بالأمس القريب كانت هناك دعوة للتجمع في ساحة الارادة للاعتصام من اجل إسقاط القروض، ونحن هنا لا نناقش موضوع إسقاط القروض، فقد قالت الحكومة كلمتها منذ البداية، ان ليس هناك إسقاط للقروض، وكلنا نعرف ذلك، وقد يكون البعض مجتهدا في هذا الموضوع يأمل بتحقيق شيء للمقترضين، لكن الأكثرية تتكسب تكسبا رخيصا على حساب معاناة المقترضين، وتناور من اجل الانتخابات المقبلة!لكن الامر المهم الذي نريد تسليط الضوء عليه هو عزوف الناس عن التجمعات، وابتعادهم عن ساحة الارادة وما يحصل فيها، بعد ان اتضح للجميع ان المشارك في هذه التجمعات هو الخاسر، بينما من يدعون الى الاعتصامات يتاجرون من على ظهورهم، ويزجون بهم في المعترك، ثم يتخلون عنهم ويتركون أولاد الناس تحت الضبط والإحضار، بينما اولادهم يتنعمون خارج الكويت، فلم يلق القبض على شخص واحد من ابناء، او اخوة، أو اقرباء من يدعون الى الاعتصامات لانهم بالأساس أبعدوهم عن الاعتصامات، وجعلوا ابناء الناس وقودًا لحراكهم، وما ان يقع احدهم تحت طائلة القانون الا وتركوه وحيدًا يواجه مصيره، وهذه حقيقة واقعة ولا يمكن لأحد انكارها!لذلك، ابتعد الناس عن ساحة الارادة، وما يقرب اليها من قول، أو فعل، او عمل، وانشغل كل مواطن بهمه اليومي بعد ان زالت الغشاوة عن عيون الكثيرين، خصوصا المغرر بهم. ما يجب على النشطاء السياسيين، ودعاة الاعتصامات، معرفته ان ساحة الارادة لم تعد تغري احدا، ودعوات الاعتصام لم تعد مجابة، والدليل العدد القليل الذي اجتمع في ساحة الارادة اخر مرة.والواضح ان الامر قد انتهى وقديما قيل لا يصح الا الصحيح... زين.
طلال السعيد[email protected]