الاثنين 23 يونيو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

سعاد الصباح شاعرة الحرية والحب... واجهة مضيئة بالإنسانية

Time
السبت 26 يناير 2019
View
5
السياسة
احتفى مهرجان القرين الثقافي بتجربة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، تلك التي بلغت في انتشارها أبعد ما يمكن أن تصل إليه أي تجربة شعرية عربية، لتنظم على المسرح نفسه الذي أسسته في رابطة الأدباء وحمل اسمها، محاضرة عنوانها "التجربة الشعرية في شعر سعاد الصباح"، شارك فيها الشاعرة سعدية مفرح، والدكتورة نورة المليفي، وأدارها المدير العام لدار سعاد الصباح للنشر علي المسعودي، بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري، والإعلامية فاطمة حسين.
أكد المسعودي أن سعاد الصباح واجهة من واجهات الكويت المضيئة بالشعر والإنسانية، وأنها أول شاعرة كويتية تصدر كتابا،وأن لها بصمة واضحة في كل مكان تذهب إليه وهي المشجعة للأدباء الواعدين والشباب والمكرمة للأدباء الكبار، وبصماتها الإنسانية كثيرة ومتشعبة.
وقدمت المليفي بحثاً عنوانه " محاور التجربة في الشعر والنثر لك وحدك"، طبعته في كتاب ووزعته على الحضور، وهو قراءة نقدية في ديوان "الشعر والنثر... لك وحدك" للشاعرة سعاد الصباح.
وقالت: النتاج الشعري لسعاد الصباح يحتل مساحة بارزة وواضحة المعالم في الشعر النسوي الخليجي، فلا مراء في كونها من أبرز الأصوات الشعرية النسوية ليس في منطقة الخليج فحسب، بل في العالم العربي، ويتميز نتاج شعرها بأنه صرخة في وجه الهيمنة الذكورية على شخصية الأنثى، ودعوة صريحة إلى المطالبة بحق المرأة في التعبير عن الخلجات المكبوتة.
وأضافت أن المتابع لإبداعات سعاد الصباح يشهد لها بثراء التجربة الشعرية وتنوعها وتعدد محاورها وأبعادها، ومن ثم رصدت المليفي في الديوان ثلاثة محاور هي الحب والحرية والموت.
وبيّنت أن محور الحب يحتل المساحة الأكبر في قصائد الديوان، وأن الشاعرة تعلن حبها في نوع من الخطاب المباشر، في المقطع الأول من قصيدة "بارد من دونك البيت كثيراُ"، وتطرقت في المحور الثاني "الحرية"، إلى فعل الكتابة الذي ترى فيه سعاد الصباح الحرية، تلك النغمة الأثيرة لديها في مجمل أعمالها، وقالت: الشاعرة ترتكز على فعل الإرادة المستمرة، لأنه من دون تحقق الحرية تفقد كل شيء.
وعن المحور الثالث الذي يتعلق بالموت كشفت المليفي أنه يحتل مساحة كبيرة من إبداعات الشاعرة بصفة عامة ولكنه في الديون ينحسر إلى حد كبير مقارنة بمحوري الحب والحرية، فقد يكون موتا معنويا بسبب فقد الحبيب أو أنه يمثل المستحيل: إنني كالسمكة التي عشقت عصفوراً،إن جاءها غرق،وإن ذهبت إليه ماتت.
وقالت سعدية مفرح: حديثنا مازال مستمرا عن سعاد الصباح،هذه الشاعرة الاستثنائية،ليس في زمانها وحده وليس في مكانها وحده،وليس في خصوصيتها العائلية وحدها، وليس في هويتها الإبداعية وحدها، ولكن بكل ذلك معا.
وأضافت: "شاعرة محتشدة بظنون الكلام الأليف، والكلام المخيف، وبسماوات لا نهائية من الشعر والنقد والصلاة والشك والأصدقاء، تمضي، ونمضي نحن الذين ربما نكون نظرنا لها ذات حلم شخصي مكسور أو هزيمة مضيئة بخصوصيتها وكأنها المرأة التي لا تعاني ولا تكسر ولا تنهزم ولا تظلم".
وأكدت أن سعاد الصباح بذكاء فطري انحازت إلى محض الشعر في بناء مكونات شخصيتها الشعرية من دون أن تخفي اعتزازها بانتمائها العائلي الرفيع، ذلك الانتماء الذي أرى أنه أضاف بالضرورة صعوبة إضافية، حتى وإن كانت غير معلنة أو مقصودة، بدلا من أن يذلل صعوبة متوقعة تعترض طريق امرأة".
وأضافت مفرح: سعاد الصباح التي أصرت على خيار الكتابة منذ الأبداية، أصرت في الوقت نفسه على خيار الخصوصية والجرأة فيها، حتى وهي تكتب عن تلك المنطقة الحميمة في حياة أية امرأة شرقية، فهي بدلا من أن تستسلم لحدود المساحة الشعرية العاطفية، التي اعتادت بعض الشاعرات العربيات المعاصرات قبلها بالذات أن يمارسن شعريتهن ضمنها، اختارت أن تكسر هذه الحدود وتتجاوزها إلى حيث يمكن أن تكون نموذجا للمرأة الجديدة التي ينبغي أن تكون الشريك الفاعل، بدلا من أن تكون الشريك المتلقي في أي علاقة بين الرجل والمرأة.
واستذكرت مفرح الكلمات المشجعة التي بادرتها بها سعاد الصباح بعد أن شاركت في أول أمسية شعرية لها خارج أسوار الجامعة، وتحديدا في رابطة الأدباء، كذلك ذكرت جائزة سعاد الصباح للإبداع الشعري، التي فازت بها عن كتابها "آخر الحالمين كان"، وختمت بقراءة قصيدة لسعاد الصباح تقول فيها: يا أحبابي: كان بودي أن أدخلكم زمن الشعر لكن العالم - واأسفاه - تحول وحشا مجنونا يفترس الشعر.
وقدم الحضور عقب انتهاء المحاضرة مداخلاتهم، وتحدث الدكتور عثمان البدري عن دفاع سعاد الصباح عن المرأة والرجل أيضا، والدكتورة وسمية المنصور أشارت إلى مسألة الفقد والحياة في شعر سعاد الصباح، والروائية اللبنانية مريم مشتاوي أكدت أن الحرية تمثل موضوعا رئيسا في شعر سعاد الصباح والتي كانت تستخدم الطيور كرموز لها، وأشارت الأدبية الدكتورة ليلى مجمد صالح إلى القيمة الأدبية والشعرية والفكرية التي تمثلها سعاد الصباح محليا وعربيا.
وأبدى الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري اعتزازه بأن تكون تجربة سعاد الصباح الشعرية ضمن أبرز فعاليات مهرجان القرين الـ25، كونها رمزا من رموز الشعر العربي.
آخر الأخبار