الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

سفير السودان لـ"السياسة": مساعدات الكويت تجاوزت 200 طن ومهاجمة سفارتها "غير أخلاقي"

Time
الخميس 15 يونيو 2023
View
9
السياسة
ممثل الأمم المتحدة تحول من "مسهل" إلى "عنصر استقطاب" لطرف واحد فأصبح غير مرغوب فيه

شوقي محمود

ثمَّن سفير السودان في البلاد عوض الكريم الريح بلة، تدفق نحو 200 طن من المساعدات الحكومية الكويتية إلى الشعب السوداني، متوقعا ايصال معونات ايضا الى شرق تشاد لاغاثة الالاف من مواطني ولاية غرب دارفور بعد تعرضهم لهجمات من المتمردين.
وذكر بلة في حوار خصَّ به "السياسة " بالتزامن مرور 60 يوما على اندلاع الحرب في السودان، انه تلقى كل الترحيب من جمعيات خيرية كويتية لارسال مساعدات، مؤكدا وصول كل المعونات الى مستحقيها، مشيدا بالمعالجات الكويتية لمشكلات ابناء الجالية الناتجة عن تداعيات الحرب في بلادهم.
ووصف السفير بلة مهاجمة الميليشيا لسفارة الكويت والمكتب العسكري في الخرطوم ومقار بعثات ديبلوماسية أخرى، بانحدار غير أخلاقي من هذه القوات، مشيرا الى ان الجيش السوداني بدأ في القيام بتمشيط 3 مدن في ولاية الخرطوم.
وفيما لفت الى ان التطوارت الميدانية ترجح كفة الجيش، اعرب عن الامل في ان تتمكن وساطة منبر جدة، من ممارسة نفوذها على المتمردين. واشار الى ان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة تحول من مُسهِّل إلى عنصر استقطاب لصالح طرف واحد، ولهذا أصبح غير مرغوب فيه. وفيما يلي التفاصيل.

في البداية، نتحدث عن المساعدات الكويتية الرسمية من خلال جمعية الهلال الاحمر الى السودان، فماذا تقول؟
بلغت رحلات الجسر الجوي الكويتي حتى الآن ثلاث عشرة رحلة إلى بورتسودان حملت كل منها عشرة أطنان من المساعدات الطبية والإيوائية والغذائية، وتبقت ثلاث رحلات، ومن المتوقع تنظيم رحلة واحدة بطائرة كبيرة تحمل ما يزيد عن أربعين طناً من المساعدات، فضلا عن ارسال معونات من منظمات خيرية كويتية إلى شرق تشاد حيث فر الآلاف من مواطني ولاية غرب دارفور بعد تعرضهم في حاضرة الولاية (مدينة الجنينة) لهجمات من قبل المتمردين.
هل وصلت هذه المساعدات الى مستحقيها بالفعل؟
بالطبع وصلت هذه المساعدات إلى بورتسودان واستقبلتها لجنة مكونة من وزارة الصحة ومفوضية العون الإنساني والهلال الأحمر السوداني والأجهزة الأمنية، وشرعت هذه اللجنة في توزيع المساعدات على المتأثرين بالحرب بالخرطوم وغيرها من الولايات التي نزحت إليها أعداد من مواطني ولاية الخرطوم، والجدير بالذكر أن الجسر الجوي الكويتي حمل أول دفعة مساعدات تصل إلى بورتسودان.
هل تواصلت معكم جمعيات خيرية كويتية لارسال مساعدات الى السودان؟
وقفت خلال لقاءاتي بالعديد من الجمعيات الخيرية والمبرات الأهلية الكويتية على الجهود المبذولة لاستمرار تدفق المساعدات للمتأثرين بالحرب التي شنها التمرد في السودان،وعليه اتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من تقديم المساعدات الكويتية عبر هذه الجمعيات والمبرات وبإشراف وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية قريباً بعد انتهاء المرحلة الأولى، حيث قدمت حكومة الكويت عبر الهلال الأحمر جسراً جوياً حوى ما يزيد على 200 طن من المساعدات.

(مشكلات الجالية)
اشرتم في حوار سابق مع "السياسة" الى وجود اتصالات مع الجهات الكويتية المعنية لحل المشكلات التي قد تواجه ابناء الجالية بسبب تداعيات الحرب... هل من جديد؟
نعم، هنالك تواصل جيد مع المسؤولين في وزارة الخارجية لتجاوز الانعكاسات السالبة للحرب على السودانيين سواء المقيمون أو القادمون إلى الكويت بغرض الالتحاق بعمل، وقد تم إجراء معالجات لبعض هذه الآثار، ويجري التشاور لمعالجة البعض الآخر منها.

(إغلاق السفارات)
كيف قرأ السودان قرار الكويت اغلاق سفارتها والمكتب العسكري في الخرطوم، وهذا ايضا فعلته بعض الدول بعد مهاجمة مقارها؟
لم نكن نتوقع أن يبلغ الانحدار غير الاخلاقي بالميليشيا إلى درجة أن توجه سلاحها لمن هم خارج دائرة استهدافها التي حددها قائدها بأنها تضم قائد الجيش ومعاونيه، لكن الواقع كذب ذلك، حيث هاجمت الميليشيا ـــ بعد أن هزمها الجيش وطردها من كل معسكراتها ومقراتها ـــ المواطنين في منازلهم والبعثات الديبلوماسية والمرافق العامة واحتلتها عنوة وحولتها إلى ثكنات عسكرية، ويقوم الجيش حالياً بحملة تمشيط واسعة النطاق بولاية الخرطوم يُتوقع معها انحسار وجود المليشيات التي تتخذ الكر والفر منهجا لحربها ضد البلاد، وهذا يعني أن يشرع الجيش والقوات النظامية الأخرى في إعادة بسط السيطرة وتوفير الحماية للمرافق العامة بما فيها البعثات الديبلوماسية.

(الامم المتحدة والسلام)
ما الموقــــف الحقيقي للأمـــم المتحدة من الازمة في السودان؟
في إطار انخراطه مع الأسرة الدولية، طلب السودان من الأمم المتحدة انتداب بعثة سياسية، وفقاً للفصل السادس من ميثاقها، للمساعدة في تعبيد طريق الانتقال نحو نهاياته التي هي الصندوق الانتخابي الذي يختار الشعب من خلاله من يحكمه، لكن الذي حدث أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في السودان فولكر بيرتس تحول من مُسهِّل إلى عنصر استقطاب لصالح أحد أطراف الصراع، الأمر الذي قاد إلى تحويله من صراع سياسي إلى تمرد مسلح ضد الدولة والجيش الذي يحميها بموجب الدستور، وعقب ذلك طلب السودان إنهاء تكليف بيرتس بمهمته في البلاد، وعندما رفضت الأمم المتحدة ذلك، أعلن السودان ان بيرتس شخص غير مرغوب فيه.

تدخلات كثيرة بالحرب

أشار السفير بلة إلى ان هنالك تدخلات كثيرة وشائكة في الحرب التي شنها التمرد على البلاد؛ لكن سيأتي الوقت المناسب للكشف عن تفاصيلها. و اضاف : ما استطيع قوله إن هذه الحرب التي خلَّفت وراءها دماراً معنوياً ومادياً واسع النطاق ستكون نقطة فارقة في معالجة الكثير من القضايا ومراجعة العديد من المواقف.

الجيش حسم المعركة لصالحه
أكد السفير بلة أن التطورات في الميدان ترجح كفة الجيش، ولعلك استمعت إلى الكثيرين من الخبراء العسكريين الذين يعتقدون أن المعركة العسكرية قد حسمها الجيش لصالحه، لكن التمرد بدلا من التسليم بذلك، قبل لنفسه أن يُشكِّل مُهدِّداً أمنياً ضد أطراف لا ناقة لها في الحرب ولا جمل. واضاف: نتطلع إلى أن يتمكن الجيش من خلال حملات التمشيط التي بدأها مطلع هذا الأسبوع من بسط السيطرة، كما نتوقع من الوساطة في منبر جدة ممارسة نفوذها على المتمردين للالتزام بما تعهَّدوا به من الخروج من منازل المواطنين والمرافق المدنية، وبعد ذلك يمكن ان يكون هنالك تفاوض على أسس جديدة تتجاوز تلك التي كانت سببا في حرب التمرد على البلاد.

خسائر لا تعوض
كشف بلة أن حركة التمرد اتلفت و أحرقا دار الوثائق ومتحف السودان القومي ومتحف التاريخ الطبيعي ومعهد البحوث الصناعية والعديد من الجامعات والمكتبات وغيرها من الثروات المعنوية والتاريخية التي لا يمكن تعويضها بثمن.
آخر الأخبار