طهران، عواصم - وكالات: واصل زلزال قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدراج "الحرس الثوري" الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية ضربه بشدة في إيران أمس، حيث تواصلت التهديدات بـ"صواريخ وأسلحة لا تستوعبها المخيلة"، وإطلاق تطوير أجهزة الطرد المركزي لتسريع تخصيب اليورانيوم، وصولا إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الذي اسحبت منه أميركا. واعتبرت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، إدراج الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الحرس الثوري" الإيراني على قائمة الإرهاب مطلبا عادلا للشعب الإيراني والمقاومة، وأمرا ضروريا للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، مؤكدة أنه مطلب قديم جديد للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.وقالت إن "الخطوة التي كان من المفروض أن تُتخذ قبل ذلك بكثير، يجب استكمالها بإدراج وزارة مخابرات نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران في قائمة الإرهاب"، واصفة "الحرس الثوري" بأنه القوة الرئيسية للحفاظ على نظام ولاية الفقيه، والجهاز المحوري للقهر والقمع، والسبب الرئيسي لإشعال الحروب وتصدير الإرهاب، وهو المعني بمشروع نظام الملالي للحصول على السلاح النووي والمشاريع الصاروخية، كما أنه يسيطر على القسم الأكبر لاقتصاد إيران. من جانبه، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين، ان "إدراج قوات الحرس في قائمة الإرهاب وطردها من المنطقة شرط ضروري لمنع وقوع حرب كبيرة في المنطقة والعالم"، مؤكدا أنه "منذ سنوات وقوات الحرس تعمل من أجل تأجيج الحروب وإراقة الدماء في سورية والعراق واليمن"، واصفا المعارضين لإدراجها في قائمة الارهاب بانهم "المروّجون للفاشية الدينية".في المقابل، رفض المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي التصنيف الأميركي، مؤكدا أن "الحرس واجه الاعداء في الداخل والخارج"، وقال لمجموعة من أعضاء "الحرس الثوري" إن "الحرس في طليعة مواجهة أعداء ثورتنا ودافع دائما عن البلاد، أميركا فشلت في وقف تقدمنا".من جانبه، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة من مواصلة الضغط على إيران، زاعما أن هذه الضغوط تزيد من عزيمة الإيرانيين، ومهددا بالتوصل إلى "صواريخ وأسلحة لا تستوعبها مخيلتكم".وقال "لو كنتم تخافون بالأمس من امتلاكنا أجهزة طرد مركزي IR1، فقد قمنا اليوم بتدشين IR6، ولو واصلتم ظلمكم سنقوم بتدشين IR8 أيضا"، معتبرا أنه "لولا الشعب الإيراني والحرس الثوري لبسطت الولايات المتحدة هيمنتها الدموية والرهيبة على المنطقة".
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي وتعهدات الأطراف الأخرى، قال روحاني: "صبرنا كثيرا، إلا أن صبرنا له حدود، وقد تتخذ الحكومة والشعب خطوة أخرى، لذا فكِّروا في مثل ذلك اليوم".ووصف "الحرس الثوري" بأنه حامي إيران الذي ضحى بحياته لحماية شعبنا وثورتنا.بدورهم، حضر نواب البرلمان الإيراني جلسة البرلمان العلنية أمس، وبينهم رئيس البرلمان علي لاريجاني، باللباس الرسمي للحرس الثوري، ورددوا هتافات "الموت لأميركا"، ووصف لاريجاني في كلمته قرار الإدارة الأميركية بالـ"وقح"، مشيراً إلى أنه دليل على "عمق الحقد وجهالة" الولايات المتحدة.وقال: "من لا يعرف أن الحرس الثوري كبد الإرهابيين أكبر خسارات في المنطقة؟ من لا يعرف أن هذه القوة النخبة الثورية، هي من وقفت مع الشعب لمواجهة القوى الإرهابية التي تدعمها القوة العظمى (أميركا)؟".وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، رد فور صدور القرار مساء أول من أمس، واصفا إياه عبر "تويتر"، بأنه "هدية مضللة وفي غير محلها إلى نتانياهو على أعتاب الانتخابات، ومغامرة خطيرة أخرى من قبل أميركا في المنطقة"، بينما أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في بيان، أن "طهران تعتبر نظام الولايات المتحدة الأميركية الإدارة الداعمة للإرهاب، والقيادة المركزية الأميركية سنتكام، وجميع القوات المتعلقة بها إرهابية".على صعيد آخر، كشفت أربعة مصادر أن شركات تكرير هندية أرجأت طلب شراء نفط إيراني للتحميل في مايو المقبل، انتظارا لوضوح بشأن ما إذا كانت واشنطن ستُمدد إعفاء من العقوبات الأميركية المفروضة على الدولة العضو في منظمة أوبك، مضيفة ان الهند تأمل في الحصول على وضوح في غضون سبعة الى عشرة أيام بشأن أي تمديد للاعفاء وكذلك كمية النفط التي يمكن شراؤها اذا جرى منح التمديد.