الدولية
ساحات لبنان على تأهُّبها لأسبوع ثالث وكرٌّ وفرٌّ بين الجيش والثوار
الخميس 31 أكتوبر 2019
5
السياسة
* لقاء موسع دام 90 دقيقة بين رئيس "المستقبل" والوزير خليل موفداً من بري بحث الوضع الحكومي* شدياق: "القوات" مع حكومة تكنوقراط وعدم تشكيلها يعني أخذ لبنان نحو المحور الإيراني والذهاب به إلى المجهول* سامي الجميل: سياسة الاستلشاق والمماطلة مستمرة وكأن البلاد في عطلة ولن نسكت عن هذا التأخيربيروت ـ "السياسة": يخفي تأخير دوائر قصر بعبدا في تحديد موعد لبدء انطلاق الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون حتى الآن، أكثر من رسالة وتحديداً إلى الرئيس سعد الحريري، في وقت أثار هذا التأخير الكثير من التساؤلات في الأوساط السياسية، وتحديداً لدى الحراك الشعبي الذي بقي متحفزاً، وهو ما دفعه إلى إعادة التحرك ميدانياً وإقدامه على قطع العديد من الطرقات في بيروت وطرابلس والبقاع، ما اضطر الجيش إلى التدخل وفتح عدد من هذه الطرقات. وكشفت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" من مصادر موثوقة، أن التأخير في إصدار مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة، متعمد لأسباب عديدة، من بينها أن فريق العهد يجرى مشاورات داخلية، ومع الحلفاء المحسوبين على الخط السياسي، ومن ضمنهم "حزب الله"، لتكوين موقف مبدئي من شكل الحكومة الجديدة ونوعها قبل الدخول في الاستشارات، إضافة إلى أن وجهتي نظر داخل فريق الثامن من آذار، بشأن عودة الرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة مجدداً، بحيث أن وجهة النظر الأولى لا تمانع في عودته إلى السرايا دون شروط، وتحديداً في ما يتصل بعودة الوزير جبران باسيل إلى الحكومة، فيما وجهة النظر الأخرى تلوح بورقة إبعاد الحريري عن رئاسة الحكومة، وتسمية شخصية سنية أخرى، بعدما قذف رئيس "المستقبل" كرة النار الحكومية في وجه الرئيس عون دون أي تنسيق، بما يتصل بالاستقالة التي وضعت الجميع أمام القرار الصعب. ولم تستبعد مصادر سياسية، كما أبلغت "السياسة"، "أن يكون التأخير في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، مرده إلى انتظار ما سيقوله الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في الشأن الحكومي، وفي ما يتعلق بتسمية الرئيس المكلف، حتى تبني "بعبدا" على الشيئ مقتضاه". وكشف رئيس الجمهورية أنه يقوم بالجهود اللازمة قبل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس حكومة وذلك بهدف تسهيل هذه الاستشارات، وفق ما أعلنت صفحة الرئاسة الأولى.وإذا كان الرئيس الحريري لا يمانع بترؤس الحكومة الجديدة، حيث يحظى بدعم فريقه السياسي في "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" والحلفاء، إلا أن عودته في حال حصولها، لن تكون كما تقول أوساط مقربة منه لـ"السياسة"، "إلا وفق تصور واضح المعالم، يأخذ بعين الاعتبار مطالب الحراك الشعبي الذي يطالب أولاً بتشكيلة وزارية غير سياسية، تضم شخصيات اختصاصية توحي بالثقة والاحترام، وقادرة على تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر، لأنه إذا لم يتحقق هذا الشرط، فإن الحراك باق وستعود الناس إلى الساحات العامة، ولن تخرج من الطرقات، وهذ بالتأكيد لن يكون في مصلحة العهد، ولا حتى جميع القوى السياسية".وتشير الأوساط إلى أن "تأليف الحكومة لا يجب أن يطول، كما حصل مع الحكومة السابقة، لأن البلد لا يحتمل تأخيراً على هذا الصعيد، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي يمر بها، وهذا ما يستدعي من الفرقاء السياسيين، تقديم مصلحة البلد على أي اعتبار آخر، وأن لا يصار إلى وضع الشروط أمام الرئيس المكلف، لأن ذلك سيفاقم من حدة الأزمة ويفتح الباب أمام المجهول". وعُلم أنّ لقاء مطوّلا عُقد أمس، بين الوزير علي حسن خليل موفدًا من الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري، في بيت الوسط، دام 90 دقيقة وتناول الوضع الحكومي.وأشارت مصادر رفيعة لمحطة "otv" الى أن "الاتصالات مكثفة وليس صحيحاً ان العلاقات مقطوعة فالكل يتواصل مع الكل ولو لم يكن بالمباشر وعبر الواسطة الموثوقة"، ولفتت الى أن "الاتصالات تنطلق من عدم رغبة الرئيس عون بالبقاء طويلا في تصريف الأعمال باعتباره نوعاً من انواع الفراغ".وشددت المصادر على أن "لا احد يضع فيتو على عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، لكن يجب ان تكون عودته كريمة وهو مرحب به لكن من دون شروط تعجيزية".وأوضحت أنه "لا يجري التفتيش عن بديل لكن عن شخصية تستطيع ان تؤلف حكومة متجانسة ومتماسكة من وجوه نظيفة، بهدف الانقاذ المالي والاقتصادي".وأكدت المصادر أن "لا تأخير في الدعوة لاستشارات نيابية، والرئيس عون لن يبادر إلى مشاورات نيابية اذا لم يكن متأكداً من ان ما سينجم عنها هو تسمية شخصية تنال الاكثرية في مجلس النواب، إذا ألفت حكومة وموثوق بها على إحقاق المطالب المحقة للناس وحقوقهم". وشددت على أن "ما بعد كلمة الرئيس عون الليلة (أمس) تنجلي الامور حول توجهاته الكبيرة، وستحمل اجابات على كل النقاط التي تشغل بال اللبنانيين". وفي السياق، اشارت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية المستقيلة مي شدياق، إلى أن "حزب القوات اللبنانية مع حكومة تكنوقراط، إلا إذا أراد الفريق الآخر الذهاب نحو حكومة مواجهة، لكنهم لن يستطيعوا ادارة البلاد ومواجهة المجتمع الدولي"، مشددة على أن "عدم تشكيل حكومة تكنوقراط يعني أخذ لبنان نحو المحور الايراني والذهاب به نحو المجهول".من جانبه، أشار رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل، الى ان "سياسة الاستلشاق والمماطلة مستمرة وكأن البلاد في عطلة"، مؤكدا وجوب البدء بالإستشارات النيابية، ليكون للبنان حكومة حيادية الإثنين المقبل على أبعد تقدير، مضيفاً: "لن نسكت عن هذا التأخير!"وفي المقابل، رأت كتلة "الوفاء للمقاومة" أن استقالة الرئيس الحريري تساهم في هدر الوقت المتاح للنهوض بالاقتصاد والخروج من الأزمة، وذلك يفرض على كل الأفرقاء تحمّل المسؤوليات.وطالبت الكتلة بعد اجتماعها الاسبوعي، الأجهزة الأمنية والجيش، القيام بمسؤولياتهم وحماية المواطنين ومنع التعرض لهم.وأملت أن تأخذ الاستشارات النيابية مسارها الطبيعي، ودعت حاكمية مصرف لبنان إلى اتخاذ كل الاجراءات لعدم تفلت الوضع النقدي.كما دعت الكتلة إلى أوسع حوار ممكن لأن التفاهم الوطني هو المدماك الأساسي لصون البلد.ميدانيا، راوحت الانتفاضة الشعبية التي دخلت اليوم أسبوعها الثالث، بين استمرار الحراك وقطع الطرقات والاضراب العام، كما في طرابلس وعكار وبعض قرى البقاع الغربي، وبين استعادة الحركة الطبيعية كما في مناطق بيروت والضواحي وصيدا وصور والنبطية، فيما عمد الجيش والقوى الأمنية إلى فتح طرقات جل الديب والزوق وجسر الرينغ وطرابلس- البداوي، والمصنع- راشيا. ولكن استمر إقفال مستديرة العبدة في عكار، وعمد شبان من الحراك في طرابلس إلى منع الموظفين في بعض الادارات الرسمية من العمل، وفرضوا على العاملين في بلدية الميناء ومؤسسات الكهرباء والمياه والسنترال والريجي وشركتي تاتش والفا مغادرة مكاتبهم، فيما تفاوتت على الصعيد التربوي، عودة الحياة الى طبيعتها في الجامعات والمدارس الخاصة والرسمية، تبعاً للوضع على الارض في كل منطقة.وفتح الجيش اللبناني الطريق على جسر الرينغ بالاتجاهين بالقوة، بعد أن جلس المعتصمون على الارض ورفضوا التجاوب مع عناصره، فيماوقعت سلسلة من الاشكالات بين القوى الأمنية والمتظاهرين الذين رفضوا مغادرة المكان.وفي سياق العمل للتهدئة، أجرى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، سلسلة اتصالات برؤساء طوائف روحية شملت البطريرك بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث تم التداول في الأوضاع العامة والتطورات الحاصلة في البلاد.كما أجرى اتصالا بنائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في الشأن ذاته، وأجرى اتصالا بالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، مطمئنا إلى صحة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.على صعيد آخر، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للرئيس سعد الحريري، يقول فيه أمام زواره في بيت الوسط: "استفادوا مني وسرقوا مني وبالاخر زايدوا عليّ".وكانت دارة الحريري في بيت الوسط غصّت بالحشود والشخصيات السياسية دعما لموقفه بإستقالة الحكومة.إلى ذلك، نفى مدير عام "أوجيرو" عماد كريدية، ما تم تداوله عن اتخاذ قرار بقطع خدمة الإنترنت، مؤكدا انها لا تمت الى الحقيقة والواقع بصلة.