رمضان، ولا يجزئ إخراجها قبل ذلك، لأنه إخراج لها قبل وجود سببها، وأوضح كيفية إخراجها في حالة الحظر الكلي قائلا ان من المتوقع أن تضع الجهات القائمة على الحظر حلا لهذا الأمر، كأن تجعل هناك فترة سماح لدفع زكاة الفطر فإن لم تضع حلا له فيمكن أن يوكل المسلم شخصا أو جمعية خيرية يمكنها إيصال زكاة الفطر في وقتها نيابة عن صاحبها فإن لم يتيسر له دفعها إلى الفقراء بنفسه أو بوكيله، فإنها تبقى دينا في ذمته، يجب عليه إخراجها في أول وقت يتيسر له ذلك.
من جانبه، قال الخطيب والامام في وزارة الأوقاف د. سلطان الفقيه من تتبع أحكام الشريعة يدرك تماماً أن أحكام الإكراه والأعذار تختلف عن الأحوال العادية، فالقول بجواز تعجيل إخراج زكاة الفطر للضرورة والحاجة في الجوائح والمصائب كفيروس كورونا وغيره قول صائب.
وتابع: وإذا كان بعض العلماء ومنهم الحنفية والشافعية يجيزون تعجيل إخراج زكاة الفطر قبل وقتها في الأحوال العادية والناس في سكينة ودعة وراحة، فإن القول بجواز إخراجها من الآن أولى في المكاره والمصائب والجوائح والنوازل.
بدوره، قال الشيخ فرج المرجي إن زكاة الفطر جعلها الله طُهرةً للصائم من اللغو والرفث وطعمةً للمساكين كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داؤد وغيرُه، وجاء فيه أيضاً، أن وقت أدائِها، قبل صلاة العيد وتَجوَّز الصحابةُ -رضي الله عنهم- في إخراجها قبل صلاة العيد بيوم أو يومين.
وأضاف: من لم يتمكن من أدائها لعذر عارض فقالوا لو أتى خبر العيد مفاجئاً، أو كان المزكي في برية لا يستطيع دفعها، أو ليس عنده مَن يدفعُها له، فإنها تبقى في يده أمانةً، إلى أن يستطيع دفعها،أو إيصالها لمستحقيها، كما أنه يُمكن للمزكي إذا كان يعرفُ فقيراً أو مسكيناً، أن يقوله له، أنا وكيلك في قبض زكاتك، إلى أن أوصلها لك، وتبقى عنده ولو بعد العيد.
آخر الأخبار