سبايك لي: "مالكوم X" بنسخة مُرممة في "البحر الأحمر السينمائي"

شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، ضمن فعالياته العرض الجماهيري الأول للفيلم الأميركي "مالكوم X"، بحضور مخرجه سبايك لي، وذلك في نسخة مُرممة، بعد مرور 30 عاماً على إنتاجه في 1992.
وأوضح سبايك لي، خلال جلسة نقاشية أعقبت عرض "مالكوم X"، أنّ "هذا الفيلم هو العمل السينمائي الأول الذي يُسمح لصُنّاعه بإدخال كاميرا تصوير إلى مكة المكرمة خلال الحج، وقد وظفت وقتها طاقماً خاصاً لتصوير تلك المشاهد".
وتابع "لم تكن هناك طريقة أخرى لتصوير هذه المشاهد بعيداً عن مكة، فلا يمكنني تزييف تلك الحشود الضخمة من الحجاج، ولم تكن هناك ميزانية تُحقق ذلك، وأرى أنّ نجاحنا في دخول مكة، قد أضفى على الفيلم الشعور الذي نحتاجه وكثير من الروحانيات".
وأكد سبايك، أنّ السعودية رفضت في البداية دخولنا مكة وتصوير مشاهد سينمائية بها، لكنها سرعان ما أدركت أهمية اعتناق مالكوم X الإسلام.
وتابع المخرج لي، إنه صنع الفيلم برفقة صديق الدراسة مدير التصوير إرنست ديكرسون، "أردنا أنّ يكون فيلماً ملحمياً"، واصفاً زيارته الحالية للسعودية ولقاء الكوادر الشبابية من صانعي الأفلام، بقوله: "تجربة عاطفية للغاية".
وأشاد سبايك، بالمهرجان ودوره في اكتشاف ودعم المواهب الشبابية، لافتاً إلى أنّ "المهرجانات السينمائية بشكلٍ عام تفتح جسور التواصل بين المخرجين وصُناع السينما، والتعرف على ثقافات مختلفة من العالم".
وأبدى المخرج الأميركي، استعداده التام لدعم صناعة السينما السعودية، لكن الأفضل هو مواصلة سعي صُنّاع السينما بالمملكة في تقديم أفلامهم، قائلاً: "لا يمكنك الاعتماد على الآخرين لرواية قصصك"، مُشيراً إلى التوقعات التي كانت تُطارده في بداية مسيرته الفنية، بأنّ الأفلام لأصحابها من ذوي الأصول الأفريقية، لن تُحقق نجاحات أو تُمنح فرصة بالمهرجانات السينمائية، قائلاً: "هذه روايات خاطئة تماماً، وتمكن رايان كوجلر من نسف هذه الآراء".
وبعث رسالة إلى صانعي الأفلام الشباب، قائلا: "عليك أن تتعب في صناعة الأفلام، فهي واحدة من أصعب الأعمال، فضلاً عن التحلي بالأخلاق والسلوكيات الجيدة، فكلّ شخص عملت معه كان يتمتع بأخلاقيات عالية".
ولفت سبايك، خلال الجلسة النقاشية، إلى ارتباطه الشديد بكرة القدم، وتشجيعه منتخب الكاميرون في كأس العالم المقامة في قطر حالياً، قائلاً: "لم أكن أشجع المنتخب الأميركي وأريد فوز الكاميرون بسبب جذور عائلتي".
وناشد سبايك، بالدعاء والصلاة من أجل البرازيلي بيليه، الذي أشتد عليه المرض في الأيام الأخيرة، وعدم استجابته للعلاج، قائلاً: "صلوا من أجل بيليه".
وأشار إلى أنّ "اللاعب الأميركي كولن كابيرنيك، ضحى بحياته المهنية، كونه أشار إلى الظلم العنصري الذي يتعرض له ذوي الأصول الأفريقية، عندما جلس على ركبتيه خلال إحياء النشيد الوطني قبيل إحدى المباريات العام 2016، احتجاجاً على اضطهاد ذوي الأصول الأفريقية، ليظل عاطلاً عن العمل منذ ذلك الحين".
وتابع أنّ "كولن مازال يعمل 6 أيام في الأسبوع، في انتظار اتصال هاتفي للعودة إلى اتحاد كرة القدم الأميركي مُجدداً، فهو لم يفعل شيئاً سوى التوعية بمقتل ذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة، ليعتبره البعض منبوذا".
وأكد أنه لم يواجه مثل هذه الصعوبات طوال مسيرته الفنية، قائلاً: "لم أعانِ من أي من تلك الممارسات العنصرية، فقد كنت محظوظاً".