الدولية
سفير إيران متوعِّداً العراقيين: العواقب وخيمة إذا استجبتم للعقوبات
الاثنين 19 نوفمبر 2018
5
السياسة
مسجدي: سننشئ "معرضاً دائماً للبضائع الإيرانية في بغداد"... خبراء: سيكون أكبر محطة استخبارات في المنطقةبغداد، طهران- وكالات: بعد ثمان وأربعين ساعة من زيارة الرئيس العراقي برهم صالح إلى طهران، وتفاديه إعلان موقف واضح من العقوبات الأميركية على إيران؛ توعَّد السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي الحكومة والشعب العراقيين بمواجهة "عواقب وخيمة"، إذا استجابت بغداد للعقوبات وتخلت عن الواردات الإيرانية، فيما وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني العقوبات بأنها "جزء من حرب نفسية مصيرها الفشل"، معتبراً أن الولايات المتحدة باتت "معزولة الآن، وإيران تحظى بدعم العديد من الدول". وبعد أن كان الوعيد الإيراني للحكومة العراقية حبيس الغرف المغلقة، بات الآن في العلن، إذ أطلق السفير مسجدي تهديداً مباشراً للحكومة والشعب العراقيين، متوعّداً بغداد بمواجهة مشكلات عدة في حال قررت التزام العقوبات الأميركية على بلاده. ولوح سفير طهران بورقة الكهرباء والمواد الغذائية والصناعية التي يستوردها العراق من إيران، قائلاً إن المشكلات الناجمة عن تلك العقوبات "لن تقتصر على إيران وحدها". وأبدى السفير الإيراني امتعاض بلاده من رفض الرئيس العراقي، خلال زيارته لطهران، التعاطي مع الضغوط الإيرانية من أجل إبداء موقف بخصوص العقوبات الأميركية على إيران، داعياً الشركات الإيرانية إلى تخصيص المزيد من الاستثمارات للمشاريع التي تسعى الحكومة العراقية إلى استقطاب استثمارات أجنبية لها. وفيما كشف مسجدي عن اتفاق إيراني- عراقي على إنشاء "معرض دائم للبضائع الإيرانية في بغداد"، نقل موقع "سكاي نيوز عربية" عن خبراء اقتصاديين أن هذا المعرض سيمثل أكبر محطة استخبارات إيرانية في المنطقة؛ تشرف على عملية الالتفاف الإيرانية على العقوبات الأميركية، كما سيكون بمنزلة فرع غير شرعي بغطاء تجاري للبنك المركزي الإيراني لجمع الدولارات الأميركية من السوق العراقية. من جانبه، تعهّد الرئيس الإيراني بأن تواصل بلاده تصدير النفط، رغم العقوبات الأميركية، وقال روحاني، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مباشرة من مدينة خوي: "لن نستسلم لهذا الضغط، إنه جزء من الحرب النفسية على إيران. لقد فشلوا في إيقاف صادراتنا النفطية. سنواصل تصدير النفط". وأضاف: "لقد فشلت سياستكم الإقليمية، وتلومون إيران على فشلكم من أفغانستان إلى اليمن وسورية". ورأى روحاني أن واشنطن تفتقر إلى الدعم الدولي اللازم لعقوباتها، لافتاً إلى أنها منحت إعفاءات من العقوبات لثمانية مشترين كبار للنفط الايراني. وقال: "أميركا معزولة الآن. أما إيران فتحظى بدعم العديد من الدول (...) أي دول أخرى لا تدعم الضغط الذي تمارسه أميركا على إيران". وكانت طهران هددت بالانسحاب من الاتفاق النووي، إذا لم يتم الإبقاء على مزاياه الاقتصادية. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال، في مؤتمر صحافي أمس، إن إيران "لاتزال متفائلة بأن أوروبا قادرة على إنقاذ الاتفاق". ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنشاء آلية مقايضة، قد تُستخدم في تقدير قيمة صادرات إيران من النفط والغاز مقابل منتجات أوروبية، من أجل تفادي العقوبات الأميركية. وقال قاسمي: "نتوقع أن ينفذ الاتحاد الأوروبي الآلية ذات الغرض الخاص في أسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى أن "إيران تحترم التزاماتها مادام الموقعون الآخرون يحترمون التزاماتهم". على صعيد ذي صلة، شنت صحيفة "الوطن" الإماراتية هجوماً قوياً على النظام الإيراني، متهمة إيّاه بدعم الإرهاب ومحاولة زعزعة الأمن في العديد من الدول والتدخل في شؤون الغير والعمل على إيجاد أتباع له. وفي افتتاحية بعنوان "عملاء إيران"، كتبت الصحيفة الإمارتية أمس، إن من يتبع هذا نظام الإيراني "هم من المرتزقة المأجورين وليسوا مقاومين (...) من لبنان إلى سورية والعراق واليمن والبحرين وفلسطين المحتلة وغيرها الكثير من دول العالم". وأضافت: "يبدو أن إيران عملت ضمن أولويات نظامها على زرع أتباع وأدوات وأذرع، لأن تلك الدول في مرمى عدوانها ومشروعها الذي لم يتوقف منذ أربعة عقود، والنتيجة التي يراها العالم أجمع هي ويلات في تلك الدول، جراء تلك الجماعات الإرهابية التي تتبع (نظام الملالي) وتفرض أجندتها بقوة السلاح غير الشرعي".