الأحد 14 سبتمبر 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"سبيليات إسماعيل"... المرأة عنوان الوفاء والحياة

Time
الأربعاء 12 فبراير 2020
السياسة
كتب - مفرح حجاب:

قدمت فرقة "لوياك" عرض مسرحية "سبيليات إسماعيل" وهي عن رواية الكاتب الكبير الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، إعداد فارعة السقاف، إخراج رسول الصغير وتمثيل شيرين حجي، بحضور حشد كبير من ضيوف مهرجان الكويت للمسرح الأكاديمي، وطلبة واساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية وجمهور المسرح، تقدمهم الدكتور علي العنزي عميد المعهد.
"سبيليات إسماعيل" تنتمي الى مسرح "المونودراما" عن أم قاسم المرأة العراقية التي تسكن قرية السبيليات جنوب البصرة وبالتحديد بالقرب من إيران، تعرضت هذه القرية الى قصف ودمار ابان الحرب العراقية الإيرانية، ما اضطر أم قاسم أن تهجر منزلها مع أولادها وزوجها لكن الزوج توفي أثناء الرحلة وأوصى قبل الموت أن يدفن في مسقط رأسه بالسبيليات، أم قاسم التي حاولت أن تعود حاملة رفات زوجها على ظهرها لتحقق وصيته وسط مخاطر بعدما منعت السلطات دخول أي شخص إلى القرية، غير انها استطاعت أن تقنع الضباط بعاطفتها، عاطفة تتسع لكل حالات السلام والحلم والأمان، أم قاسم عادت إلى قرية "السبيليات" لتدفن زوجها لكنها وجدتها خالية من الزرع والماء، حاولت فتح السدود لتعيد الزرع والأمان والربيع وتنظف البيوت لتكون رمزا ليس للوفاء فحسب وانما للوطنية وحب الأرض والحياة، ولذلك لم تصدق نفسها حين سمح لها الضباط أن تدفن زوجها في مسقط رأسه وراحت "تيبب" وكأنه يوم فرح وهو ما يؤكد على الانتماء للمكان، فالعرض قدم رؤية عميقة لكل مغترب ودعاه إلى العودة للوطن الأم، بل انه تجاوز عامل الزمن وكأنه يتحدث عن حالة تحدث الآن في سورية أو ليبيا أو غيرهما من الدول العربية التي تمر بأزمات وحروب.
أم قاسم التي ظهرت على الخشبة تحكي عن عرسها وحتى دفن زوجها مع بساطتها وجذورها الريفية التي تكشفها بكل عفوية، كانت نموذج محبب دخل قلب المشاهدين وجعلتنا جميعا نتعاطف معها كما تعاطف معها الملازم عبدالكريم، فوجودها تحت القصف بأفكارها وتركيبتها وتفاعلها جعل من العرض المسرحي حالة مختلفة في المهرجان، لاسيما في ظل تركيبة الديكور والسينوغرافيا والموسيقى، ولعل صوت ايقاع "الكاسور" مع القصف شكل لغة جديدة في موسيقى العرض، فضلا عن بعض الأغنيات والمواويل الشعبية التي أضافت الكثير.
الأهم في هذه المسرحية ليس فقط الحكاية الحقيقية التي رواها الكاتب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل في روايته فحسب، وانما أيضا في مسرحته وإعداده وطريقة الإخراج، فالأحداث السريعة في المسرحية جعلت العرض غير رتيب، بل كانت مكثفة وتثير الدهشة، ومشهد النهاية بتحقيق حلم أم قاسم بدفن رفات زوجها كان حدث جلل، فضلا عن الديكور الذي جسد حالة الفوضى في منطقة الحرب ولم ينس إطلاقا طريقة حياة هذه المرأة في بيتها وكان نموذج في رسم حالات الدمار بين البيت والمعسكر، كما أبرزت الإضاءة كل مفاتن العمل وتنقلت في التلوين مع الأزياء بشكل رائع وتم توظيفها بشكل جيد غير مبالغ فيه.
بينما قدمت الممثلة شيرين حجي شخصية أم قاسم بشكل مليء بالحيوية واستطاعت أن تتقمص كل الشخصيات التي قدمتها في المسرحية بشكل جيد وكانت ذكية في الحركة والعودة بقوة من كل شخصية سواء بالإيماءات أو الحركة الجسدية وعبرت بشكل درامي عن الدور بشكل مبدع واستحقت التصفيق من القاعة.
يبقى أن "لوياك" عندما تشارك في أي فعالية فنية تهتم بجودة ما تقدم ولذلك شهد العرض اهتمام من كل الحضور في المسرح.


فريق "سبيليات" يتلقى التحية (تصوير - بسام أبوشنب)



آخر الأخبار