طلال السعيدالسؤال الكبير الذي وجهه سمو رئيس مجلس الوزراء الى رؤساء الأجهزة الرقابية في الدولة، الذين اجتمع بهم، هو سؤال مهم جدا، وفي مكانه حين قال: اين كل هذه الاجهزة الرقابية من المفسدين والفساد المنتشر في أغلب أجهزة الدولة، وما الذي عطل كل تلك الأجهزة عن ممارسة دورها الرقابي؟طرح سمو الرئيس هذا السؤال ،ولم نسمع الاجابة، وتركنا في حيرة من الأمر، فلم يتخذ الرئيس إجراء عمليا "يبرد الكبد" تجاه تلك الأجهزة التي لم تتحرك كما يجب، ولم يطلب منهم سمو الرئيس تقديم استقالاتهم لتحل محلهم قيادات شابة تمارس رقابتها الفعلية على أجهزة الدولة، والمواطن خرج من الموضوع كله بمجرد السؤال معلقاً من دون إجابة! نحن حاليا أمام قضيتين إحداهما أكبر من الثانية، وكلها جرت على مرأى ومسمع من الحكومة السابقة، وجميع أجهزتها الرقابية، بما فيها وزير الداخلية السابق، ومحافظ البنك المركزي الحالي الذي لم يرف له طرف، ولم يتحرك رغم غسيل مئات الملايين، والمواطن البسيط لا يستطيع إيداع أكثر من ثلاثة آلاف دينار، أو يتعرض للمساءلة، اما وزير الداخلية السابق فقد اكتفى بالتفرج على تجارة الاقامات حتى أصبح البنغلاديشي وأمثاله مراكز قوى في البلد، يشتري كبار المسؤولين. من المستحيل ان تكون كل تلك الأجهزة لا تعلم، لكن هناك من يقال له:" اسكت"، وهناك أيضا من يقبض ثمن السكوت، وهؤلاء من نتمنى أن تكشف اسماؤهم ويعرفها الشعب الكويتي كله، ولعل جائحة" كورونا" والضجة العالمية التي صاحبت فضيحة" الصندوق الماليزي" هي التي جعلت الحكومة الحالية تتحرك، وتحركها لا يعني أبداً إعفاء المسؤولين السابقين من المسؤولية!ما يجب أن يعرفه الجميع أننا أمام مرحلة مفصلية لا تقبل المجاملة و"حب الخشوم"، فإما رقابة حقيقية وقضاء على الفساد والمفسدين، والا مغادرة المنصب، فقد سئمنا سماع الاخبار المزعجة، والخوف على بلدنا من المستقبل المجهول، ومن مجاميع الفاسدين من المسؤولين أصحاب المكاتب المغلقة في وجه المواطن، الذين ظاهرهم العفة والشرف، وباطنهم التحايل والسرقة، حتى ان أحدهم كان يؤم المصلين في القوى العاملة في صلاة الظهر!أما دخول مكتبه للمواطن العادي فهو من سابع المستحيلات، بينما المتهم البنغلاديشي "يسحبه من شواربه"، ومثله كثير من أصحاب الاسماء الكبيرة الذين تفتح لهم المجالس! سؤال سمو رئيس مجلس الوزراء بحاجة الى إجابة واضحة، من الرئيس نفسه، اذا كان حديثه عن قناعة، وليس للاستهلاك وامتصاص غضب الناس!أما اذا اراد الاجابة الصحيحة على السؤال فلابد من الضرب بيد من حديد، والتشهير بالفاسدين، وإحالتهم على القضاء، لكي تستقيم الامور، ونجد الاجابة عن السؤال...زين.
[email protected]