الجمعة 11 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

زلزال سورية وتركيا يُسقط حواجز سياسية استعصت على الديبلوماسية

Time
السبت 11 فبراير 2023
View
5
السياسة
دمشق، واشنطن، عواصم - وكالات: لم يهدم الزلزال المدمر الذي ضرب الحدود التركية السورية فجر الإثنين الماضي جدرانا إسمنتية وبنى تحتية فحسب، بل أسقط حواجز وخلافات سياسية هيمنت على علاقات بعض الدول ببعضها البعض لسنوات عدة، أو حتى الانقسامات داخل الدولة الواحدة وأثبتت تلك الفاجعة أنه في وقت الأزمات والكوارث الطبيعية، ربما تتوارى الخلافات والحسابات السياسية ولو مؤقتا لتسمو فوقها مبادئ الإنسانية.
العديد من الدول التي لا تربطها علاقات طيبة مع تركيا وسورية نحت الحسابات السياسية جانبا وانضمت إلى ركب المساعدين الذين قدموا يد العون للتخفيف من وطأة تلك الكارثة الطبيعية، انطلاقا مما عرف بـ"ديبلوماسية الكوارث".
وجاء موقف الولايات المتحدة التي قررت تعليق بعض العقوبات المفروضة على دمشق بـ180 يوما، للسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، كما أعلنت أنها ستقدم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى أنقرة ودمشق.
في المقابل، وصفت الخارجية السورية، قرار واشنطن بأنه خطوة "مضللة" ودعتها إلى إنهاء "إجراءاتها القسرية أحادية الجانب ووقف ممارساتها العدائية وانتهاكاتها للقانون الدولي". وناشدت الخارجية " الدول والمنظمات الدولية، بالرفع غير المشروط للحصار المفروض على الشعب السوري".
في سياق متصل، شدد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، باتريس باولي على أن باريس للشعب السوري لا تعني تطبيع العلاقات مع النظام، مشيرة إلى ان هذه المساعدات ستمر تمرّ الأمم المتحدة وعبر الشركاء في منظمات إنسانية فرنسية ودولية".
ايضا لم يقصر العراق مساعداته على سوريا فحسب بل أقام جسرا جويا لإرسال المساعدات الإغاثية العاجلة بما فيها الدواء والوقود للبلدين، على الرغم من العمليات العسكرية التي تقوم بها أنقرة في شمال العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني.
كما أرسلت مصر مساعدات طبية إلى تركيا على الرغم من فتور العلاقات بين البلدين منذ سنوات ومرورها بفترات من الشد والجذب وسط تحذيرات من احتمال حدوث مواجهة عسكرية على الأراضي الليبية مؤخرا.
وكان اللافت هو إجراء الرئيس المصري اتصالا هاتفيا هو الأول من نوعه مع نظيره التركي إعراب خلاله عن تضامن القاهرة مع الشعب التركي، كما أجرى السيسي اتصالا هو الأول بالرئيس السوري للتعزية وأرسل طائرات تحمل مساعدات طبية وإغاثية.
ولم تكتف تونس من جهتها بتقديم مساعدات إنسانية لتركيا وسورية، بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك وقررت رفع مستوى تمثيلها الديبلوماسي لدى دمشق، في خطوة رأى مراقبون أنها ربما تكون توطئة لإعادة العلاقات بشكل كامل بين البلدين.
وفي بريلن أكدت الحكومة الألمانية عدم تعاونها مع الرئيس السوري، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية، إن الحكومة تتعاون في المناطق المتضررة مع شركاء جديرين بالثقة و"مع منظمات الأمم المتحدة. فيما دعت قمة للاتحاد الأوروبي إلى تقديم مساعدات إنسانية لإغاثة ضحايا الزلزال في سورية بغض النظر عن مكان وجودهم".
ورحب بمبادرة الرئاسة السويدية والمفوضية الأوروبية لاستضافة مؤتمر للمانحين لحشد تمويل دولي لدعم شعبي تركيا وسورية في بروكسل في مارس المقبل.
وفي الجانب التركي بادر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بالاتصال هاتفيا بالرئيس التركي للتعزية في الضحايا وأرسل مساعدات إنسانية وفرق إغاثة وعمال إنقاذ، على الرغم من التوتر السائد بين البلدين والذي كاد أن يصل إلى مواجهة عسكرية بسبب خلافات على جزر متنازع عليها والتنقيب عن مصادر الطاقة في البحر المتوسط.
كما تناست السويد موقف تركيا المعرقل لمسعاها الرامي إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وسارعت إلى تقديم المساعدة، وهو نفس الموقف الذي أبدت أرمينيا استعدادها للقيام به على الرغم من عدم وجود علاقات ديبلوماسية مع أنقرة بسبب خلافات تاريخية بين البلدين.
وفي لندن جمعت مناشدة بريطانية لمساعدة الضحايا في تركيا وسورية، أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني في أقل من 24 ساعة، وقالت الحكومة الإيطالية في بيان إن روما أرسلت معدات وإمدادات لمستشفى ميداني وإمدادات طبية ومركبات وخيام وأسرّة للأطفال لنحو ألف شخص.
كما دفعت المأساة الإنسانية حزب العمال الكردستاني إلى الإعلان عن تعليق "عملياته" في تركيا موقتا بعد الزلزال.
آخر الأخبار