الدولية
ستة أسرى فلسطينيين يعبرون نفقاً من سجن الجلبوع إلى الحرية
الاثنين 06 سبتمبر 2021
5
السياسة
رام الله، تل أبيب، عواصم - وكالات: فيما يشبه الأعمال الدرامية العالمية كبرى، مثل فيلم "الخلاص من شوشانك"، و"الهروب الكبير"، تمكّن ستة أسرى فلسطينيين، فجر أمس، من الهرب من سجن الجلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، المحاذي لمدينة بيسان، عن طريق نفق قاموا بحفره.وأشارت التقديرات إلى أن جميع الأسرى الستة من جنين، وقد يكونون نجحوا في الدخول إلى شمالي الضفة الغربية، في حين توجه بعضهم إلى الأردن. وينتمي خمسة منهم إلى حركة "الجهاد"، وهم: مناضل يعقوب انفيعات، ومحمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قادري، وأيهم نايف كممجي، ومحمود عبدالله عارضة، بينما السادس، هو القيادي السابق بجماعة تابعة لحركة فتح، كتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين، زكريا زبيدي. وقال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي إن كل المعتقلين الفارين يقضون عقوبة بالسجن المؤبد.وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن الستة كانوا معاً في نفس الزنزانة وحفروا نفقاً إلى خارج سجن جلبوع شديد الحراسة الواقع في شمال إسرائيل.وأشارت معطيات إسرائيلية أولية إلى أن الأسرى الفلسطينيين الستة، درسوا مبنى السجن جيدا، وتغلبوا على ثغرات فيه، كما أجروا مكالمات هاتفية رغم وجود أجهزة تشويش. وقالت، صحيفة "هآرتس" العبرية، إن الأجهزة الإسرائيلية كافة تبحث عن الرمال التي استخرجها الأسرى من النفق الذي قاموا بحفره والفرار من السجن بواسطته.وأضافت "حتى الآن لا يُعرف أين ذهبت كمية كبيرة من الرمال، وأين كان الأسرى يفرغونها وسط كل هذه الحراسة".ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها: إن" المسؤولية الأولى تقع على عاتق شعبة الاستخبارات التابعة لإدارة السجون، إذ توافرت معلومات استخباراتية قبل فترة ليست بعيدة تفيد بإمكانية حفر أسرى نفقاً تحت الأرض من أجل الهروب، لكن لم يتضح كيف تم التعامل مع هذه المعلومات".ويظهر النفق الممتد من داخل السجن إلى طريق ترابي قريب أن عملية حفره استغرقت وقتا طويلا.وتأخرت سلطة السجون الإسرائيلية ساعة وربع في إجراء عملية عد الأسرى بعدما تلقت بلاغا عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل أمس، من قبل سائق بوجود أشخاص "مشبوهين" يركضون في الحقول.وكشفت التحريات أنه عند الساعة 3:25 فجرا، بتوقيت تل أبيب، تم اكتشاف اختفاء أول ثلاثة أسرى في جناح رقم 2، وبعد نصف ساعة تم اكتشاف اختفاء الثلاثة الآخرين.وتم إبلاغ المؤسسة الأمنية الساعة الرابعة فجرا باختفاء الأسرى الفلسطينيين.ورغم تسخير السلطات الإسرائيلية لوحدات أمنية وعسكرية وطائرات مروحية ومسيرة لملاحقتهم لم يتم العثور عليهم حتى الآن.واختار المعتقلون توقيتا مثاليا للفرار، حيث تحتفل إسرائيل، أمس، بعيد رأس السنة العبرية.سياسيا... وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أمس، عملية الفرار، بأنها "حدث خطير يلزم جميع الأجهزة الأمنية بالتحرك".وأضاف بيان من مكتبه، أنه يتم اطلاع رئيس الوزراء على آخر المعلومات حول عمليات البحث والتحري عن الفارين الفلسطينيين وسيجري مشاورات وفق الحاجة.من جانبه، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف، إن عملية الهروب نُفذت بعد تخطيط دقيق، مرجحا أن يكون المعتقلون الفارون تلقوا مساعدة خارجية.وتعهد بارليف بإلقاء القبض على الهاربين، مضيفا: "بالإضافة إلى احتمال عبورهم الحدود، هناك احتمال أن يظل الستة في المنطقة ويخططوا لشن هجوم"، مضيفا: "تقديري الشخصي هو أن هذا الاحتمال ضعيف، لكننا سنأخذ جميع الاحتمالات في الاعتبار".وفي الأثناء، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تعليماته بتعزيز القوات العسكرية على المعابر الحدودية وخط التماس مع الضفة الغربية "مع الاستعداد العملي لتنفيذ جميع الإجراءات المطلوبة للقبض على الإرهابيين بالتعاون الكامل مع جهاز الأمن العام وجميع الأجهزة الأمنية".في سياق متصل، وجه قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي أريك يعكوف بتوزيع 400 معتقل فلسطيني من سجن جلبوع على إدارات أمنية في سجون أخرى في جميع أنحاء البلاد، من أجل معالجة الإخفاقات في الجناح وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث".وأوضح أن المعتقلين الفارين لم يقوموا بحفر نفق على ما يبدو وإنما استغلوا عيبا تخطيطيا في مبنى السجن تمكنوا خلاله من الفرار.وقالت قناة "كان" الرسمية إن الجيش الإسرائيلي استدعى سريتين مقاتلتين ومثلهما من الوحدات الخاصة للمساعدة في ملاحقة الأسرى، بما في ذلك باستخدام المروحيات.وكلف الجيش الفرقة 636 التي تعمل باستخدام وسائل مراقبة حديثة لتعزيز الشرطة في بحثها عند خط التماس وزيادة الاستعداد لاحتمال إقامة نقاط تفتيش في منطقة جنين.إلى ذلك، ذكر الصحافي الإسرائيلي المتخصص بالشؤون الفلسطينية غال بيرغر، في قناة "تلفزيون كان" أن حركة فتح تفتخر اليوم بـ "انتصار التنين على الصياد".واضاف بيرغر إن الزبيدي "في عام 2018، قدم أطروحة ماجستير في الدراسات العليا في جامعة بيرزيت تحت عنوان "الصياد والتنين"، وتناولت 50 عاما من ملاحقة إسرائيل للمطلوبين الفلسطينيين".فلسطينيا... رحبت أغلب الفصائل الفلسطينية بعملية الهروب الكبير، واعتبرتها انتزاعا للحرية، وخطوة جديدة نحو مقاومة "الاحتلال" في كل المواقع.وأظهرت مقاطع مصورة مسيرات للسيارات شارك فيها عدد من الفلسطينيين معبّرين عن سعادتهم بهروب الأسرى، فضلا عن سماع أصوات إطلاق نار تعبيرا عن الفرحة.فيما دعت الجبهتين الشعبية والديمقراطية الجماهير الفلسطينية إلى توفير الحاضنة الشعبيّة لهؤلاء الأسرى الأبطال الذين هزموا منظومة "الاحتلال" الأمنية، من أجل تفويت الفرصة عليه وأجهزته وأعوانه من الوصول إليهم أو إلحاق أي أذى بهم.ورأى عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، حسام بدران، عملية الهروب، انتصارا لنهج المقاومة في فلسطين، معتبرا أن الأسرى يثبتون أنهم في "خندق المواجهة" ضد الجيش الإسرائيلي.وأضاف: "لن تجد اليوم فلسطينيا مخلصا إلا وهو مليء بالفرحة والسعادة والأمل، وهذا الحدث فرصة لإحداث نقلة نوعية في عمل المقاومة في الضفة، وهو أمر يحتاج جهد الجميع دون استثناء".وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4850 أسيرا، بينهم 41 من النساء و225 طفلا و540 معتقلا إداريا، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.