سلطنة عمان تُشيِّع السلطان الراحل قابوس بن سعيد إلى مثواه الأخير

* هيثم بن طارق: السلطان قابوس أرسى مكانة دولية للسلطنة وسنسير على نهجه وصون منجزات البلاد ومكتسباتها
* سنواصل مع الأشقاء في دول الخليج مسيرة التعاون والتعاضد وسنسعى إلى النأي بالمنطقة عن الصراعات

مسقط - وكالات: شيعت سلطنة عمان، أمس، السلطان الراحل قابوس بن سعيد، الذي وافته المنية مساء أول من أمس، عن عمر ناهز 79 عاما، بعد فترة حكم امتدت منذ عام 1970، بمقبرة العائلة بولاية بوشر في محافظة مسقط.
وذكرت وكالة الانباء العمانية ان المشيعين تقدمهم السلطان هيثم بن طارق، بمعية أفراد الأسرة المالكة والوزراء والمستشارين والقادة العسكريين وأعضاء مجلس الدولة وأعضاء مجلس الشورى وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموع غفيرة من المواطنين.
وأشارت الى ان موكب الجنازة خرج من قصر بيت البركة إلى جامع السلطان قابوس الأكبر مرورا بشارع السلطان قابوس حيث اصطف المواطنون وأفراد القوات المسلحة على جانبي الطريق.
وقالت: إن صلاة الجنازة اقيمت بجامع السلطان قابوس الأكبر حيث لف جثمان المغفور له السلطان قابوس بن سعيد بعلم السلطنة.
وفي السياق، جرت أمس مراسم تنصيب سلطان عمان هيثم بن طارق بن تيمور، خلفا للسلطان قابوس بن سعيد.
وقال السلطان هيثم بن طارق، عبر التلفزيون الرسمي لسلطنة عمان: ان "السلطان قابوس أرسى مكانة دولية للسلطنة وسنسير على نهجه"، مؤكدا دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والاعتزاز بدورها في صون منجزات ومكتسبات البلاد.
واضاف السلطان هيثم بن طارق، "سنسير خارجيا على الخط الذي رسمه السلطان قابوس وحريصون على عدم التدخل في شؤون الغير".
وتابع "سنواصل مع الأشقاء في دول الخليج مسيرة التعاون والتعاضد ونسعى مع الدول العربية إلى النأي بالمنطقة عن الصراعات".
وتابع، "سنواصل تنفيذ السياسة الخارجية القائمة على التعايش السلمي وسنبني علاقاتنا مع دول العالم وفق نهج السلطان الراحل".
وكان السلطان الجديد وزيرا للتراث والثقافة، وعينه السلطان قابوس عام 2013 رئيسا للجنة الرئيسية المسؤولة عن تطوير السلطنة.
وأعلن مجلس الدفاع فى السلطنة أن هيثم بن طارق بن تيمور هو سلطان عمان، وذلك بعد فتح وصية السلطان قابوس بن سعيد الراحل.
والسلطان هيثم هو ابن عم السلطان الراحل قابوس، وهو من مواليد عام 1954.
وتولى السلطان هيثم العديد من المناصب في عُمان، فسبق وكان رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية "عمان 2040" ثم وزيرا للتراث والثقافة منذ فبراير 2002، كما شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية ومنها الأمين العام، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية ووزير مفوض.
وأدى هيثم بن طارق، اليمين الدستورية سلطانًا جديدًا لعمان، أمس، خلفا للراحل قابوس بن سعيد .
وتنص المادة السادسة من القانون الأساسي للسلطنة على أن الأسرة المالكة يجب أن تختار سلطانا جديدا في غضون ثلاثة أيام من خلو المنصب.
وبحسب المادة الخامسة من الدستور العماني فإن نظام الحكم سلطاني وراثي في الذكور من ذرية السيد تركي بن سعيد بن سلطان ويشترط فيمن يختار لولاية الحكم من بينهم أن يكون مسلما رشيدا عاقلا وابنا شرعيا لأبوين عمانيين مسلمين.
ونعى البلاط السلطاني السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، الذي اختاره الله إلى جواره مساء أول من أمس، بعد نهضة شامخة أرساها خلال خمسين عاماً منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 يوليو عام 1970 وبعد مسيرةٍ حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها، وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسةٍ متزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا"
وأعلن "ديوان البلاط السلطاني الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين القادمة".