سكان "صباح الأحمد": مستنقعات الصرف الصحي تفتك بالمنطقة

* بوعبدالله: جولات المسؤولين على المنطقة هدفها الظهور الإعلامي دون حل المشكلة
* الحساوي: السكان محاطون بمياه الصرف المنتشرة وكأنهم في الصومال
* بوموسى: سكان المنطقة يعيشون في مرار ولو كانت الحكومة جادة لحلت المشكلة
* العجمي: مياه الصرف تحوي 15 مرضاً لاحتوائها على الطفيليات والمواد السامة

تحقيق- ناجح بلال:

أعرب عدد من المختصين وسكان منطقة صباح الأحمد عن استيائهم لانتشار مياه الصرف الصحي حول المنطقة بصورة دائمة وانتشار الروائح الكريهة التي تنتج عنها غازات تفتك بصحة كل سكان المنطقة دون التحرك الجاد لحل المشكلة، مؤكدين أن المنطقة تحولت إلى برك ومستنقعات مجارٍ ولاعزاء لصحة البشر.
وذكروا في تحقيق لـ" السياسة" أن جولات المسؤولين بين الفترة والأخرى لا تعدو كونها جولات استعراضية للإعلام، حيث لم تتخذ أي إجراءات عاجلة وفورية لحل تلك المشكلة على الرغم مما تحمله من كوارث صحية، وفيما يلي التفاصيل:
بداية يقول المواطن بوعبدالله إن الحديث عن منطقة صباح الأحمد بأنها من المناطق الراقية والنموذجية كلام لايمت للواقع بصلة فمن يريد أن يعرف الحقائق فليأت لزيارة المنطقة وسيشاهد بنفسه الكوارث البيئية، مبينا أن جولات المسؤولين للمنطقة هدفها الظهور الاعلامي فقط لأنها لو كانت جادة لاتخذت اجراءات عاجلة لحل المشكلة.
وبين المواطن محمد الحساوي أن هناك العديد من سكان مدينة صباح الأحمد أصيبوا بالامراض الخطيرة بسبب مياه الصرف الصحي المتفشية حولهم وكأنهم يعيشون في الصومال.
من جانبه، أكد المواطن بوموسى ان سكان المنطقة يعيشون في مرارة مستمرة بسبب مياه الصرف الصحي التي تحوط المنطقة من كل جانب، لافتا الى ان الحكومة لو كانت جادة لحلت هذه الاشكالية منذ عامين على الاقل. بدوره، قال رئيس اللجنة التطوعية لأهالي مدينة صباح الأحمد تركي العصيمي إن المواطنين يعانون من مشكلة انتشار مياه الصرف الصحي في صباح الأحمد منذ مدة طويلة، متسائلا: هل يعقل أن تكون منطقة صباح الأحمد عبارة عن برك ومستنقعات للصرف الصحي بروائحها الكريهة فضلا عن انها تنتج غازات تفتك بصحة كل سكان المنطقة ؟!
ولفت الى أن هناك من يروج بالكذب إلى ان هذه المياه ليست مياه للصرف الصحي ونحن نؤكد انها مياه للصرف الصحي مخلوطة من مناهيل مياه الامطار، مبينا أن سكان المنطقة يتحملون مالايقل عن عامين حتى يتم الانتهاء من انشاء محطة الصرف الصحي، مطالبين بالعمل الجاد لنقل تلك المياه الراكدة عبر انابيب تزيحها عن المنطقة لمسافة لاتقل عن 10كيلو مترات.

خطورة كبيرة
من جانبه، اعتبر الخبير الدولي في مجال العلوم البيئية د.مبارك العجمي أن مياه الصرف الصحي تعد من انواع المياه التي لها خطورة كبيرة على الانسان وتعرف بالمياه السوداء التي من الممكن ان تسبب الكثير من الأمراض الفتاكة نظرا لاحتوائها على الكثير من البكتيريا والطفيليات والفيروسات مؤكدا أن وجود مياه الصرف الصحي حول المناطق السكنية يهدد صحة الانسان بالامراض الخطيرة كما يهدد البيئة بكارثة طبيعية.
وبين د.العجمي أن مياه الصرف الصحي تحوي اكثر من 15 مرضا خطيرا مميتا نتيجة لاحتوائها على أنواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والطفيليات والفيروسات بالاضافة للمعادن الثقيلة والمواد السامة المستخدمة في الغسيل والنظافة.
ولفت الى أن مياه الصرف تحتوي على الميكروبات وتتواجد فيها مختلف أنواع البكتريا المرضية وتتواجد بتركيزات عالية ومنها الهوائية واللاهوائية،كما أنها تحتوي على المركبات العضوية والكيميائية كالنترات وسوائل التنظيف والزيوت بأنواعها والأدوية والمطهرات. وذكر أن النتروجين الذائب يتأكسد إلى نترات ويسبب الأمراض للإنسان حيث يصل أيون النترات والنيتريت مع مياه الري أو الصرف أو تخزينه في بعض النباتات من أنسجتها بنسبة عالية مما يفقدها الطعم ويغير لونها ورائحتها وتنتقل النترات عبر المواد الغذائية للإنسان فتسبب فقر الدم عند الأطفال وسرطان البلعوم والمثانة، كما تؤدي إلى إسهالات وآلام في البطن وجفاف في الجسم خاصة الأطفال والتهاب في عضلة القلب وأمراض بالجهاز التنفسي وأمراض وأوبئة لا حصر لها.