مسيرة حافلة بالاعتداء والتحرش الجنسي وليس "كل مرة تسلم الجرة"ينتظر الفنان المغربي الشاب سعد لمجرد مصيرا مجهولا بعدما استدعاه القضاء الفرنسي للمثول في قضيته الشهيرة اختطاف مراهقة واغتصابها في عام 2006 ، وبسببها قضى فترة من العقوبة في السجن ، وينتظر قرابة الـ 10 ملايين شخص يتابعونه بجنون على موقع "يوتيوب" بترقب شديد ومخيف ما سيقرره القضاء الفرنسي الذي سبق أن دانه في جلستين سابقتين قبل أن يصدر حكما بخروجه بكفالة كبيرة وعقوبة مغلظة في حال حاول التنصل او عدم الالتزام بجلسات المحكمة ، في الحادي والعشرين الجاري صدر حكم عن محكمة الاستئناف الفرنسية ألغت فيه كل القرارات السابقة في قضية انتهاكات جنسية بحق شابة فرنسية عام وقررت إعادة المحاكمة، وفقا لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية ، والغريب في الأمر أن الإعلام المغربي لم يهتم بتغطية الخبر بقدر اهتمام بالنشاط الفني الذي زاوله بعد مغادرته فرنسا، ومنابر قليلة جدا كتبت عن هذا الخبر، في حين كان هناك في السابق تعمق أكثر في الموضوع، واتصال بالمحامين لمتابعة تفاصيل القضية"، ، والمفارقة أن إحدى قنوات التلفزيون البارزة، والتي لم تهتم بالخبر، نشرت على صفحتها على فيسبوك فيديو لشاب يشبه سعد المجرد وهو يتحدث كيف دخل عالم الغناء بسبب ملامحه. كما نشرت في اليوم ذاته خبرا عاجلا عن حادث سير أدى إلى إصابة أحد أفراد الفرقة الغنائية أثناء تصوير سعد المجرد والفريق أغنية جديدة في مراكش ، وبينما غضّت وسائل الإعلام المغربية النظر عن قضية المغني الشهير المتهم بالاغتصاب في فرنسا، سلطت الأضواء على قضية شابة مغربية متهمة بإقامة علاقة جنسية مع محام متزوج، سجنا بسبب تهم الخيانة الزوجية والابتزاز، وعادة ما تسلط وسائل الإعلام في المغرب الضوء على قضايا الاغتصاب والتحرش الجنسي والعنف ضد المرأة و غيرها من المسائل التي تمس النساء وحقوقهن في المملكة التي تفخر بالإجراءات التي تتخذها لمحاربة العنف ضد المرأة ، شعبية لمجرد لم تتراجع رغم طبيعة الاتهامات واستقبله جمهوره استقبال الأبطال بعدما صور دويتو مع صديقه المقرب الفنان محمد رمضان بعنوان" انساي" ، وغنى على مسرح في الرياض في ديسمبر الفائت حاملا العلمين المغربي والسعودي، وأحيا حفلة أخرى في دبي ، مسيرة لمجرد الشاب ذي الجسم النحيل شهدت محطات كثيرة واتهامات أكثر خصوصا فيما يتعلق بالاختطاغف والاغتصاب والتحرش وغالبا ما تصل هذا القضايا الى ابواب المحاكم ثم يتم اغلاق الملف بشكل او بآخر ، في عام 2007 تابع مشاهدون من كل البلاد العربية شابا مغربيا في الحادية والعشرين من عمره يغني على مسرح البرنامج الشهير "سوبر ستار"، وكان على بعد خطوات قليلة من الفوز باللقب. لم يفز حينها ابن مدينة سلا في المسابقة الغنائية، لكنه مع مرور الزمن فاز بقلوب كثيرين - كثيرين جدا في الواقع ، لمعت أسماء قليلين فقط ممن شاركوا في ذاك البرنامج، وكان المجرد واحدا منهم، وأصبح مغنيا معروفا ذا شعبية كبيرة ليس فقط في شمال إفريقيا، بل وصلت شهرته إلى دول المشرق والخليج التي قلّما احتفت بصوت مغاربي يغني بلهجتة المحلية .ازداد نجم المغني الشاب سطوعا مع كل أغنية كان يصدرها، وبالتوازي مع ذلك كانت تخرج إلى الضوء قصص نساء زعمن أن لمجرد، الذي يبلغ اليوم 34 عاما، اعتدى عليهن جنسيا. ألقي القبض على المجرد أول مرة للاشتباه في ضربه امرأة واغتصابها في نيويورك عام 2010، وبعدها بست سنوات، اتهم بالاعتداء الجنسي على شابة فرنسية تدعى لورا بريولا، ثم أُطلق سراحه بكفالة في أبريل 2017 مع الإبقاء على سوار إلكتروني يلف ساقه في انتظار المحاكمة ، وفي خريف عام 2018 اتهم المغني المغربي من جديد باغتصاب فتاة على شواطئ الريفيرا، لكنه في تلك المرة فقد كثيرا من دعم من سانده خلال المشاكل السابقة، إذ انطلقت بعض الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل حملة "ماسكتش" التي طالبت بوقف بث أغنياته ، ورغم ذلك حققت أغانيه، التي كانت تصدر وسط زوابع الاتهامات تلك، أرقام مشاهدة خيالية.
أغنية "لمعلم" التي أصدرها كفيديو كليب عام 2015، حصدت نحو 800 مليون مشاهدة على يوتيوب منذ ذلك الوقت؛ أغنية "غلطانة" لعام 2016 شوهدت أكثر من 250 مليون مرة؛ أما أغنية "إنساي" فحازت على أكثر من 200 مليون مشاهدة منذ صيف 2019؛ وأغنيته الأخيرة "سلام" " أكتوبر 2019" وصل عدد مشاهداتها إلى أكثر من 31 مليون مشاهدة.علما أن بعض الأشخاص يرون أن المجرد يكرس في أغانيه صورة سلبية للمرأة وتقديمها كخاضعة للرجل.وترى ت خلود القبالي مطلعة على الأوضاع عن كثب، بأن الناس في المغرب تنقسم الى ثلاث مجموعات: "هناك المتأكدون من أنه بريء وذلك من باب أنصر أخاك ولو كان ظالما، وهناك مجموعة تنتظر نطق العدالة الفرنسية، وهناك مجموعة تؤمن بأن هناك مؤامرة ضد شخصه"، ويسود اعتقاد لدى معجبي سعد المجرد بأنه يتعرض "لمؤامرة" من قبيل أنه صار مشهورا جدا في الدول العربية والأوروبية لذا تتدخل مجموعات لمنع مشاركته في حفلات عالمية كي لا تزيد شهرته، وهناك من يقول إن النساء اللاتي يتهمنه بالاعتداء الجنسي عليهن راغبات بالشهرة فقط من خلال استغلال شهرته.