الطفرة الجديدة من الفيروس لا يُعرف مصدرها ومخاوف من مقاومتها للقاحاتهلسنكي ـ وكالات: لا يزال فيروس كورونا يفرخ سلالات جديدة يكتشفها العالم تباعا، فقد تمكن خبراء، في مختبر "فيتا" في العاصمة الفنلندية هلسنكي الخميس الفائت من اكتشاف سلالة جديدة من "كورونا"، مختلفة تماماً على الطفرات السابقة التي تم اكتشافها في بريطانيا وجنوب إفريقيا، تكمن خطورتها في أنها "تخادع أجهزة الكشف عن الفيروس"، فيما لم يتم التعرف بعد على مدى انتشارها.وأطلق علماء فنلنديون على الطفرة الجديدة من الفيروس اسم "Fin-796H"، مؤكدين أنها تحمل تركيبة جينية جديدة تختلف بشكل واضح عن الموجودة في بريطانيا وجنوب أفريقيا، رغم أنها تشترك في بعض الخصائص مع ما سبقها من طفرات.وقالوا: "إن المخيف في الطفرة الجديدة أنها "مخادعة" يصعب الكشف عنها بواسطة اختبار الـ "بي سي إر"، مع احتفاظها بخصائص الانتشار السريع، ما يعني أن معدل الفتك قد يكون مرتفعا أيضاً، في حال استهداف الفيروس الجديد أجساماً تعاني من ضعف المناعة.
وأبدى العلماء مخاوفهم مما إذا كانت الطفرة الجديدة من الفيروس مقاومة للقاحات التي يتم تداولها حالياً أم لا، معربين عن اعتقادهم أنها جاءت من خارج البلاد، وليست محلية التطور، وذلك بالنظر إلى انخفاض أعداد المصابين بـ "كورونا" في فنلندا، مقارنة مع بلدان أخرى، وبخاصة في أوروبا.مخاوف العلماء هي نفسها المخاوف التي أثارتها شركتا "فايزر وبيونتيك"، بتأكيداتهما إن دراسةً معمليةً أشارت إلى أن سلالة جنوب إفريقيا ربما تُقلل الحماية التي توفرها الأجسام المضادة المُنتجة من خلال لقاح الشركتين بمقدار الثلثين، وذلك في تصريح قد يفتح الباب للنقاش بقوة حول مدى فاعلية بقية اللقاحات مع السلالات الجديدة لـ "كورونا".في الوقت نفسه، ذكرت جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا بأن لقاحهما لن يساعد على حماية المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا في درجتيه الخفيفة والمتوسطة، والناجمة عن السلالة الجديدة بجنوب إفريقيا، فيما اختبر الباحثون الفيروس المعدل في دم مستخلص من أفراد تلقوا اللقاح، واكتشفوا انخفاضاً بمقدار الثلثين في مستوى تحييد الأجسام المضادة، بالمقارنة مع فاعلية اللقاح على أكثر أنواع الفيروس شيوعاً في التجارب الأميركية.لكن، ولعدم وجود معيار ثابت حتى الآن لتحديد مستوى الأجسام المضادة المطلوب للوقاية من الفيروس، فلم يتضح بعد ما إذا كان الانخفاض بمقدار الثلثين سيقضي على فاعلية اللقاح في محاربة السلالة الآخذة في الانتشار حول العالم.ومع ذلك قال الأستاذ بجامعة تكساس، والرئيس المشارك للفريق الذي أجرى الدراسة حول فعالية اللقاح ضد السلالات الجديدة ويدعى بي - يونغ شي، إنه "يعتقد أن لقاح "فايزر" سيوفر على الأرجح حماية من السلالة المتحورة".