سرطانات الجلد الأكثر انتشاراً عالمياً والأقل محلياً

مروة البحراوي

أكد أمين عام الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان د. خالد الصالح أنَّ سرطان الجلد بأنواعه المختلفة من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً حول العالم، متفوقاً على سرطان الثدي والرئة، خاصة في الدول الغربية، إلا أنه الأقل انتشاراً في البلاد نظرا لاحتواء بشرتنا على كمية كافية من الميلانين.
جاء ذلك خلال ورشة عمل للتوعية بالمعالجات الحديثة لسرطانات الجلد أمس ضمن برامج التوعية من الأورام السرطانية الذي يقدمه الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، بالتعاون مع الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان "كان"، وتحت رعاية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
وأشار الصالح إلى أن الورشة تسلط الضوء على أساليب المعالجات لسرطانات الجلد والتركيز على المعالجة الإشعاعية والعلاج الجراحي، لافتا إلى أن الورم الميلانيني من أخطر أنواع سرطان الجلد، وهو ينشأ في الخلايا "الميلانينية" التي تنتج صبغة الميلانين التي تمنح الجلد لونه.
وأوضح أنَّ علامات ظهور المرض تأتي علي شكل عقدة غير مؤلمة بلون الجسم، أو ذات لون أحمر مزرق تنمو على الجلد، بما في ذلك فروة الرأس والوجه والشفتين والأذنين والعنق والصدر والذراعين واليدين، وعلى الساقين في النساء، ونادراً ما يصيب أعضاء الجسم من الداخل.
وذكر أنه يمكن التعرف على أعراضه بسهولة، وذلك بملاحظة أي تغير في لون الجلد أو ظهور انتفاخات على الجلد، وفي حال اكتشاف الإصابة يتم تحديد مرحلة الورم وتقرير العلاج المناسب لهذه المرحلة.
وأوضح أن سرطان الجلد السطحي مثل سرطان الخلايا القاعدية نادرا ما ينتشر، لذا فإنَّ الخزعة التي تزيل الورم بأكمله غالباً ما تكون الاختبار الوحيد اللازم لتحديد مرحلة السرطان، وتتمثل بعض طرق العلاج بالمعالجة الإشعاعية والعلاج الجراحي لاستئصال الورم.
وقال إنَّ سرطان الجلد يتطور بشكل أساسي في مناطق الجلد المعرَّضة للشمس لفترات طويلة ومستمرة، بدون أخذ الاحتياطات الحماية من أشعة الشمس الحارقة والضارة، المتمثلة بالأشعة فوق البنفسجية، وخاصة في فترة منتصف النهار، وتتمثل هذه الاحتياطات باستخدام كريمات الوقاية التي لديها عوامل حماية SPF 15 أو أكثر، ومصرح بها، واستخدام القبعات والمظلات، بالإضافة لتأثير هذه الأشعة في الإصابة بشيخوخة الجلد والتجاعيد والنمش والتصبغات.
وحذّر الصالح من التعرض لأجهزة التسمير التي تستخدم فيها الأشعة فوق البنفسجية الضارة، موضحا أن سرطان الجلد من السرطانات التي يمكن معالجتها في حال اكتشافها مبكرا، خاصة بعد التطورات المتسارعة في المجالات الطبية والتقنية والعلاجية المستخدمة بهذا المجال في السنوات الأخيرة.
بدوره، قال طبيب جراحة الأورام بمركز الكويت لمكافحة السرطان د. محمد خالد إن نسب الإصابة بسرطان الجلد في الكويت، سواء بين الكويتيين وغير الكويتيين، من الجنسين قليلة، وليس ضمن قائمة العشر سرطانات الأكثر انتشارا في البلاد منذ 15 عاماً .
وأضاف أن سرطان الجلد صنف بالقائمة المذكورة بأعلى أعداد إصابة بين الكويتيين الرجال من 1979 حتى 1983، وبلغت أعلى أعداد الإصابة بالنسبة للكويتيات من 1974 حتى 1978، أما بالنسبة لغير الكويتيين الرجال فكان سرطان الجلد ضمن القائمة العشرة الأكثر انتشاراً بأعلى عدد من الإصابات من 1974 حتى 1993، وكذلك بالنسبة لغير الكويتيات، فقد كانت أعداد الإصابات بنفس الفترة المذكورة هي الأعلى.
كما بين خالد أن أورام الجلد غير الصبغية تعد أشهر أنواع سرطان الجلد شيوعا بنسبة 23% للحرشفية، و74% للقاعدية، لافتا إلى أن النوع الحرشفي عالي الخطورة يظهر بمعدل 40% في الغدد الليمفاوية، أما أورام الجلد الصبغية فتمثل 2% فقط من سائر الأورام السرطانية، لافتاً إلى أن ما بين 5-10% من أورام الجلد الصبغية وراثية.
وأشار إلى أن مركز الكويت لمكافحة السرطان يلتزم بمتابعة التطور في علاجات سرطان الجلد، ويتم تلقي الرعاية الكاملة من بداية التشخيص للإجراء الجراحي وإعادة تهيئة المنطقة المصابة تجميليا ثم العلاج التكميلي والمتابعة.