سلوك خاطئ!

رغم الظروف العصيبة التي يمر بها العالم اجمع، وليس الكويت فقط، جراء تفشي وباء "كورونا" بشكل مرعب، لدرجة جعلت من دول عظمى تقف عاجزة أمام هذا المرض، بعد ان تفاجأت بسرعة انتشار المرض، وخوف الناس وتكالبهم على تخزين المواد الغذائية، الا ان الكويت بخير فقد بادرت قبل العالم كله الى تطبيق إجراءات استثنائية لحماية الشعب الكويتي، وتوفير حاجياته، ولولا القادمين من الخارج لما دخل فيروس "كورونا" الكويت!
لكي نكون صادقين مع أنفسنا، ونحسن التصرف، ليسأل كل مواطن ومقيم نفسه: هل انقطعت الكهرباء عنا ليوم واحد وعن منطقة من المناطق منذ اعلان الطوارئ او انقطع الماء عنا؟
هل اختل الأمن مع منع التجول، او كثرت السرقات، بل على العكس من ذلك انخفضت الجرائم بشكل ملحوظ، وهل توقف صرف التموين المدعوم للأسر الكويتية؟
هل شحت او اختفت المواد الغذائية من الأسواق، والجمعيات، ومنافذ البيع، او تضاعف ثمنها؟
هل منع مريض واحد من العلاج، أو لم يجد الدواء، او حتى لم يجد من يعالجه؟
كل هذا لم يحدث، فنحن بحمد الله في بيوتنا، بين اهلنا، رواتبنا تودع في حساباتنا، نسحب منها ما نريد، ولسنا مقيدين برقم معين، وهناك من يفكر نيابة عنا، ويواصل الليل بالنهار من أجلنا من مستوى القيادة العليا الى اصغر مسؤول، ويتعامل معنا بوضوح وشفافية، ويضعنا بالصورة أولا بأول، ولا يطلب منا سوى ان نلزم بيوتنا، فماذا نريد اكثر من ذلك؟
هل يتصور احد ان الحكومة سوف تتركنا نتصارع على ربطة خبز من دون ان توفر الكمية التي يحتاجها كل سكان الكويت، فلماذا كل هذا التكالب على المخابز، او هل ستفرغ الجمعيات مما نحتاجه حتى يصل الدور مسافة بعيدة؟
الهلع الذي نحن فيه ليس له مايبرره، لكنه سلوك استهلاكي خاطئ يجب علينا ان نغير ه، ونأخذ ما نحتاجه فقط لنترك الباقي لغيرنا فاعتبروا يا اولي الألباب...زين.

طلال السعيد

[email protected]