سفير روسيا: السياسة الكويتية متوازنة وحكيمة مع جميع الدول وحيال مجريات الأمور في أوكرانيا

موسكو سلمت الكويت مسودة قرارها لإعفاء مواطني البلدين من التأشيرة

الاستثمارات الكويتية تحظى بالتقدير ومستمرون في التعاون العسكري

طيران مباشر يومياً لموسكو ومحادثات لتسيير رحلات إلى مدن أخرى

شوقي محمود

أكد سفير روسيا لدى البلاد فلاديمير جيلتوف ان هناك 3 ملفات تحظى بالاولوية خلال عمله في الكويت تتعلق بالمجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية، بجانب متابعة المشروع الروسي للاعفاء المتبادل لتأشيرة السفر لمواطني البلدين، بالإضافة الى استمرار التعاون العسكري القائم حاليا، لافتا الى تطور العلاقات بين البلدين طوال العقود الستة الماضية حيث كانت الكويت من اوائل الدول العربية التي اعترفت بالاتحاد الروسي.
وقال جيلتوف في اول مؤتمر صحافي عقده في مقر سفارة بلاده الخميس الماضي، بعد 48 ساعة فقط من تقديم اوراق اعتماده الى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد "إن اللقاء استمر نحو ثلث الساعة وهذا يدل على اهتمام الكويت بالعلاقات مع روسيا، ولا يوجد اي شيء يؤثر عليها".
ووصف السياسة الكويتية بالمتوازنة والحكيمة والبراغماتية مع الدول، وحتى في سنوات الحرب الباردة والتنافس بين القطبين ولم تضع البيض في سلة واحدة وان هذا النهج لايزال قائما حتى الان، لافتا الى ان روسيا ترحب بعلاقات الكويت مع مختلف الدول وكذلك التنسيق في مجلس الامن، مضيفا ولا تزال الكويت تمارس سياستها الحكيمة حول مجريات الامور في أوكرانيا.
وكشف عن تسليم الكويت من قبل " كورونا " مسودة القرار الحكومي الروسي لالغاء تأشيرة الدخول لمواطني البلدين لجميع الجوازات وليس الديبلوماسية والخاصة فقط وننتظر رد الكويت، وتأتي هذه الخطوة في اطار جذب روسيا السياح اليها، لافتا الى اصدار الاف التأشيرات لكويتيين وغيرهم لزيارة روسيا، واصفا هذه الخطوة بالمهمة جدا لافتا الى وجود رحلة لطيران الجزيره يوميا بين الكويت وموسكو مع وجود مفاوضات لفتح خط مباشر الى مدينة سوتشي ومدن اخرى، مستدركا ولكن ذلك يخضع للجدوى الاقتصاديةولفت الى استمرار التعاون العسكري الكويتي الروسي" طالما توجد اسلحة روسية الصنع لدى الجيش الكويتي وتحتاج الى تحديث وقطع غيار، مستدركا لكن لم اسمع منذ سنوات عن تدريبات ومع هذا وان كانت هناك رغبة كويتية فستدرسها روسيا.
وفيما اوضح السفير جيلتوف تأثر حجم التبادل التجاري بين الكويت وروسيا بالعقوبات الغربية المفروضة على التحويلات المصرفية والمالية لبلاده، وجه رسالة اطمئنان بشأن الاستثمارات الكويتية والخليجية والدولية في بلاده، مؤكدا ان روسيا تحافظ على هذه الاستثمارات، كما انها تحظى باحترام الدولة مع الالتزام بقواعد القانون الدولي الخاصة بالملكية، مع عدم وجود قيود على التجارة والاستثمارات، مضيفا "هذا عكس ما تزعمه وتروجه الدول الغربية لتخويف المستثمر.
ودعا اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة الى تنويع استثماراتهم بعد تغير العالم من وحيد القطب الى متعدد الأقطاب.

خطاب مسيّس لجذب الأنظار

أشار السفير جيلتوف في رد على سؤال حول دعوة فلوديمير زيلينسكي لحضور القمة العربية في السعودية أجاب، كان "خطابا مسيسا لجذب الانظار والتعاطف"، لافتا الى أن الدول الغربية قلصت وسائل الاعلام الروسية بلغاتها الروسية والاسبانية والفرنسية، للتخوف من شرحها للحقائق ولابعاد الناس عن معرفة وجهات النظر الروسية.

الصحافة الكويتية تتمتع بالحرية

رحب السفير الروسي بالتعامل مع الصحافة الكويتية مؤكدا أنها " تتمتع بدرجة كبيرة من الحرية مقارنة بنظيرتها في بعض الدول مؤكدا اهتمامه باجراء لقاءات مع الصحافيين كل فترة لشرح المستجدات، داعيا الى تحري الدقة في نقل المعلومات، لافتا الى دخول وسائل التواصل الاجتماعي في منافسة مع الصحف الورقية.

الدورة الثالثة للحوار الستراتيجي الخليجي- الروسي في موسكو يوليو المقبل

أكد السفير جيلتوف عقد الدورة الثالثة للحوار الستراتيجي الخليجي الروسي في موسكو خلال شهر يوليو المقبل في اطار التعاون بين الجانبين فضلا عن حوارات ثنائية بين روسيا وكل دولة على حدة وكذلك مع الدول العربية، مؤكدا ان روسيا موجودة وستظل موجودة مع اصدقائها العرب في قضاياهم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي.
وتطرق جيلوف الى ما يدور في سوق النفط العالمي بين الدول المنتجة والمستهلكة وكيفية سداد ثمن البيع بعملة اخرى غير الدولار، مشيرا الى ان المؤشرات تؤكد ان منطقة شرق اسيا ستصبح مركزا للتطور الاقتصادي العالمي بالرغم من بعض الدول الكبرى ولا احد سيمنع ذلك.


مدة قصيرة في العمل الديبلوماسي

اوضح السفير جيلتوف انه قدم نسخة من اوراق اعتماده الى وزير الخارجية في اليوم التالي من وصوله، وقدم اوراق الاعتماد الرسمية بعد شهر واحد فقط، مؤكدا ان هذه مدة قصيرة في العمل الديبلوماسي.

زيادة عدد السكان وازدحام الطرق

استهل جيلتوف مؤتمره، بالحديث عن عمله في السفارة الروسية في الكويت بين عامي 1995 و 2000، وعندما جاء سفيرا قبل شهر واحد، لاحظ التطور العمراني الكبير من خلال الابراج العالية، وزيادة عدد السكان وازدحام الطرق.