زيادة الرواتب

طلال السعيد

من دون خيركم فكونا من شركم ايها السادة، فقد تحدثتم عن زيادة للرواتب مجرد حديث لم يطبق بعد، فرفع الفجار من التجار اسعار السلع الاساسية استعدادا لالتهام الزيادة، حتى قبل اقرارها، رغم ان الزيادة في الرواتب التي يتحدثون عنها لا تزال مقترحا لم يطبق على ارض الواقع، وقد يؤجل لمزيد من الدراسة، او قد لا يكون صحيحا، بينما زيادة اسعار الاساسيات سبقت الحكومة وسبقت الزيادة واصبحت امرا واقعا!
والحكومة التي لا تحمي مواطنيها من فجار التجار لا مرحبا بها ولا في زيادتها، ولسنا بحاجة الى زيادة يلتهمها السوق قبل ان تدخل جيوبنا، وعلى صاحب القرار ان يضبط الاسواق قبل ان يتحدث عن الزيادة، اما اذا ارادوا للمواطن ان يكون موصلا جيدا للراتب بحيث يأخذه من الحكومة ليضعه في جيب التاجر فتلك طامة كبرى!
ضبط الاسواق والسيطرة على الاسعار ليست عملية صعبة اذا خلصت النوايا، فقد استطاعت وزارة الصحة كبح جماح الصيدليات التي رفعت اسعار بعض الادوية بشكل غير منطقي، ولا يتناسب مع اسعارها في دول الخليج، واغلقت البعض منها، والنتيجة حمت المواطن من جشع تجار الادوية!
واذا تحركت كل الوزارات، خصوصا وزارة التجارة بالطريقة نفسها التي فعلتها وزارة الصحة لتم ضبط حركة السوق، وتمت السيطرة على الاسعار، لكن ومع الاسف كلمة التاجر هي المسموعة، اما صاحب المعاش فقد قيل عنه في السابق "ما عاش"!
لسنا بحاجة الى زيادة رواتب لا تصحبها حماية حقيقية من جشع التجار وطمعهم، ولعلم الجميع لو لم يكن هناك تموين شهري مدعوم من الدولة لما استطاع احدنا الحصول على "خيشة عيش"، خصوصا صاحب الدخل المحدود، او المعاش، ولكن التموين بمواده الغذائية يردع التجار، ويجعلهم يثبتون الاسعار، والادهى والامر ان هناك من يطالب بالغاء التموين، وصرف دعم التموين للمواطن نقدا، وهو لا يعلم ان الغاء التموين يؤدي الى ارتفاع جنوني لاسعار المواد الغذائية الاساسية، لدرجة تثقل كاهل المستهلك، فلا يزال التموين يشكل درعا واقية للمواطن من جشع التجار، ويحفظ له العيش الكريم.
زبدة الكلام، إن مراقبة الاسعار والضرب بيد من حديد للمتلاعبين بالاسعار اهم بكثير من زيادة رواتب يلتهمها السوق، وكأنها لم تكن...زين.