سفير روسيا: تلاشي النظام الدولي أحادي القطب المتمركز في الغرب

حوارنا الستراتيجي مع الكويت يُعزِّز علاقاتنا السياسية ويُناقش المستجدات الدولية

القيادة الكويتية تتعامل مع روسيا لما فيه مصلحة بلادها سياسياً واقتصادياً

شوقي محمود

نعى سفير روسيا في البلاد فلاديمير جيلتوف النظام الدولي احادي القطب المتمركز في الغرب، معلنا نشوء نظام جديد يقوم على تعدد الأقطاب المنتمية الى حضارات وأديان ذات قيم ومقومات خاصة بها وذلك على أساس المساواة، مدللا على ذلك بما "نشهده حاليا في العالم من تطوارت ومتغيرات، سياسيا وعسكريا واقتصاديا وحتى أخلاقيا". وقال جيلتوف إن الحوار الستراتيجي الكويتي الروسي الذي يعقد في موسكو الشهر المقبل سيتطرق الى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وخصوصا السياسية والاقتصادية والتجارية، إضافة الى التشاور والتنسيق في مستجدات القضايا الاقليمية والدولية.
جاء ذلك في رد على سؤال لـ"السياسة" بشأن المحادثات الثنائية التي أجراها مع نائب وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير صادق معرفي اثناء حضوره الاحتفال بالعيد الوطني الروسي أول من امس بمقر السفارة.
وأعرب عن الارتياح التام لمحادثاته مع السفير معرفي على جلستين، "قبل مراسم قطعهما قالب الحلوى وبعدها"، مشيرا الى أنه اللقاء الاول بينهما بعد تقديم أوراق اعتماده الى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.
وأشار إلى أن الحوار الستراتيجي الكويتي الروسي سوف يعقد على هامش عقد الدورة الثالثة للحوار الستراتيجي الخليجي الروسي. وفي كلمته، أوضح السفير جيلتوف ان العلاقات الروسية الكويتية شهدت مراحل مختلفة على مدى 6 عقود من تاريخها، "وتميزت الروابط بيننا بتعاطف شعبينا ورغبتهما في دعم العلاقات المتينة المبنية على الاحترام والتعاون وتبادل المنفعة".
واضاف: "المهم أن القيادة الكويتية تعاملت ولا تزال تتعامل مع بلادنا بكل حكمة وبراغماتية ورؤية متزنة لما فيه مصلحة الكويت سياسيا واقتصاديا".
وتابع: "لاشك أن التوترات الجيوسياسية التي نعيشها حاليا لن يكون لها تأثير على علاقاتنا مع الكويت".
وعلى صعيد المناسبة قال جيلتوف: تاريخنا حافل بأحداث مجيدة ودارماتيكية، وبحروب وانتصارت، حيث أن الدولة الروسية تعرضت مرارا في تاريخها لاختبارات قاسية واخطار وتحديات لوجودها.
وقال جيلتوف: أما في أيامنا هذه، فروسيا الحديثة استعادت مكانها في النظام الدولي وقدرتها على الدفاع على سيادتها وأمنها وسلامة الروس الذين وجدوا أنفسهم خارج وطنهم مع تفكك الاتحاد السوفياتي".
وتابع: "وعلى الصعيد الاقليمي استعادت بلادنا دورها المتزن والبناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تضررت دولها كثيرا جراء التدخلات والممارسات والضغوطات من الخارج بهدف تغيير الخارطة الجيوسياسية، مشيراً الى أنَّ نتائج هذه السياسات لايمكن شطبها من الذاكرة التاريخية لشعوب المنطقة.

غياب أوروبا وأميركا
فيما ازدحم مقر السفارة الروسية بالمدعوين من سفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية، لاحظ الحضور غياب بعض سفراء أوروبا بالإضافة الى القائم باعمال السفارة الأميركية، عن حفل العيد الوطني الروسي، نظرا لموقف دولهم من مجريات الاحداث في اوكرانيا.