السبت 21 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
زيادة الرواتب نعم… لكن بضوابط
play icon
كل الآراء

زيادة الرواتب نعم… لكن بضوابط

Time
الأحد 08 أكتوبر 2023
View
486
حسن علي كرم

محاولات زيادة رواتب الموظفين، ومعاشات المتقاعدين التي تكررت في المجالس القصيرة العمر، تحتاج الى وقفة حقيقية جادة، فالقول إن الرواتب لا تكفي يحتاج الى نظر.
اولاً، الزعم عن ارتفاع الاسعار فليس كويتياً، انما حالة عالمية، فكل شعوب العالم تنكوي بداء التضخم، والكويت ليست استثناءً، بل لعلها افضل الاف المرات من الكثير من الدول التي تعاني شعوبها مع تضخم الاسعار، وتجاهل حكوماتها تقديم حلول للتخفيف من اعباء التضخم.
نحن هنا في الكويت لعلنا بالف خير، بل محسودون لكوننا نملك الوفرة المالية التي تتيح لحكومتنا معالجة الزيادات الموجبة على الاسعار، وهو امر لا يتيح للكثير من الشعوب، ربما غنيها قبل فقيرها، ففي خزائن بعض الدول لا تخرج نكلة واحدة الا بحسابات معقدة و مبررة.
بينما هنا في بلد الخير، مخازن التموين تفتح على مصراعيها لتقديم الحاجات الضرورية وغير الضرورية، بدءا من الرز بجودة عالية، والشاي، والسكر، والحليب، وأشياء اخرى قد لا بتصورها العقل، مثل الدجاج والمياه المعلبة واصناف اخرى التي انا شخصياً خارج تفكيري.
كل ذلك وغيره باسعار مخفضة، بل قل رمزية، أذكر لي دولة من كل دول العالم الغنية تعامل شعوبها بهذا الدلال والعز؟
الحمد لله على نعمته، بالمناسبة الشيء بالشيء يذكر، في الحرب العالمية الثانية شحت المواد خاصة الغدائية الرئيسية في اسواق الكويت، فلجأت الحكومة الى نظام التموين وتوزيع المواد الغذائية الرئيسية على المواطنين، وفقاً لنظام البطاقة التموينية، وسميت تلك السنة "سنة البطاقة 1942"، ما اريد قوله ان الكويت بلد الخير لا يجوع فيها انسان.
يذكر لي صديق من بلد عربي "في الكويت يوجد فقراء، لكن لا يوجد احد ينام جائعاً، لكن في بلدي هناك آلاف ينامون الليل جائعين".
اعيد واكرر، الحمد لله على نعمته التي انعمها على بلدنا، لقد عشنا ابان الغزو الغاشم لم تخل ثلاجاتنا من جميع الاصناف الضرورية، بينما دول اذا اصابها عارض (كوارث طبيعية او حروب) جاعت.
بالمقارنة مع رواتب الدول الخليجية الشقيقة التي نتعادل معها من حيث الايراد النفطي، فان رواتب موظفي الكويت الاعلى، فيما هناك الاسعار اعلى، وبعضها التموين منعدم، ورغم كل ذلك لا مطالبات شعبوية بزيادة الرواتب، وليس هناك اصوات تجأر زيدوا معاشاتنا.
اما في كويت الخير، رغم الرواتب المجزية التي تعادل مرتين من رواتب نظرائهم في البلدان الاخرى، لا شغل للمواطن الا القول المعاش ما يكفي، متناسياً ان المعاش ليس للصرف على البذخ، والسفر وشراء الـ"ماركات" والفخفخة المزيفة، والتفاخر امام الاخرين.
فالكويت الدولة الوحيدة التي لا تميز فيها بين الفقير والدخل المحدود والموظف راعي معاش من الاغنياء، و الاثرياء اصحاب الدخول المليارية!
وفقاً لاحصاءات بعض المؤسسات المحاسبية او الاستقصائية يصرف الكويتيون اكثر من سبعة مليار دينار على السفرات السياحية، وهذا رقم ضخم بالمقارنة مع حجم السكان من المواطنين، وهذا استنزاف للدخل القومي للخارج، بينما في المقابل الكويت فقيرة لا زوار للسياحة، انما زيارات عمل.
المطالبات بزيادة الرواتب والمعاشات التقاعدية رغم انني من المستفيدين، الا ان زيادة المعاشات والرواتب لا ينبغي ان تزداد الا وفقاً لضوابط، اما ما هي تلك الضوابط، فذلك من اختصاص الخبراء المحاسبين، ونحن البلد الوحيد الذي نفيد غيرنا ولا نستفيد منهم.
فمثلاً الاكيد ان احد اسباب ذلك فقر السياحة، وانعدام وسائل الترفيه، والترويح، والتشدد في الامور الاقل من العادية والتشدد في دخول الاجانب.
اموالنا تذهب الى الخارج، فلماذا لا نوفر الاسباب التي نشغل اموالنا في الداخل، لماذا لا نضع دهينتنا في مكبتنا.
ايها المسؤولون العقلاء الناس في الخارج يضحكون علينا؛ لاننا نصرف اموالنا هناك بغباء، فهل هذا يصح؟

صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار