الأخيرة
سرقة الأدوية
الخميس 13 ديسمبر 2018
5
السياسة
طلال السعيدمواطنة من بلد عربي وجهت نداء من بلدها تطلب فيه حقنة صبغة لمريض بالقلب يحتاج قسطرة، والحقنة ليست متوافرة في بلدها، ولا تتوافر الا بالكويت، وما لبثت إلا قليلا لتأتيها الصبغة من الكويت، وتستغرب هي نفسها من الكم الهائل من التجاوب معها من نفس جنسيتها من العاملين بالصحة بالكويت، فالكل منهم أبدى استعداده لارسال الصبغة لها، وللعلم الصبغة هذه غير موجودة إلا بالمستشفيات الحكومية، وباختصار شديد سرقت وأرسلت، فهل لفت هذا المقال نظر من يعنيهم الامر بالصحة لينتبهوا لما يجري؟ بالتأكيد لا، فسرقة الأدوية مستمرة في جميع مستشفيات الدولة، وعلى عينك يا تاجر، فليس هناك ممرض أو ممرضة يخرج من الصيدليات بأقل من كيسين من أغلى الأدوية، فبالأمس حدثت هوشة كبيرة بين أحد المراجعين وبين موظفي الصيدلية في دوام العصر بمستشفى الجهراء، حين احتج المراجع على صرف كيسين لممرضة من أدوية القلب غالية الثمن، وكان الرد عليه من المسؤول المناوب: أنت خايف على حلال الحكومة؟! فإذا كان المواطن لا يخاف على حلال حكومته، فمن الذي يفترض به ان يخاف؟ وهذا قليل من كثير، فقد كانت السرقة بالسابق على استحياء، الا انها الآن على رؤوس الأشهاد، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت سرقة أدويتنا حسب الطلب، فلم يعد يسرق الا الدواء المطلوب، فقط من باب الأمانة، أما المواطن فلا يصرف له إلا دواء شهر حفاظا على أموال الدولة، وفي احسن الأحوال ينصح بأن يشتري الدواء من الصيدلية الخاصة، لعدم توافره بالحكومة، وهذه حالنا مع الاسف الشديد، فهل تعجز وزارة الصحة عن احكام الرقابة على أدويتها وتوقف تلك السرقات التي غالبا لا تتم بموافقة مسؤولي المستشفيات، مع الاسف الشديد.وما الذي يمنع من نسف ادارة الأدوية رأسا على عقب لتنظيف الادارة من سراق الأدوية؟ والمشكلة ان الناس يصيحون في كل يوم بأعلى اصواتهم على ما يرونه امام عيونهم من سرقات تتم، وأكياس تخرج من الصيدليات، الا ان صوتهم غير مسموع، مع الاسف الشديد، ومن المستحيل ان تكون كل الناس على خطأ، و"الصحة" فقط هي التي على صح! أما اذا كان كل المسؤولين فيها على شاكلة هذا الذي يقول: خايفين على حلال الحكومة، فعلى الوطن السلام!لم تكن وطنيتنا في يوم من الايام بالتلقين، بل كانت فطرية تولد معنا وتكبر كلما كبرنا، فما الذي يجري حاليا؟ فقد اصبح حلال الحكومة حلالا وأصبح الحرامي ذكيا والشريف غبيا، والوافد يلعب ولا يحاسب، والمواطن غريباً في وطنه، وكبار المسؤولين يتمترسون خلف الأبواب المغلقة، وجيش من السكرتارية المطبلين الوافدين، والله المستعان...زين.