سعاد الصباح لهايف: الكويتيون ولدوا أحراراً ولن تستطيع فرض قناعاتك عليهم

أكدت تصديها لأي مقترح يفرّغ المؤسسات التعليمية من حريتها

• المرأة كانت ولا تزال جزءاً أصيلاً من العمل الوطني تشارك الرجل مهام البناء وتزاحمه
• صدق النية لا يكفي إذا لم تكن هناك نظرة بعيدة وحصافة في المقترحات النيابية

ضمن الجدل الدائر والمحتدم حاليا حول تطبيق قانون "منع الاختلاط"، وجهت د.سعاد الصباح خطاباً أمس إلى النائب محمد هايف أكدت فيه انحيازها لحرية المجتمع الكويتي ورفضها الوصاية عليه.
وقالت الصباح في بيان صحافي أمس: تابعت مثل غيري مقترحكم المفاجئ حول منع الاختلاط في جامعة الكويت، وإنك تعلم مثل غيرك أن صدق النية لايكفي إذا لم تكن هناك حصافة في المقترحات، ونظرة بعيدة المدى لمستقبل المقترح وتبعاته، أو قراءة تاريخية لماضي العمل ومسيرة التعليم الكويتية التي انتهجتها جامعة الكويت، كمنارة علمية مشهود لها بالنقاء، والعمل وفق عاداتنا الأصيلة التي كانت فيه المرأة ولا تزال جزءا أصيلا من العمل الوطني تشارك الرجل مهمة البناء وتزاحمه في حب الوطن".
واضافت: "اعلم - يا ولدي أنك لا تستطيع فرض قناعاتك الشخصية على الكويتيين الذي ولدوا أحراراً رجالا ونساء، وما تحب أن يكون لك في بيتك وبين أسرتك الكريمة من قوانين لا ينطبق بالضرورة على الشعب بأكمله، فالشعب لديه قناعات ورؤى مختلفة ومغايرة ومن حقها أن تكون معارضة لتوجهك، ولا أظنك ممن لا يحترمون توجهات الشعب وتطلعاته، لا سيما وأنك قد أقسمت على الدستور الذي يساوي بين المواطنين ولا يفرق بينهم بسبب الجنس او اللون، الدستور الذي يكفل الحرية ويعززها وهو الدستور الذي من خلاله أصبحت عضواً في هذه المؤسسة التشريعية العريقة، ومن البديهي أن تحترم خصوصية الكويت وطبيعة مجتمعها المنفتح على الثقافات، الرافض لمقترحات التشدد غير المنطقية وغير المقبولة.
وتابعت: إن إثارة الريبة في ابنائنا وجعلهم موضع شك، وكذلك إشغال الراي العام بمقترحات بعيدة عمّا نأمله منك ومن الأعضاء من تشريعات ترفع مستوى التعليم وتعزز الثقة في الطلبة وتنبّه لقيمة العلم والمشاركة قي البناء، واعلم اننا سنقف في وجه كل مقترح يفرّغ مؤسساتنا التعليمية المشرّفة من حريتها ويسلب من أبنائنا رغباتهم بعد أن زرعنا فيهم الثقة وعززنا فيهم الحرية.. ولو جُرحت كرامة هذه المؤسسة التعليمية العريقة سنجتمع فيها جميعاً نحن وبناتنا وأبنائنا لنقف في وجه من يحاول الإساءة إليها.
وقالت: "إنني أنصحك بكل مودّة وحرص على الكويت اولاً أن تلتفت إلى قضايا لها الأولوية أكثر نفعاً لاتسبب الشحناء والإثارة وتخلط الحابل بالنابل، وأن يكون مرجعنا الدستور الذي ارتضيناه"، مؤكدة ان المواطنين ينتظرون الكثير من العمل البرلماني ويعلقون عليه الآمال، لخدمة قضايا الكويت وطموحات شعب يتطلع إلى تشريعات تحقق التنمية، وتعضّد رؤية الكويت، لاستعادة مكانتها الطليعية التنموية، وتأكيد حريتها وازدهارها المعهود، وتنبذ كل مسببات التعطيل والعرقلة.