الاثنين 07 يوليو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

سجالات نسائية

Time
الثلاثاء 08 فبراير 2022
View
5
السياسة
طلال السعيد

يقولون عن النقاش الجدي الذي حصل في الأمس القريب في ساحة الإرادة انه "سجالات نسائية"، وهذا غير صحيح فالسجالات النسائية تحصل في مجالس النساء في شاي الضحى، أما حين يكون الطرح راقيا، ومؤيدا بالحجة والبرهان، فلا بد من سماع هذا الطرح، ومن يؤمن بالديمقراطية عليه أن يتقبل الرأي والرأي الآخر، ولا يقلل من شأن الاراء ووجهات النظر التي طرحت، لمجرد انها لا تتفق مع وجهة نظره!
المشكلة الحقيقية أن أغلب نشطاء التواصل الاجتماعي حاليا يمثلون وجهة نظر واحدة، ولا يسمحون لوجهات النظر المخالفة أن تسمع، ويشوشون عليها، بل ويرمون صاحب الفكر المخالف بأبشع الصفات لمنعه من ابداء وجهة نظره، مثل وصف ما طرح بالامس بالسجالات النسائية، ولا أدري لماذا يزعلهم أن نسمع رأيا آخر يخالف توجههم، ونحن منذ سنوات نسمع لهم فقط، وهم يدورون في فلك واحد، شكواهم تتكرر، ولم يقدم واحد منهم حلا مناسبا، أو حتى آلية عمل مناسبة لحل المشكلات العالقة وأهمها قضية "البدون"؟
السيدات الفاضلات طرحن وجهة نظرهن بشجاعة وفصاحة، وأسلوب مفهوم، وقد نختلف مع بعض ما طرح، إلا أننا نحترم شجاعتهن، في المقابل لم يكن أسلوب الآخرين مقنعا حتى نتعاطف معهم، بل كان التشنج سيد الموقف، وفي النهاية اطلاق القاب لا يقبل بها لا العرف المحلي ولا الشرع والقانون!
الهدف من الخروج الى ساحة الارادة هو طرح وجهات نظر تساعد الحكومة والمشرعين على معرفة ماذا يريد الشارع الكويتي ليكون القرار مناسبا يرضي الغالبية، حتى لو لم يرض الجميع، وقد غاب عن ذهن هؤلاء ان هناك غالبية تسمى الغالبية الصامتة، قد لا يكون لها صوت، ولا تخرج الى ساحة الارادة، وليس لها دور في الـ"ميديا" أو وسائل التواصل، الا انها تمثل اغلبية الشعب الكويتي، ومتى ما تحركت وضعت بصمة، ومن لا يعرف الغالبية الصامتة يسأل أهل الحراك المزعوم عنهم، حين كادت الكويت تضيع، فتحركوا التحرك الذي أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح، وأبعد شبح المواجهات، لذلك نقول نحن نحترم وجهة نظركم، لكن احترموا وجهة نظرنا وسمعناكم بما فيه الكفاية فاسمعونا هذه المرة... زين.

[email protected]
آخر الأخبار