زلَّات تعابير الوجه تكشف ما خَفِيَ

د. خالد عايد الجنفاوي

لا يخفى على الانسان قوي الملاحظة أهمية ما يمكن أن تكشف له "زلّات" تعابير وجه الشخص الآخر عما يشعر به حقيقة، لا سيما عندما يسعى الأخير جاهدًا الى إخفاء مشاعره أو انطباعاته الحقيقية، ويطلق أحيانًا على زلّات الوجه التعابير الدقيقة للوجه.
وهي بالطبع تكشف غالب الوقت المشاعر اللا إرادية، وهي كذلك مرآة الشعور الداخلي الخفي، الذي يمكن أن يظهر على الوجه للحظات وجيزة يصعب على من ليس لديه قوة ملاحظة أن ينتبه إليها.
لكن من الصعب الاستمرار لفترة طويلة في فبركة أو تصنّع تعابير وجه لا تعكس ما يجري في الوعي النفسي الداخلي، فالزلّات لابد أن تكشف ما خفي، ومن بعض المواقف النفسية والظروف والسياقات الاجتماعية التي يمكن أن تحدث فيها زلّات تعابير الوجه، وكيفية تفسيرها، نذكر ما يلي:
-الابتسامة المزيفة: لا تُضيِّق الابتسامة الزائفة العينين، بسبب أنها سطحية ومصطنعة، فما يتحرّك فيها هما الوجنتان فقط ولا تصل الى العينين، وهي بالطبع أحد أكثر زلّات تعابير الوجه شيوعًا، وستكشف ما إذا كانت نوايا متكلّف الابتسامة إيجابية أو أنها تعبّر عن مكيدة أو أمر مريب.
- احمرار الوجه: ليس بالضرورة أن يحمر الوجه خجلاً طوال الوقت، بل يمكن أن يحمر لأسباب مختلفة منها عدم القدرة على السيطرة على الغضب أو المقت الشديدين، أو السخرية المكبوتة، أو الازدراء أو الاستحقار.
- شحوب الوجه: يشحب وجه الانسان الآخر أحيانًا إما بسبب خوفه، أو بسبب انعدام إحساسه وقسوة قلبه، وعندما تلاحظ هذا التعبير الشاحب على وجه المرء الذي تقابله أو تتحدث معه، فهو إمّا سيكُـوبـاتِيّ معتلّ نفسيًّا يمقتك بشدة، أو أنه للتوّ تلقى خبرًا صاعقًا لا يزال مذهولاً بسببه، أو أنه يشعر بالإنهاك النفسي والبدني.
-قراءة لغة الجسد: التركيز في رصد زلّات تعابير الوجه يمثل أحد الأساليب العملية في تحليل لغة الجسد، ويمكن استعماله في الظروف الحرجة، وبخاصة عندما يحتاج الفرد الى اتخاذ قرار سريع حول ما إذا كان يمكن له الثقة بالإنسان الآخر، فأتعب على تطوير قوة ملاحظتك، تربت يداك.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi