سعد جمعة: الأغنية الشعبية "حلاتها منها فيها"

رفض تشويهها بذريعة التطوير… واعتبر أن ما يحدث خطأ

فالح العنزي

تشكل الأغنية الخليجية منعطفا مهما في مسيرة الفنان السعودي سعد جمعة، الذي يمتلك قدرات وامكانيات تمكنه من تقديم كافة الألوان الغنائية الا أنه اختار الاغنية الشعبية لتكون هويته، التي اخترق من خلالها قلوب الناس قبل أسماعهم وأصبح واحدا من أهم مطربي جيله في منطقة الخليج..
يقول سعد صاحب الاغنية الشهيرة "كم كنت أنا أحبه"، بأن تصنيفه بالفنان الشعبي ليس انتقاصا من شأنه كفنان بل فخور بذلك، ويتابع: "ساهمت الى حد كبير في نقل الأغنية الشعبية إلى خارج أسوار المملكة وأصبحت كعمل فني مطلوبة في كافة الحفلات، عندما أتلقى دعوة للمشاركة في حفل غنائي يصنف على أساس جلسة شعبية لا يغضبني ذلك، لأن ليس كل مطرب أو مغن يستطيع الاقتراب من الفن الشعبي، والحمد لله مشواري الذي تجاوز 40 عاما فيه عشرات الاعمال التي رسخت لفن يمثلني بكل قوة.
وأضاف: نحن لم نصنع الأغنية الشعبية بل توارثناها ممن سبقنا وحافظنا على كينونتها لان "حلاتها منها فيها"، وأي تدخل خارج الطبيعة بذريعة التطوير يضرها لا ينفعها، لاحظت في بعض المغنين يقوم بتسريع الايقاع وهذا لا يجوز، لأن أجمل ما في الاغنية الشعبية قالبها القديم والتطوير الموسيقي وتحديدا في مجال التوزيع يمكن استخدامه في الاغنيات الجديدة.
عن طرحه بين فترة وأخرى بعض الأغنيات وهل من أعمال جديدة، يقول جمعة: قديمك نديمك وفي رصيدي عشرات الاغنيات التي اجدها تتواكب مع الجيل الحالي الذي يوجد فيه الكثير لا يزالون يعشقون الألوان القديمة ولم ينجرفوا وراء الأغنية الحالية، هكذا هي أذواقهم لذا هؤلاء يستحقون من يقدم لهم من القديم، وتجدني في قناتي الخاصة احاول تقديم بعض الاعمال التي تخصني فقط منها إلحاح من قبل المتابعين ومنها أرى اعادة غنائها كنوع من التجربة المستحقة.
وعن أسباب اختياره نموذجا قديما "ديزاين" شريط الكاسيت القديم كهوية لقناته الخاصة، اكد الفنان السعودي أنه لا يريد الخروج بعيدا عن اللون الغنائي، الذي يعشقه ويريد أن يظل قريبا من أغنيته الشعبية، موضحا: يبدو أنك قد تابعت احدث اعمالي "هاوي دعاية" عندما قررت تأسيس قناة خاصة في "يوتيوب" طلبت بأن تشبهني وفعلا بسؤالك هذا أشعر بالراحة، هذا سر لا يعرفه إلا جيل السبعينات الذي لايزال يحتفظ بأشرطة الكاسيت ومسجله ولم يتأثر بشكل الاغنية الحالي.
عن مشاركاته الأخيرة في الحفلات الغنائية التي تشهدها كافة مناطق المملكة اكد جمعة: الاهتمام بالاغنية السعودية واضح وكبير والهيئة العامة للترفيه بقيادة المستشار تركي آل الشيخ تسعى جاهدة في ترسيخ الاغنية الشعبية وابرازها بالشكل الجيد من خلال تنظيم الحفلات الغنائية وإتاحة الفرصة لتحريك العمل الفني الموسيقي، خلال العامين الماضيين كانت لي مشاركات رائعة خلال موسم الرياض والتقيت جمهوري في مناطق مختلفة آخرها الحفل الغنائي في الخرج.
ورفض المطرب السعودي، ما يتردد بأن الفنان الشعبي مهمل وقال: الاغنية جميعها تأثرت بهجران رؤوس المال لفترة ليست قصيرة اختفت معها شركات الانتاج التي كانت تغذي الاغنية وتحرك سوق الكاسيت وحديثي هنا عن العمل الغنائي بصورة عامة، لأن شركات الانتاج كانت لاعبا رئيسيا في توفير الدعم اللوجيستي للفنان سواء في عملية انتاج الالبومات أو تنظيم الحفلات، من منا يتجاهل شركات عريقة مثل روتانا وفنون الجزيرة ورومكو والنظائر ودندون وبلاتينيوم وغيرها من الشركات، التي كانت فاعلة وتستثمر في الاغنية الخليجية قبل ظهور "السوشيال ميديا" التي تسببت سلبيا في عملية الانتاج، فلم يعد هناك مردود مادي ويذهب جهد سنوات من تنفيذ الالبوم بضغطة زر ويصبح متاحا للجميع ولا حاجة لشراء نسخة أصلية.