الدولية
سكان جزر نائية قتلتهم سفينة
الأحد 15 مارس 2020
5
السياسة
مع بداية تفشي الأنفلونزا الإسبانية وبلوغ الوفيات معدلات قياسية خلال شهر أكتوبر عام 1918، اتجهت العديد من المناطق المنكوبة لاتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشار المرض واحتواء الأزمة، وبينما نجح البعض في تقليص حجم الوفيات وتجنب الأسوأ.اذ في غضون ذلك، آمن سكان العديد من الجزر الواقعة بالمحيط الهادئ بأنهم في مأمن بفضل العوامل الجغرافية التي جعلتهم منعزلين عن مختلف القارات، وقد حافظ سكانها على الفكرة نفسها لحين قدوم سفينة "أس أس تالون" لموانئهم التي كانت دخلت الخدمة رسميا سنة 1890 لصالح إحدى مؤسسات النقل البحري النيوزلندية، وبلغ عدد طاقمها 56 فردا وكانت قادرة على نقل 175 شخصا.في السابع من نوفمبر 1918، رست السفينة في ساموا اتية من ميناء أوكلاند في نيوزيلندا. وبطريقها، مرت بكل من فيجي، وتونغا، وناورو قبل أن تعود الى أوكلاند.وخلال تلك الفترة، شهدت نيوزيلندا انتشارا للأنفلونزا الإسبانية رافقه سقوط عدد كبيرة من الضحايا، وقبل مغادرتها ميناء أوكلاند، أعلنت "أس أس تالون" إصابة عدد من طاقمها فاضطرت للتخلي عن بعضهم، ومع بلوغها منطقة فيجي شهدت السفينة ظهور أعراض المرض على مزيد من أفراد طاقمها. في فيجي، اتجه نحو 90 عاملاً محلياً لإنزال حمولة السفينة، فاصيبوا بالعدوى، ومع بلوغها ساموا بعد بضعة أيام فقط أعلن إصابة العمال التسعين، ليبدأ بذلك الوباء انتشاره بكل المناطق التي حلّت بها، عدوى الأنفلونزا الإسبانية.في نيوزيلندا، تسببت في وفاة نحو 10 آلاف شخص، لكن في الجزر التي حلّت بها السفينة كان تأثير المرض أكبر بكثير، ففي ساموا فارق 8500 الحياة بسبب المرض، أما فيجي، فقد أتت على نحو خمسة في المئة من سكانها، وتاهيتي عرفت هي أيضا مصيرا مشؤوما حيث أجهز المرض على نحو 17 في المئة من سكانها.