الاثنين 16 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"زهور القبور"... لمن الغلبة العقل أم العاطفة؟

Time
السبت 04 ديسمبر 2021
View
5
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

الصراع بين العقل والعاطفة كثيرا ما ينهك مشاعر الإنسان حتى وان كان في أحلامه، لا سيما حين يغرد بعيدا عن قصة كان يا مكان يصبح الأمر أكثر صعوبة عليه، فعندما يخير الرجل بين قلبين من النساء الأولى ذكريات لسنوات الحب والأمل وكل معاني الوفاء، لكنها وصلت إلى مرحلة تكاد أن تنتقل إلى جوار ربها، والثانية امرأة صغيرة وجميلة تحتاج إلى نقل قلب من الأولى وكلاهما مغرمة بهذا الرجل وكل منهما تعلم بالحقيقة وهو أيضا كذلك، هنا يكون صراع العقل والعاطفة الذي انتقل إلى منطقة مخيفة، هذه بعض ملامح مسرحية "زهور القبور" التي دشنت بها فرقة مسرح الشباب عروض المسابقة الرسمية للدورة 21 من مهرجان الكويت المسرحي في مسرح الدسمة.
اعتمد مؤلف ومخرج العرض فيصل العبيد، على نص فلسفي وحوارات طويلة وحاول أن يمزج أكثر من مدرسة مسرحية في العرض، منها مسرح العبث ثم عاد وعرج إلى التعبيري والواقعي وهو أمر يكون محفوفا بالمخاطر في المسرح النوعي، لكن وجود ممثلين يمتلكون الخبرة في المسرح الأكاديمي والتجريبي جعل الأمر أكثر سهولة أمامه، لذا كانت المباراة على المسرح في أداء الممثلين أكثر من الأدوات والعناصر المسرحية الأخرى، لكن المغامرة في المدارس المسرحية المتعددة دائما ما تجعل هناك خطورة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمسرح العبث، لأنه يحتاج إلى حوارات مختلفة، ومع هذا يحسب للمخرج العبيد انه أوجد للعرض إيقاع ورشاقة سواء على مستوى الحوار أو التمثيل واتجه أعمق من ذلك حين قسم المسرح الى مستويين ليزيد متعة العرض ويجعل الرسالة تصل الى الجمهور بشكل محترف بارع، ولعل ما ساعده هو محمد الرباح الذي صمم الديكور واعتمد على ميكانيكية فنية في تحريك قطع الديكور وأيضا في رفع الممثلين إلى المستوى الثاني من المسرح دون ازعاج.
أما السينوغرافيا، فقد لعبت دورا بارعا في مناطق مختلفة من العرض، حيث اختار محمد الرباح أن يملأ المسرح بأطوال على الجانبين واستغلها في دخول وخروج الممثلين على المسرح ودخل إلى عمق الخشبة ببناء ستار متعدد الاستخدام معتمدا على الحركة الميكانيكية التي برع فيها بشكل مذهل وجعل معظم الحوار يدور حول وعلى سرير مزدوج في عمق المسرح لتبدو الرؤية أفضل للمتلقي، لكن اللون الأسود الذى غمر محيط وعمق المسرح سبب نوع من الكآبة وساهم في وجود حالة صمت في المسرح رغم براعة عبدالله النصار في تصميمه للإضاءة وهذا سبب جدلا كبيرا في الندوة التطبيقية، كما قدم وليد سراب، موسيقى سحرت القلوب وكانت متوافقة تماما مع ايقاع العرض.
الثلاثي سماح وعبدالله التركماني وحصة النبهان، كل منهم له طاقة مختلفة على المسرح، فالفنانة سماح كانت الأكثر تأثيرا في الجمهور بمشاعرها وخبرتها المسرحية وبدت بارعة في كل مشهد وشكلت في اللوحة المسرحية عناوين مهمة، بينما اعتمد التركماني على اسلوبه المسرحي في مثل هذه العروض وصوته العالي في الوصول إلى الصالة وكان ذكيا في انتقاله بين المشهد والآخر، بينما كانت حصة النبهان كالفراشة رشيقة وخفيفة خصوصا في مشهد الاستعراض وخروجها ودخولها من تحت السرير ومن تابع هذا العرض سيجد ان الممثلين الثلاثة قدموا مسرحية متميزة في الأداء التمثيلي رغم طول الحوارات والانتقال في جوانب المسرح.
يبقى أن الفنان فيصل العبيد، من المخرجين الذين يمتلكون خبرة كبيرة وحلول مهمة في المسرح النوعي ما ساهم في إنجاز عرض مسرحي متماسك وقد سعى لأن يقدم للجمهور عرضا متطورا باستغلال كل العناصر وقد نجح إلى حد كبير رغم طول الحوارات وغيره من الأمور لكنه إذا اتيحت له فرصة تقديمه مرة أخرى سيكون له شكلا مختلفا.


سماح وحصة النبهان في المسرحية
آخر الأخبار