الثلاثاء 29 أبريل 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

زمان الصمت

Time
الثلاثاء 14 يونيو 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

أصعب الامور حين تنفصل الحكومة عن الشارع، ولا تعرف كيف يفكر، ولا تعرف توجهاته، والتخاطب باللغة التي يفهمها، وهذا ما هو حاصل حاليا، قبل وبعد، استقالة حكومتنا الحالية ابدلنا الله فيها خيرا منها!
موضوع المنحة تزامن مع موضوع الـ500 مليون التي طلبتها "التأمينات الاجتماعية" لدعم ميزانيتها، هذا الواضح من الموضوع كله، واذا كانت هناك امور مخفية فنحن لا نعرف عنها، ومن واجب الحكومة ان توضحها لنا، فالناس تسأل: هذا المبلغ السنوي اين سيذهب؟
وهذا سؤال مهم، والحكومة وحدها هي التي تعرف تفصيلا الاجابة عنه، لكن على ما يبدو ان الحكومة تحبذ الصمت، وتترك الناس في هرج ومرج فيما قليل من الناس من يعرفون حقيقة أن التحويل لدعم ميزانية "التأمينات" لمصلحة المتقاعدين، و"التأمينات" معروف ان لها استثمارات، اقل ما يقال عنها انها جيدة تغطي الى حد ما مصروفاتها الشهرية، والـ500 مليون من شأنها ايضا ان تدعم استثمارات "التأمينات" اذا سارت بمسارها الصحيح، وبدلا من الضجة على اقرار الدعم ،يجب ان تكون الضجة على مزيد من الرقابة على الاستثمارات، وتوجيهها التوجيه السليم، لكي لا تقع بيد نصاب آخر يستثمرها لمصلحته، ويحول الفتات الى المؤسسة!
هذا ما نعرفه، ولعل الحكومة تعرف اكثر من ذلك، لكنها لا تتحدث مع الناس بلغة مفهومة، خصوصا ان التوتر، وتوجس الخيفة يسود المجتمع بسبب السرقات المتوالية التي يتم الكشف عنها، وضياع الاموال التي نهبها الهاربون الذين تعذر الامساك بهم، فاصبح كل رقم كبير يحول الى جهة حكومية يكثر الكلام حوله، ويشكك حتى في النوايا مع الاسف الشديد.
مبلغ يوجه لمصلحة المتقاعدين تثار حوله ضجة كبيرة، ومبالغ فلكية تذهب الى الخارج ما بين قروض واستثمارات ومنح لدول، الله وحده الذي يعلم ماذا تكن لنا، هي وشعوبها، يمر مرور الكرام، ولا يتكم عنها احد، ولا تثار ضجة حولها، حتى ان بعض الدول حاليا تحاول الضغط على حكومتنا الصامتة لتحويل الودائع ذات الارقام الفلكية
الى استثمارات، وهذا يعني بلا ادنى شك
ضياعها، او تحويله الى منحة، ولا يقابلها لا جزاء ولا شكور.
الشعور العام عند الناس حاليا ان صرف المنحة للمتقاعدين سيقابلها صرف مبلغ كبير يصب في جيوب المستفيدين، هذا ما يعتقده الناس، وليس هناك تفسير حكومي واضح يضع النقاط على الحروف، ويقطع دابر الكلام الذي جعل الناس تفكر في المنحة، او تقبلها على مضض، رغم حاجتها الماسة اليها!
ونسأل الحكومة الرشيدة: هل نحن فعلا في "زمان الصمت" الحكومي، فهل من مجيب...زين؟
آخر الأخبار