الاثنين 26 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

سارة أبو شعر في منتدى شباب العالم: كيف يمكننا بناء أوطاننا من دون أن نحلم؟

Time
الاثنين 12 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
لفتت الشابة السورية الأصل، الأميركية المولد، الكويتية النشأة، سارة أبو شعر، الأنظار في منتدى شباب العالم بمنتجع شرم الشيخ في مصر، حيث بدأت كلمتها في المنتدى بتهنئة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وشباب مصر على المبادرة الرائعة تجاه شباب العالم.
وقالت أبوشعر: إنها المرة الأولى التي أشهدُ فيها رئيساً يخصّص وقته وتركيزه كاملاً من أجل منتدى يُعنى بالشباب، ويحضر كل جلسةٍ، يدوّن الملاحظات ويشاركنا حواراً حقيقياً. وهذا يبيّن لي، كشابةٍ، أنّ أصواتنا موضع اهتمامٍ وكذلك قضايانا. ولهذا فإنني أتوجه بالشكر لكم.
وأودّ أن أتوجَّه بالشكر أيضاً إلى منظمة لوياك- الكويت، وهي منصة إقليمية خاصة بتمكين الشباب، والتي رشحتني للمشاركة في هذه التجربة القوية معكم جميعاً. لقد استقيتُ حماستي وإلهامي من إحساسي بالغاية المنشودة هنا بين الشباب من جميع أنحاء العالم.
وأضافت أبدأ حديثي بقصة، عندما كنت في السابعة من عمري، وجدت نفسي أقفُ أمام رجل فارع الطول يرتدي بدلة رسمية، وأمعنُ النظر إلى قامته الشاهقة التي وقفت أمامي. لم أدرك حينها ما يفعله هذا الرجل، ولكن قيل لي إنّه رئيس بلدٍ قوي جداً. ولم يبد الأمر مفهوما حينها بالنسبة للطفلةٍ ذات الأعوام السبعة، لكن ما أثار شديد اهتمامي كطفله أنه خطف الأنظار إليه بدلا منى.
نظرَ إليّ وقال: أيتها الصغيرة، ماذا تحبيّن أن تكوني حين تكبرين؟
رئيسة الولايات المتحدة الأميركية! أجبته بكل ثقة، لم أدرك حينها معنى ما قلته سوى اني رددت ما قيل لي عن عمل هذا الرجل وقد بدا لي أنّ عمله كان شيئاً جيداً له ، كان هذا الرجل هو الرئيس الأميركي جورج بوش الأب!.
هنا ضحك الرئيس بوش وقال : حسناً، أيتها الصغيرة ، إن كنتُ على قيد الحياة حينها، ستحظين بصوتي عند ترشيحك. لم يدر بخلدي أني سأجد نفسي بعد مرور سنوات أتدرب داخل البيت الأبيض لبضعة شهور.


بينما تجذبنا الأخبار عن النفط والصراعات نفقد رؤيتنا عن ازدهارنا

شبابنا أهم ثرواتنا إن تمكنا
من إطلاق طاقاتهم وتوفيرالتعليم الافضل لهم

تعليم الشباب أهم استثمار
واقوى حصانة لأوطاننا ضد الارهاب والحروب

إن كنا سنبني مستقبلًا يناسب الجميع فنحن نحتاج إلى أن يعمل الجميع على بناء هذا المستقبل




تفاصيل تلك اللحظة تلاشت طويلا من ذاكرتي ولكن إجابته لي ظلت عالقه تكرر نفسها في ذهني وخلقت في داخلي احلاماً كبيرة و ايماناً بإمكانيات ليس لها قيود أوحدود حتى وان كنت طفلة فإن بإمكاني أن أكون هو ،مثله .
وعندما كبرت وأصبحت أكثر إدراكاً لحقائق العالم المحيط بي وصراعاته وتحدياته، تحوّل إلهام الطفولة ذاك، وذلك الردّ الطفولي العفوي إلى رغبة أكثرصلابةً وواقعيةً في المشاركة في تغيير عالمي و في رسم مستقبله.
وأذكر حديثاً لي مع جدتي حول آمالي المتنامية للانضمام إلى الحكومة والعمل في سبيل تحقيق التقدم السياسي والسلام. وقد كان ردّها مختلفًا بعض الشيء ، حيث قالت: "الله يُستر، لاقيلك حلم تاني". بمعنى آخر :لا سمح الله، جِدي لنفسك حلماً آخر، وعسى ألا ينتهي بك المطاف في مشكلة بسبب أحلامك الكبيرة.
وأعتقد أنّ لدى الكثير منّا نحن الشباب نسخةً من فكر جدتي ومقولة الصعب او المستحيل، نحن مطالبون دوماً ان نحصر احلامنا في اطار صغير ليتناسب مع سياق الواقع .
نقول للشباب بأن يحصروا أحلامهم بما هو مستطاع وأن يحلموا احلاما صغيرة ليس بشكل مباشر، ولكن من خلال الفرص المتاحة لهم، فالعديد منهم ليس لديه القدرة على مجرد تخيل عالم أفضل لإنعدام الفرص المتاحه لهم وبيئتهم المحدودة. فكيف لنا أن نبني أوطانا من دون أن نحلم ؟
حين أنظر إلى ما كان له أكبر أثرٍ في حياتي ، وجدت أنني قد حظيت بفرصة الحصول على تعليمٍ قوي في الكويت حيث نشأت، والذي، بدوره، مكّنني من ألوصول الى جامعة "هارفارد" الأمر الذي عزّز دافعي في المشاركة في بناء عالم أفضل وإطلاق هذه الإمكانية وتوفير الفرص للكثيرمن الشباب الآخرين.
وبعيداً عن التعليم، يبقى الجزء الأساس الآخر هو التمكين وامتلاك الصوت ،فالكثير من الشباب عبر أنحاء العالم حريصون اليوم على المشاركة في بناء بلدانهم، ورسم مستقبلهم ، وأنا من بينهم ، وأعلم أنكم أنتم أيضاً كذلك أيها الشباب، لكن هذه الرغبة تجد نفسها محصورة في بيئة تكون فيها فرصة مشاركة الشباب محدودة في كثير من الأحيان.
وغالباً ما أجد عند حضوري مؤتمرات دولية للشباب أن أصغر شخص يمثل صوت الشباب فيها يبلغ من العمر 57 أو 60 عاماً. ونعم، أعلم أنه كان شاباً فيما مضى - قبل ثلاثين عاماً- إلا أننا نحتاج إلى اعطاء مساحة للشباب للمشاركة في رسم مستقبلهم ، وللمشاركة في بناء عالم نعيش فيه.
ويقودني هذا إلى نقطة مهمة ، لقد كان من دواعي سروري حقاً أن أشهد في بداية هذا المنتدى جلسات نقاشٍ حول تمكين الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة. فمن أجل استيعاب الإمكانيات التي يمثلها الشباب، علينا أيضاً استيعاب وإشراك التنوع المتعدد لشبابنا.
عندما نعمل على رسم القوانين والسياسات للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة فعلينا أن نشركهم في صنع هذه القوانين والقرارات التي تخصهم
وعندما نتحدث عن قضايا أو سياسات تخص المرأه، يستوجب أن تكون المرأة حاضرة ومشاركة في سن هذه القوانين، فالأشخاص الأقدر على فهم المشكلات هم الأفضل للعمل على وضع الحلول لها.
إن قيادة التقدم لا تقع على عاتق الحكومات وحدها، وعلينا نحن الشباب أخذ زمام المبادرة وأن نكون نحن التغيير الذي نريد أن نراه في عالمنا ،وأن نُدرك جيداً أنّنا سنواجه تحدياتٍ، لكن التغيير ليس نتاج ليلة وضحاها، بل هو نتاج المثابره والعزيمه والإيمان بالقضية التي نعمل من أجلها
مهما حدث، علينا أن لا نيأس ، ولا نفقد الأمل
إحلم بلا حدود. آمن بما تسعى إليه واسع إليه كل يوم بعزيمة كبيرة ، ثابرفي تحد بعد تحد وفشل بعد فشل، ستجد أن الاحتمالات لم تعد تعني الكثير.
ثابر على ما تؤمن به واسع إليه كل يوم .
آخر الأخبار