الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
زلزال المغرب
play icon
كل الآراء

زلزال المغرب

Time
الاثنين 11 سبتمبر 2023
View
82
نافع حوري الظفيري

اتجاه الصميم

فجع العالم بأسرة ليلة الجمعة - السبت الماضية بزلزال المغرب الذي راح ضحيته آلاف القتلى والمصابين، ولا تزال فرق الإنقاذ تسابق الزمن لانتشال الضحايا والمصابين من بين الأنقاض المتراكمة، ومع صعوبة الوصول إلى الأماكن المتضررة بسبب طبيعة تضاريس المغرب، لكن ذلك لم يثن عناصر الانقاذ عن الاستمرار في مهمتهم.
ومما لا شك فيه ان السلطات المغربية كانت حاضرة منذ اللحظة الاولى، اذ هرعت الى الاماكن المتضررة، وعملت أيضا على إيواء المشردين من منزلهم، وهذا لا شك يسجل للسلطات المغربية لأنها اثبتت جهوزية تامة في كل النواحي، كما انها أثبتت مرة أخرى أن المغرب لديه الامكانات اللوجتسية للمساعدة في الظروف الطارئة، لكن هذا لا يعني عدم مدة المساعدة لأن الكارثة كبيرة، وبالتالي فإن كل موقف في هذا الشأن يسجل، أكان للمواطنين المغاربة الذين وضعوا كل إمكاناتهم في سبيل اخوانهم المتضررين، أو الدول التي سارعت لتقديم يد العون.
في هذه الكارثة نسأل الله، عز و جل، أن يعين الاشقاء المغاربة، والأخذ بيدهم في هذا المصاب الجلل، كما اننا نسجل سرعة استجابة الكويت للفزعة، كما عودتنا قيادتنا السياسية دائماً بوقوفها إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في جميع دول العالم.
فقد سارعت، وبتوجيهات من صاحب السمو الامير الى اطلاق جسر جوي بمساعدات يحتاجها الناس في مثل هذه الكوارث، وذلك منذ الساعات الأولى لتقديم المساعدة الأخوية للأشقاء في المغرب عبر القوة الجوية الكويتية لنقلها إلى المتضررين.
ناهيك عن مسارعة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على فتح باب التبرعات عبر الجمعيات الخيرية المنتشرة في دولتنا الغالية الكويت.
لكن لا بد من القول ان ما هذا إلا شيء بسيط جداً يقدم إلى الأشقاء في المغرب، وليس منة، فنحن نتذكر الموقف الشهم والبطولي الثابت مع الحق والشرعية الكويتية أثناء الاحتلال العراقي لبلدنا، متمثلا بموقف الملك الحسن الثاني، رحمة الله عليه.
كما اننا نسجل تلك الفزعة الدولية الكبيرة والمميزة، ومن جميع أنحاء العالم، لمد يد العون والمساعدة إلى المملكة المغربية الشقيقة،وهذا يدل على حكمة السياسة المعتدلة لهذه الدولة المسالمة، بالملك محمد السادس، التي جعلت العالم يتعاطف مع المملكة، ويؤيدها في شتى مواقفها الثابتة في مجمل القضايا الدولة.
في هذا الشأن نستذكر تلك المواقف المشرفة للمملكة المغربية بمساعدة الدول التي احتاجت إلى المساعدات أثناء أزمتها، وما مخيم اللاجئين السوريين الذي اقامته المغرب في المملكة الأردنية الشقيقة، وامنت كل ما يحتاجه الأشقاء النازحون، من مساعدة طبية وغذائية، وحتى تأمين فرص عمل، وكلها كانت بأيد مغربية خالصة.
ناهيك عن الزيارة الملكية لملك المغرب شخصياً لهذا المخيم للإشراف عليه، وتذليل كل الصعوبات اللوجستية التي كانت تعترض طريقه.
وكذلك المساعدة الكبيرة التي قدمتها المملكة المغربية لجميع الدول الأفريقية أثناء أزمة "كورونا"، حتى أن طائراتها لم تتوقف يوماً لكل من الدول التي كانت لا تستطيع أن توفر المستلزمات الطبية لشعوبها.
اليوم العالم أمام تحد صعب تواجهه دولة شقيقة وعزيزة على قلوبنا، بطيبة أهلها، وإنسانيتهم، ولذلك وجب علينا أن نقف يداً واحدة لمساعدتهم ومد يد العون لهم، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
اللهم احفظ الجميع.

محام وكاتب كويتي

نافع حوري الظفيري

[email protected]

آخر الأخبار