سلطان الفرج لـ "السياسة": طريق الإنتاج حلو لكنه مليان أشواك

أكد أنه "لا بد من الصرف" حتى يظهر العمل بصورة محترمة

فالح العنزي

"الواحد يكبر ما يظل صغير والحياة تجارب والفنان يستفيد من تجاربه"، بهذه الجملة المطولة لخص الفنان السعودي سلطان الفرج، اتجاهه إلى الانتاج المسرحي في السنوات الأخيرة، وقال في اتصال هاتفي مع "السياسة" انه يستعد لاعادة تقديم عروض مسرحيته الأخيرة "غرفة 13" ضمن فعاليات "جولة المملكة".
وأضاف الفرج: بلا شك ان السعودية تشهد طفرات كبيرة في مجال استقطاب نجوم المسرح وانا كفنان ومنتج سعودي فضلت أن أكون جزء من هذه القفزات النوعية من خلال الارتقاء بالمسرح وحسن اختيار المحتوى الذي نقدمه أمام الجمهور، قبل فترة شاركت في أكثر من مسرحية منها ما اقتصرت مشاركتي فيها على التمثيل ومنها إنتاجي الخاص، آخر هذه الاعمال مسرحية "غرفة 13" من تأليف فاطمة العامر وإخراج يوسف الحشاش وبطولة النجوم عبدالناصر درويش وأحمد العونان وسلطان الفرج وأميرة محمد وحسين المهدي ومنال الجارالله وأريج العطار، والفنان السعودي وحيد عبدالله.
المسرحية حققت نجاحا جماهيريا بشهادة الجميع مما اضطرنا الى تمديد العروض، خصوصا وان المواسم في السعودية تحقق اهدافها في تحريك السياحة الداخلية واستقطاب الخليجيين وجميعنا نتابع ونرى كيف يكون موسم الرياض ومهرجان جدة، والفترة الأخيرة بدأنا نسمع عن مهرجانات مماثلة في الدمام والقصيم ونجران وغيرها من مناطق المملكة.
ونفى الفرج، أن يكون في طريقه لتكوين قروب مسرحي اسوة بما يحدث في الساحة المسرحية وقال: لست مع القروبات أو ضدها، أنا أؤمن بأن الفنان المناسب يجب أن يوضع في المكان المناسب، خصوصا عند الحديث عن فنان نجم لا يجوز حبسه وتأطيره فقط مع مجموعة ممثلين "ليل نهار"، في المسرحيات التي شاركت فيها أخيرا لاحظت ان الجمهور يحتاج لتجديد الدماء دوما، يحتاج فكرة جديدة، موضوعات، قضايا وحتى وجوه مختلفة على الخشبة، لذا تجدني أبحث دوما عن التنويع والتجديد، على سبيل المثال عرضت مسرحية "قابل للنشر" مع فريق عمل آخر ولاقت نجاحا كاسحا، كل عمل يرتكز على اسم او اكثر في التسويق له لكن لا يعني بالضرورة اننا شكلنا "دويتو" حصريا.
وبسؤاله عن تجربة الانتاج قال الممثل الشاب: متعبة جدا ولا يعتقد البعض أن الانتاج المسرحي طريق مفروش بالورود بل توجد أشواك مؤذية إنما في المقابل استمتعت بتجربتي واعتبرها "حلوة" لأن التنظيم والترتيب ووضع خطة ممنهجة وواضحة يجعل كافة الأمور تسير بسلاسة دون تعقيد، وإذا وفقنا الله ونجحت المسرحية ايضا يكون تتويج هذا التعب والضغوطات وجود ربح مادي جيد ينسيك كل التوتر الذي يحدث، ونصيحة لكل منتج يقدم على تقديم عمل راق لا بد من "الصرف" حتى يكون هناك مردود مادي جيد.
واستبعد الفرج خوض تجربة الانتاج في عمل تلفزيوني في الوقت الراهن وقال: لا اعتقد ذلك لأن الانتاج التلفزيوني يحتاج "مجابل" وتواجد في موقع التصوير يوميا صباحا ومساء وتكون مشرفا ومسؤلا ومتابعا للادارات التي تعمل تحت يديك مثل ادارة الانتاج والمالية والممثلين.. الخ. وفضل الممثل الكوميدي سلطان الفرج، عدم المفاضلة بين المسرح والتلفزيون، مؤكدا بأن كل مجال حالة خاصة وطريقة تعامل لا تشبه الأخرى، بالنسبة لي كوميديا التلفزيون تكون محكومة ومكتوبة على عكس كوميديا المسرح يكون للممثل حرية التنقل والخروج عن النص في حدود المسموح له، كما ان زيادة عدد العروض يساعد على تطوير العرض وربما تثبيت "افيهات" جديدة.
ولم يخف الفرج، شعوره بالحزن عندما يواجه المنتجين الشباب أزمة وجود مسرح، وقال: اذا ظل الحال كما هو ستتضاعف الهجرة المسرحية خارجيا، خصوصا في ظل الاستقطاب الكبير للاسماء والجميع تابع مسرحيات بنجومها قدمت عروض العيد خارج الكويت.
وأخيرا وعد الفرج، جمهوره في الكويت بتقديم عمل مسرحي جديد ربما يكرر من خلاله تعاونه مع الثنائي المخرج يوسف الحشاش والكاتبة فاطمة العامر في عمل يتميز بفكرة لم تطرح مسرحيا من قبل.