زواج "مواقع التواصل" نجاح في مجتمعات وفشل بأخرى

العازمي: لا يجوز أن تعرض نفسها للزواج عن طريق وسائل التواصل

أم محمد: يمكن أن ينجح إن صدقت النوايا والحذر واجب من الانخداع

أم وفاء: وسيلة مهمة للقضاء على شبح العنوسة الذي يطارد الكثير من الفتيات


كتب ـ ناجح بلال:

مع ازدياد أعداد مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي عموما والـ"الفيسبوك" ووصول العرب إلى 156 مليون مستخدم منهم مليونان في الكويت، برزت قدرته على الجمع بين الأصدقاء رغم بعد المسافات، واجتاز ذلك ليصبح وسيلة تعارف ومن ثم زواج، نجح بعضه في مجتمعات وفشل في أخرى.
في الكويت، يستخدم الكويتيون وسائل التواصل الاجتماعي، وتعد الكويت من المجتمعات العربية الأولى والأكثر استخداما لوسائل التواصل، ما يطرح تساؤلا:
هل أصبح الزواج عبر مواقع التواصل و"الفيسبوك" وسيلة للقضاء على العنوسة في الكويت؟ أم محفوفا بألغام ومخاطر ولا يلائم العادات والتقاليد الكويتية؟ وما النصيحة التي يمكن ان تقدم للراغبين في الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
هذه الاسئلة وغيرها طرحتها "السياسة" على مواطنين ووافدين وفعاليات مختصصة للوقوف على آرائهم حول الزواج عبر وسائل التواصل الاجتماعي،
وجاءت معظم الردود كالعادة بين مؤيد ومعارض وموافق بشروط، فيما رجحت الكفة إلى صعوبة أن يتم الزواج عبر الفيس بوك في الكويت نظرا للمجتمع القبلي والعائلي المحافظ خاصة وان الشعب الكويتي يعرف بعضه البعض عن قرب في ظل قلة عدد السكان.
حصاد الآراء في التالي:
بداية يقول المواطن محمد العازمي ان الزواج عبر مواقع التواصل و"الفيس بوك" لايجوز على الاطلاق في المجتمعات المحافظة كالكويت، مشيرا الى انه يفضل ان تظل الفتاة بلا زواج بقية حياتها دون ان تعرض نفسها للزواج عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهته، ذكر المواطن بوحسين أن شبح العنوسة ازداد في المجتمعات العربية ومنها الكويت بصورة مخيفة للغاية، لافتا الى انه لامانع على الاطلاق ان تتعرف الفتاة على شاب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لترتبط به خاصة وان تعداد الاناث اكثر من الذكور في المجتمع الكويتي.
وأضاف أن المجتمعات الخليجية تسير الآن بخطوات متسارعة نحو التحضر ولا مانع على الاطلاق بان تتزوج الفتاة من خلال هذه الوسيلة التي تعد بمثابة الخاطبة.
من جانبها، رأت أم محمد ان نجاح زواج الفيس بوك ممكن في حال صدق النوايا من الطرفين، محذرة بعض الفتيات من الانسياق وراء معسول الكلمات عبر الفيس بوك لان هناك الكثير من الفتيات بالفعل خدعن من بعض الرجال في وسائل التواصل الاجتماعي.
أما أم وفاء فذكرت أن إحدى صديقاتها تزوجت عن طريق تعرفها على شاب من خلال الفيس بوك وتعيش حياة صالحة جدا رغم انها كانت متزوجة من قبل، ولكن الله عوضها خيرا بالزواج الثاني ولهذا هى لاتمانع الزواج عبر الفيس بوك، مشيرة الى انه وسيلة هامة للقضاء على شبح العنوسة الذي يطارد الكثير من الفتيات في العالم العربي.

نادر النجاح
بدوره، قال عادل الجميل: إن زواج الفيس بوك لا ينجح الا في حالات نادرة جدا ولذا فمن الافضل ان يكون الزواج عن طريق الاهل اوالمعارف، لافتا الى انه سمع عن حالات زواج كثيرة عن طريق الفيس بوك و90 في المئة منها فشل بامتياز.
في السياق ذاته، قالت سهام عدنان: ان زواج الفيس مثل أي زواج آخر لا غبار عليه فهو بمثابة وسيلة تعارف لكن الامر يستلزم أن تسأل الفتاة عن الشاب الذي تعرفت عليه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قبل ان يتم العقد عليها، مبينة أن كل الشخصيات في الفيس بوك تظهر بصورة ايجابية وقد
تكون هناك مبالغة زائدة عن الحد والفتاة ايضا قد تظهر نفسها انها على قدر كبير من الايجابيات وربما يكون هذا الامر عكس الحقائق تماما.
من جانبه، قال ل الخبير في العلوم الاجتماعية د.محمد الهادي: إن زواج الانترنت جاء وسيلة للتعارف فهناك من يتعارف لاسباب غير اخلاقية وهناك من يتعارف من اجل الارتباط الفعلي، لافتا إلى ان زواج الفيس بوك غير منتشر في الدول ذات التعداد السكاني القليل، فالكويت مثلا مجتمع مترابط قبلي وحضري وعائلي والزواج يتم من خلال الاهل والاقارب بالدرجة الاولى اوعن طريق الزمالة في العمل خاصة وان الفتاة الكويتية عندما تبحث عن زوج فلابد ان يكون وفق شروط مجتمعية واقتصادية محددة، مبينا ان الفيس بوك قد يكون الوسيلة الأفضل للمغتربين خاصة العزاب.
الطلاق بعد شهر

من ناحيته، قال استاذ علم النفس بجامعة الكويت د.خضر البارون: انه لا يتفق مع لفظ العنوسة لأن فيه إهانة للفتاة التي لاترغب في الزواج، مبديا اعتراضه على الزواج عن طريق الفيس بوك لانه من السهل ان يخدع الشاب الفتاة بأخلاقه وادبه ويسره المالي وربما يكون خلافا لذلك تماما وايضا يمكن ان تخدع الفتاة الشاب من خلال وضعها صورة لها مزينة بالتجميلات. واشار د.البارون الى انه يعرف حالات زواج كانت عبر الفيس بوك تم الطلاق بعد شهراو اكثر بعدما انكشف الكل على حقيقته، مضيفا مادام معظم حالات الزواج التي تتم عبر الفيس بوك تفشل فمن الافضل ان يكون الزواج منن خلال الاهل وزمالة العمل والاصدقاء.
وأكد أهمية ان تدرس الفتاة الشاب المتقدم لخطبتها من كافة النواحي العصبية والنفسية والمادية حتى تتعرف على كافة اوضاعه.
بدوره، أشار الداعية الإسلامي الشيخ صالح الغانم الى ان القضاء على العنوسة اصبح ضرورة في هذا العصر، موضحا أن التعارف بين الشاب والفتاة من خلال الفيس بوك من اجل الزواج يجوز بضوابط منها الا يكون هناك أي كلام خادش للحياء بينهما والا يكون الفيس بوك وسيلة لخداع الفتاة للتغرير بها.
ونبه الغانم ان الفتاة عليها ان تخبر اهلها انها تعرفت على شاب من خلال الفيس بوك وانها في اطار التعارف معه، مؤكدا ان الفتاة اذا وجدت هذا الشاب جادا ويناسبها فعلا في الزواج فلا ضير، أما اذا وجدته من المتلاعبين فعليها ان تبتعد عنه فورا وتبلغ اهلها اذا ضايقها.
واختتم الغانم قوله: إن الزواج عبر الفيس بوك ينطبق عليه الحديث الشريف "إنما الاعمال بالنيات".