الأحد 08 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

سباق الرئاسة في تونس ... سلاح الإعلام يشعل المعركة

Time
الأربعاء 28 أغسطس 2019
View
5
السياسة
مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في منتصف الشهر المقبل، اشتعلت الحرب الإعلامية في تونس بين المرشحين المتنافسين في الانتخابات، وتصاعد التوظيف السياسي لوسائل الإعلام، تزامنا مع ارتفاع منسوب الجدل والتوتر في المشهد السياسي، وسط مخاوف من تأثيرات هذه المعركة الإعلامية المفتوحة على نتائج ونزاهة الانتخابات.
وألهبت قضية إيقاف وسجن المرشح الرئاسي نبيل القروي، تلك الحرب الإعلامية، حيث شنّت قناة "نسمة" الخاصة، التي يعد القروي أحد مالكيها، حملة شرسة على الحكومة ورئيسها يوسف الشاهد واتهمته باستغلال مؤسسات الدولة وتدبير القضية من أجل التخلص من منافس قوي في السباق الرئاسي، وخصصت لهذا الغرض جميع برامجها وحواراتها لتجميل القروي والهجوم على الشاهد وتشويهه، وقوبلت بهجوم مضادّ من بعض وسائل الإعلام المحسوبة والمقربة من الشاهد، على غرار قناة "التاسعة" الخاصة، التي سخرت بعض برامجها لتبرير ومباركة عملية إيقاف القروي، والدعاية لمواقف وخيارات الشاهد وحزبه "تحيا تونس".
وفي الوقت الذي اتجه فيه الإعلام الرسمي لمزيد من الحيادية في تناول أخبار المرشحين، غرقت وسائل الإعلام الخاصة في قلب الصراع السياسي بين المرشحين المتنافسين على منصب الرئاسة، وتحوّلت منابر لخدمة مرشح بعينه، وذلك رغم تحذيرات الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (هيئة رقابية) من توظيف وسائل الإعلام في الانتخابات، ودعواتها إلى ضرورة التزام معايير التغطية المهنية، والوقوف على المسافة نفسها من كل المتنافسين.
وفي هذا السياق، اعتبرت الصحافية زينة البكري أن "بعض وسائل الإعلام أصبحت تخدم أطرافا سياسية وتدافع عنها، إلى درجة أن المرشحين الذين يتمتعون بسند سياسي قوي، أصبح وراءهم لوبي مالي وإعلامي تجنّد هذه الفترة للتسويق لسياسته، ومهاجمة معارضيه على حساب المترشحين المستقلين، وذلك في محاولة لصناعة الرأي العام والتأثير في خيارات الناخبين لصالح المرشح الذي تدعمه".
وبينت البكري لـ"العربية.نت" أن "ما تفعله تلك المنابر الإعلامية، ستكون له آثار خطيرة على حيادية الانتخابات التي ستغيب فيها المنافسة الديمقراطية النزيهة، وكذلك على نوايا التصويت لدى الناخبين، وبالتالي التأثير في نتائج الانتخابات، خصوصا في ظل عجز الهيئة العليا المستقلّة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) على مواجهة هذا الواقع".
واول من امس، حذّرت "الهايكا" من استغلال المنابر الإعلامية والصحافيين والزج بهم في التجاذبات السياسية والأجندات الخاصة، بما" يمس بمصداقيتهم ويحول دون تأديتهم دورهم المحوري في إنارة الناخب التونسي ودعم عملية الانتقال الديمقراطي"، كما دعت الصحافيين وكل المتدخلين في صناعة المضامين الإعلامية إلى "الالتزام بقواعد المهنة وأخلاقياتها واحترام مبادئ ومعايير تغطية الانتخابات".
وفي هذا الصدد، رأى الصحافي بسام حمدي أن: "تحذيرات الـ"هايكا" وبياناتها لم تعد كافية أمام هذا الانفلات في المشهد الإعلامي"، وقال: "الحال أنها قادرة وتتمتع بصلاحيات قطع بث مباشر لحوار صحافي، ترى أنه لا يستجيب ولا ينضبط للمعايير المهنية".
وأشار حمدي الى أن "تعامل بعض وسائل الإعلام وبعض الصحافيين مع المترشحين للانتخابات، غلب عليه الانحياز إلى أطراف سياسية بعينها، من خلال دعم مرشح على حساب آخر بطرق ملتوية".
كما رأى أن "بعض الحوارات الصحافية التي جرت مع المرشحين تميزت بمحاولة إحراج المترشح بأسئلة فضفاضة لا تخص صلاحيات رئيس الجمهورية، ولا علاقة لها بالبرنامج الانتخابي للاستحقاق الانتخابي الرئاسي، وكانت الغاية منها تشويه المرشح ورسم صورة سيئة عنه، لصالح دعم مرشح آخر منافس له". وخلص إلى "أن هذا الاصطفاف الإعلامي وراء بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية، ستكون له تبعات على نوايا التصويت لدى الناخبين وسيكون بمثابة تحويل وجهة لأصواتهم يوم الانتخابات".
آخر الأخبار