الأخيرة
زمن الفاشنيستات!
الاثنين 04 نوفمبر 2019
5
السياسة
ولع الناس بالشهرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وصل الى الحد المضر، ليس فقط على المجتمع، بل حتى على صاحب المقطع الذي عادة ما يعميه التفكير بالشهرة عن التفكير في عواقب الأمور، وإذا كانت المقولة الشهيرة" كم كلمة قالت لصاحبها دعني"، ففي هذا الوقت يقال: كم من مقطع قال لصاحبه دعني! مقاطع تحمل دعوات غير معلنة لنشر السلوك المشين بين الناس، قد يكون صاحبها حسن النية، الا ان تأثيرها السلبي على المجتمع، ورفض الناس لها، لا يعفيانه من المسؤولية، ولا ينفعه حسن النية، وعندها سوف يحاسب حسابا قد لا يكون يسيرا! كل هذا نتيجة الولع غير الطبيعي بالشهرة، وكثرة المتابعين في وسائل التواصل، فهل يصدق احد ان يجري احدهم مسابقة لأجمل ساق سيدة(!!!) بعدها سوف يخرج علينا من يجري مسابقة لأجمل عنق سيدة، وأجمل رمش، وأجمل حاجب، هذا إذا كنا نحسن النوايا، اما إذا ساءت نوايانا فسوف ننزل وندخل بأدق تفاصيل جسم المرأة ونسميها رياضة أو مسابقة؟هكذا يكون ذبح القيم في المجتمعات، حين لاينكر المنكر، وتؤخذ الأمور ببساطة، وها نحن حاليا لم نعد ننكر، ولا نلتفت، ولا نكترث لتفاهة بعض من أسموهم "فاشنيستات" من النسوة، حتى اصبحن امرا واقعا في مجتمعنا، بل وفرضن أنفسهن علينا، مع الأسف الشديد، تحت مسمى الترويج لمنتج قد يكون ضرره اكثر من منفعته، لكنه الواقع الذي فرض علينا بغفلة، لانه لم يحارب في بداية الأمر رغم التحذيرات التي اطلقها المهتمون بالشأن العام والحريصون على سلامة المجتمع من الامراض الاجتماعية، أصبح أمرًا واقعًا فرض علينا فرضا، ولم نعد قادرين على التخلص منه! المؤسف حقا اننا أصبحنا نستحي من ان ننكر المنكر على أساس ان في ذلك تدخلا في حريات الآخرين، وتضييق على حرية الرأي، وخلاف ذلك من الكلام الكبير الذي يقابل به من ينكر المنكر، ويحاول المحافظة على ما تبقى من قيم، كنا ومازلنا، نفخر فيها، فهو زمن" الفاشنيستات" و"الميديا" التي لحست عقول الناس، فأصبح كل فرد منا يبحث عن جديد يشهره في وسائل التواصل على حساب القيم والأعراف الاجتماعية...زين.طلال السعيد