ساعدوا السودان!

طلال السعيد

شعار "ساعدوا السودان" انطلق في الكويت منذ اندلاع الاشتباكات في السودان الشقيق، ولاقى تعاطفًا كبيرا من الشعب الكويتي، والهيئات الحكومية والاهلية، والمواطنين، وافتتح جسر جوي بين الكويت العاصمة والخرطوم لنقل المساعدات التي يحتاجها الشعب السوداني.
في الوقت الذي يتعاطف فيه الشعب الكويتي بكل فئاته مع الاشقاء في السودان الجريح، ويستمر الجسر الجوي من طائرات سلاح الجو الكويتي، التي تنقل آلاف الاطنان من الأغذية والمواد الطبية بين الكويت والعاصمة السودانية، بالاضافة الى تبرعات الشعب الكويتي لاخواننا في السودان، ما يقتضيه الواجب وتفرضه الاخوة.
كل هذا من دون منة او فرض شروط ما، او تنفيذ اجندة سياسية معينة، فقد عرف عن بلدنا الكويت العطاء الخالص لوجه الله من دون شروط، او مقابل في هذا الوقت نفسه يقتحم فصيل من الفئتين المتحاربتين في العاصمة السودانية الملحقية العسكرية الكويتية في الخرطوم، والعبث فيها، ونهب محتوياتها فماذا يريد هؤلاء؟
وهل هم اعداء لنا ام هم اعداء للشعب السوداني نفسه، يبحثون عن اقصر الطرق لقطع المساعدات عن الشعب السوداني في هذا الوقت العصيب الذي يحتاج به المواطن السوداني الى اي مساعدة، خصوصا من دول الخليج ليصمد في ارضه ولا يهرب منها مهاجرا الى ارض الله الواسعة؟
ماهي الرسالة التي يحاول إيصالها لنا من اقتحم ملحقيتنا، وهل يتصور ان استفزازنا بهذه الحادثة المتعمدة سيوقف مساعداتنا، او ينهي تعاطفنا مع الاشقاء في السودان؟
نحن ندعم الشعب السوداني كله، لا مشكلة عندنا مع واحد من الفصيلين المتحاربين، ولا ندعم هذا الفصيل، على هذا فالدعم الكويتي موجه الى صمود ومساعدة الشعب السوداني كله من دون تحيز لاحد.
واعتقد ان زعماء الاقتتال من الطرفين يعرفون ذلك معرفة جيدة، ويعرفون مواقف دولة الكويت، لذلك الان مطلوب من الطرفين التحقيق بالحادثة، واحاطتنا بنتائج التحقيق، مع الاعتذار لدولة الكويت التي استهدفت ملحقيتها العسكرية، وهذا اقل ما يجب ان يفعله طرفا النزاع، لكي نعرف بالضبط ماذا يريد منا من اقتحم ملحقيتنا، وما الذي يستفيده اذا ابعدنا عن السودان، او ابعد السودان عنا؟
وواضح جدا ان مقتحم ملحقيتنا عدو للشعب السوداني قبل ان يكون عدوا لنا...زين.