الأربعاء 17 سبتمبر 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

سارق الملايين !

Time
الاثنين 01 يوليو 2019
السياسة
طلال السعيد

مطالبة غريبة عجيبة أو نغمة جديدة راجت بين الناس في الآونة الاخيرة، أصبحت تشكل خطراً كبيراً حتى على الامن الوطني، فكل مواطن عليه مديونية صغيرة كانت أو كبيرة ويُلقى القبض عليه أو يُمنع سفره يحتج على الإجراءات بحجة، لماذا لم تمنعوا فلانا سارق الملايين من السفر أو تلقون القبض عليه؟ وكأن فلان هذا هو الشماعة التي نعلق عليها اخطاءنا، فهل من المعقول ان تتفرغ الدولة كلها وتترك أعمالها بجميع اجهزتها لملاحقة فرد واحد فقط، وتترك الحبل على الغارب للجميع ينهب من ينهب ويسافر الممنوع من السفر الى ان يتم إلقاء القبض عليه، وإعادته للكويت وتنفيذ الحكم الذي صدر ضده ثم تعود لمحاسبة الاخرين؟!
كل مواطن يمنع سفره يستطيع ان يتظلم عند الجهات المختصة، فإذا كانت حجته مقنعة رفع عنه منع السفر او يدفع ما عليه ويسافر، فما دخل الهاربين خارج الكويت في كل هذا؟ هل يحق للحكومة عدم تنفيذ الأحكام طالما الحكم لم ينفذ على شخص معين أصبحت قضيته قضية رأي عام،هل هذا معقول؟!
استغرب من سيدة عليها منع سفر بسبب مبلغ تافه جدا لا تعرف عنه أو لم تدفعه، وتسجل فيديو بالصوت والصورة تحتج على منع سفرها، وتطالب الحكومة بالقبض على فلان أولا، ومن ثم منع سفرها، فهل هذا صحيح،وهي تستطيع ان تدفع في المطار قبل "كاونتر" الجوازات بمتر واحد وينتهي الامر؟!
أما اذا كان هناك ظلم أو تعسف، فهي تستطيع ان تتخذ الإجراء الذي تراه مناسبا بعد العودة من دون حاجة الى التشهير بفلان وفلان الذين سرقوا الملايين، ولم يُلق القبض عليهم او يُمنع سفرهم، فالامر لايتوقف عند شخص او عدة أشخاص استطاعوا الهرب من تنفيذ الأحكام في غفلة من الزمن أو بالاصح قبل صدور الحكم، وفي النهاية الى أين سوف يذهبون؟ فهم سوف يعودون الى الكويت عاجلا ام آجلا وينفذون الأحكام الصادرة ضدهم، ولن تكون عيشتهم هنيئة بعيدا عن وطنهم حتى إن كانت ثرواتهم ملايين وحتى لو اشتروا القصور وسكنوها في اجمل بقاع الارض، فالوطن ليس له بديل، كما أن يوما واحدا في السجن ينسي الانسان كل الملذات التي رآها في حياته. فهل مطلوب من الدولة ان تترك تطبيق القانون لحين إلقاء القبض على فلان من الناس، أو بمعنى آخر، هل معقول ان يسرق السارق، ولا يُحاسب لأن فلانا هرب و لم يحاسب رغم صدور أحكام ضده!
نحن نفهم ونقدر حين تكون إحدى القضايا قضية رأي عام تهم الجميع، ويتحدث الناس عنها ولكن الذي لانفهمه حين تكون تلك القضية شماعة، يعلق عليها الناس اخطاءهم، ويتنصلون بسببها من دفع التزاماتهم ويحتج احدهم اذا مُنع سفره بهروب فلان سارق الملايين، فلماذا ننظر الى الهالك كيف هلك ولا ننظر الى الناجي كيف نجا؟! ففي كل زمان ومكان هناك من يسرق ويهرب، وهناك من يحبس وهو مظلوم لكن في النهاية لايصح الاّ الصحيح، وكما نقول دائما: بلدنا جميلة جدا، ولكننا نحن بأيدينا نشوه الصورة، وبدلا من ان ندفع ماعلينا من التزامات قليلة كانت أو كثيرة، أصبحنا نبحث عن سبب نبرر به عدم اهتمامنا..زين
آخر الأخبار