الرياضية
سرطان البروستاتا .. يفترس الرجال عند الشيخوخة
الأربعاء 02 أكتوبر 2019
5
السياسة
القاهرة - علا نجيب:يخشى الكثير من الرجال خطر الإصابة بسرطان البروستاتا الذي زادت معدلاته في الآونة الأخيرة، لاسيما أنه مرض بطيء النمو، لا تظهر أعراضه إلا في وقت متأخر، وقد ينتقل إلى أماكن أخرى بالجسم، كما تختلف أعراضه من مريض لآخر، إلا أن أهمها الشعور بالألم عند التبول، ألم أسفل الظهر،وجود دم في السائل المنوي، وكلما كان المريض متقدما في العمر تضاعفت فرص إصابته. وأكدت الدراسات العلمية مؤخرا أن نظام التغذية غير الصحي وتناول أطعمة خطرة تؤثر على كفاءة البروستاتا ويعرضها للإصابة بالسرطان، لافتة إلى أهمية نظام التغذية لمحاربة زيادة هرموني الأستروجين والتستيسرون، اللذين يلعبان دورا مهما في تطور المرض وانتشاره. من جهتهم، أكد عدد من الأطباء والمختصون في لقاءات مع "السياسة" أن أعداد المصابين بسرطان البروستاتا من المتوقع أن تضاعف خلال الـ 15 عاما القادمة بسبب سوء العوامل الجوية، ونظم التغذية الخطأ، مشيرين إلى أنه لا توجد أسباب واضحة للإصابة بالمرض حتى الآن سوى التاريخ المرضي وأن الوقاية منه تكمن في ممارسة الرياضة وتناول الخضراوات الطازجة كالبروكلي والطماطم والسبانخ، وفيما يلي التفاصيل: أعراض شائعةبداية، يوضح أستاذ أمراض العقم والذكورة الدكتور أحمد نصر، أن البروستاتا غدة جنسية توجد أسفل المثانة، مسؤولة عن نقل البول والحيوانات المنوية، تغذي السائل المنوي الذي يحافظ على صحة الحيوانات المنوية المسؤولة عن عملية الاخصاب، يزيد حجمها عند وصول الرجل إلى سن الشيخوخة. ويضيف من المؤسف أن أعراض هذا المرض تبدأ في الظهور في مراحله المتأخرة، من أهمها وجود مشكلات في التبول، مع ضعف قوة التبول، الشعور بآلام في منطقة الحوض، من ثم ألم في العظام والمفاصل، خاصة العمود الفقري، وبالطبع فان ذلك يؤثر على قوة الانتصاب،من ثم العجز الجنسي على المدى البعيد،مع تطور الأعراض تظهر نقاط دم بالسائل المنوي والتي تعد الأخطر على الاطلاق. ويتابع، أثبتت الدراسات العلمية أن فرص الإصابة به تبدأ عند دخول الرجل سن الخمسين،لذا فانه يجب الاعتناء بصحة البروستاتا ابتداء من سن الـ 30 إلى 40 عاما، بالمتابعة الطبية، الاهتمام بالتغذية الصحية، التي لابد أن تحتوى على الكثير من الخضراوات والفاكهة مع التقليل من الوجبات الجاهزة والأطعمة المقلية، التي تقلل من تدفق الدم إلى البروستاتا، وتؤثر على الجهاز المناعي،من ثم تزيد من فرص الإصابة بالسرطان. ويشير إلى أن هناك دراسة للجمعية الأميركية للسرطان توكد أن سرطان البروستاتا يعد من أبرز الأمراض التي تضاعفت نسب إصابة الرجال بها مؤخرا، مثل، سرطان الثدى لدى السيدات، كما بات الأشهر بين الرجال الأميركيين، حيث وجد أن رجلا واحدا من كل 9 رجال معرض للإصابة به، ومن المتوقع أن تضاعف تلك الأرقام خلال الـ 15 عاما المقبلة بسبب سوء العوامل الجوية، ونظم التغذية الخطأ.بدوره، يؤكد أخصائي العقم في جامعة عين شمس د.سعيد نوفل، أنه لا توجد أسباب واضحة للإصابة بالمرض حتى الآن، إلا أن التاريخ العائلي يعد أهمها، إذ إن الجينات الحاملة للسرطان قد تنتقل للأجيال التالية، فالخلايا المشوهة تؤثر على الحمض النووي للخلايا السليمة مما يؤدي لموتها، في حين تبدأ الخلايا الأخرى في الانقسام السريع، وقد تنتقل للأنسجة السليمة في أجزاء أخرى من الجسم فينتشر السرطان.ويلفت إلى أن السمنة المفرطة تعد أحد أسباب الاصابة به إذ يتطور المرض حتى يصعب التحكم فيه، لأن الدهون الزائدة تعمل على تغيير مستوى الهرمونات الجنسية، مثل، الاستروجين والتستيسترون في الجسم، مما يضاعف فرص الإصابة بالسرطان، لذا فإن الرجال الذين يحرصون على ممارسة الرياضة بشكل منتظم أقل عرضة للإصابة به. يتابع: يؤثر أيضا ارتفاع نسبة الأنسولين على مستوى النمو للخلايا فيسبب خللا في الحمض النووي يؤثر بدوره على كفاءة عمل بروتينات الجهاز المناعي، مما يؤدي لحدوث الالتهابات والأورام طويلة الأمد،التي تتحول إلى سرطان البروستاتا، كما أن الإفراط في تناول مضادات الالتهاب والمسكنات المختلفة، والإصابة ببعض الأمراض التي تنشط بسبب الاتصال الجنسي، مثل، السيلان، وإهمال التغذية الصحية وافتقار الغذاء إلى الفيتامينات والمعادن الموجودة بالفواكه والخضراوات، كل ذلك يساهم في زيادة الإصابة به. سر الطماطميشير خبير التغذية العلاجية الدكتور سيف مسعود إلى أن بعض الخضراوات، تزداد فيها العناصر والمعادن المقاومة للسرطان، خاصة سرطان البروستاتا، اذ تعد مصدرا مهما لمادة الليكوبين، التي تعتبر بمثابة المضاد القوي للأكسدة فتزيد قوة الجهاز المناعي وتحمي خلايا الجسم من التلف، كما تعتبر الطماطم من أهم الخضراوات الغنية بفيتاميني "سي" و"ي" المقاومين للجذور الحرة المسببة للأورام، لذا فإن الرجال الذين يتناولون الطماطم مطبوخة أو نيئة أقل عرضة للإصابة بالمرض، أيضا تعمل مادة الليكوبين أو الكاروتين الأحمر التي تعطى للطماطم لونها، على تحسين الدورة الدموية ومحاربة الأورام، كما أن حمض الفوليك وفيتاميني "ج" و"أ" يحدان من تخثر الدم، ويسيطران على نزيف البروستاتا في حال تطور المرض، كما تحتوي أيضا على حمضي الكوماريك والكلورجينيك اللذين يقتلان مادة النتروازمين، إحدى المواد المسرطنة الموجودة بالسجائر والكحوليات، والمحفزة للسرطان. وينصح بتناول ما يعادل كوبا واحدا من شرائح الطماطم لأن أليافها الغذائية تساهم في تقليل محيط خصر البطن، وخفض نسب الكولسترول الضار، بينما تمنع أملاحها المعدنية نمو الخلايا السرطانية، وتحفز الجهاز المناعي على العمل، لافتا إلى أن اعتقاد الكثيرين أن ثمرة الطماطم تحتوي على نسب عالية من الأملاح الضارة التي تؤثر بالسلب على عمل الكلى والكبد غير صحيح، اذ تنتج انزيمات السلفوفاران التي تطرد المواد الكيمائية المسببة للسرطان. السبانخ المنسيةمن جانبها، تقول خبيرة التغذية منى الجمال، إن نبتة السبانخ قليلة السعرات الحرارية، غنية بمضادات الأكسدة والمعادن المقاومة للجذور، كذلك فان الكاروتينات تحمي من التأثير الضار للعوامل البيئية،التي تحفز على مهاجمة الخلايا السرطانية لجهاز المناعة، أما مادتا اللوتين والزيكاسنتين فيثبطان من الحمض النووي للخلايا المشوهة،من ثم عدم انتقالها لباقي أجزاء الجسم، كما تحتوي على كمية عالية من الألياف الغذائية التي تساعد على حرق الدهون المتراكمة على الخصيتين التي تزيد فرص الإصابة بالمرض. كما تساعد السبانخ على تقليل التهاب المفاصل والعظام المصاحب لسرطان البروستاتا. وأضافت لقد صنفت الدراسات الطبية الطماطم من ضمن أكثر الأغذية احتواء على الفلافونيدات والفينولات التي تعمل على تعديل الكيمياء الخلوية في الجسم،فتقي من الأمراض المزمنة، تقوي عضلات الحوض،تزيد من النشاط والحيوية، لذا يجب تناولها مرة واحدة في الأسبوع على الأقل، مطبوخة أو مع السلطة الخضراء، خاصة من جانب الرجال لوجود مادة الأوميجا 3، التي تقي من العجز والضعف الجنسي، تزيد من معدلات الخصوبة وصحة الخصيتين. البروكلي العجيبإلى ذلك أوضحت الدكتورة أسماء ماهر،أستاذ التغذية،في كلية الاقتصاد المنزلي، أن البروكلي يتميز بقدرته على علاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي، تقليل الكولسترول في الشرايين مما يزيد من صحة القلب، ومكافحة الأورام السرطانية كالتي تهاجم البروستاتا، اذ يحتوي على مادة السالفورافان التي تكبح انتشار الخلايا السرطانية. وأشارت إلى أن هناك دراسات كشفت أن المداومة على تناول تلك الثمرة لمدة ثلاث مرات في الأسبوع يقلل من خطر الاصابة بالكثير من الالتهابات والأورام لاحتوائها على مادة الفولات والايزوثيوسانيت التي تحفز عمل الجينات المقاومة للسرطان وتثبط عمل الجينات المشوهة.تضيف: يعمل البروكلي على إحداث التوازن الكيميائي بالجسم، كما أن السلوفارافان يقلل من التهابات العظام والمفاصل المصاحبة للمرض، أما المنجنيز والماغنيسيوم الموجودان به فينشطان الجهاز المناعي المسؤول عن طرد السموم والالتهابات.ولفتت إلى أن هناك دراسة يابانية أجريت على 24 رجلا لديهم استعداد للإصابة بسرطان البروستاتا، أثبتت أن الرجال الذين كانوا يتناولون البروكلي طرأت على جيناتهم البشرية تغيرا كبيرا أخر تطور المرض عكس الرجال الذين لم يتناولوه، مؤكدة أن فصيلة البروكلي، مثل،القرنبيط والبازلاء لها الأثر نفسه لمقاومة المرض. سلاح الشمندرفي السياق نفسه، يشيرأستاذ العلاج الطبيعي والتغذية الدكتور عبد الله رفعت إلى أن البنجر أو الشمندر يساهم في التخلص من ترسبات الكالسيوم والصوديوم الضار بالدم، لذلك يعتبر فعالا في مقاومة السرطان، لأنه يحتوي على مادة البيتاسينين واللوتين، أشهر مضادات الأكسدة على الاطلاق، كذلك لاحتوائه على فيتامينات ب 1، ب 2، ب 6، مادة الفوليك أسيد، الماغنيسوم، كما يساعد على تحسين صحة المريض وعلاج الأثار الجانبية لجلسات الاشعاع والكيماوي. ويوكد أن أحماض الأوميجا 3 الدهنية تمنع مستقبلات هرمون الأستروجين في خلايا السرطان وتحد من نموها، إضافي إلى أن فيتامين "ك" يخلص الجسم من الهجوم الجرثومي، حيث ينتج الأنزيمات المدمرة للخلايا المشوهة.