سلوكيّات عَقِيمَة نتائجها عكسية

حوارات

توجد بالفعل سلوكيّات عَقِيمَة (لا خير فيها) تنبع من طرق تفكير فاشلة، تأتي دائمًا بنتائج عكسية، رغم أنّه يقصد من ورائها أهداف مختلفة عمّا سينتج عنها لاحقًا من عواقب سيئة، وذلك بسبب اتصاف هذه السلوكيّات، إمّا بالإفراط بسبب استعمالها في غير وقتها، أو في غير محلها المناسبين، وإمّا بسبب التسرّع في ممارستها بقصد تحقيق أهداف شخصية مشوّشة.
ومن بعض السلوكيات العقيمة التي تأتي بنتائج عكسية، نذكر ما يلي:
-إصلاح خَبِيث النَّفْس، اذ سيصعب إصلاح الشخص اللئيم، خبيث النفس، مهما حاول الانسان الصالح وطيّب النفس تحقيق هذه المهمة المستحيلة، وذلك بسبب وضاعة الطبع الأساسي لخبيث النفس، ولخساسة نواياه، ولرداءة معدنه.
-الكذب على النفس: يكذب الانسان على نفسه عندما يتفادى مواجهة واقعه الحياتي الحقيقي، أو عندما يتجاهل الإشارات الأولية التي تأتيه من النرجسيين، أو ناكري الجميل، أو من لا يطيقونه لاختلافه عنهم، ومع هذا يستمر في التقرّب إليهم، فاللبيب من الإشارة والايماءة وزلاّت اللسان يفهم مباشرة، ولا يضيّع وقته الثمين في الانغماس في دوامات الكذب على نفسه، أو على الآخرين.
-إثارة إعجاب من يغير منك: يوجد فرق واضح بين من يغبطك، ويتمنى مثل ما عندك من النّعم، وبين من يغير منك ويمقتك بسبب تميّزك عنه.
وسيتجنّب العاقل، الذي يدرك بدقّة الحقائق الثابتة للحياة في عالم اليوم المضطرب، السعي الى اكتساب رضا أو قبول من يغير منه، وبالطبع، فالغَبَطُ في عالم اليوم المجنون نادر، والغيرة وافرة!
-النفخ في الرماد والضرب في الحديد البارد، اذ من علامات النفخ في الرماد بهدف إشعال النار عبثًا، والضرب في الحديد البارد بهدف تشكيله، والسعي الى الزراعة في أرض سبخة، والبحث عن التقدير في القلوب والعقول النرجسية، وبذل الجهود الشخصية لنشر التسامح في مجتمع تغلب فيه خطابات القبلية، والطائفية، والفئوية الاقصائية، والسعي المرضي الى الحصول على قبول ورضا الناس.
-التَّضْحِيَة بِالنَّفْس في سبيل قضيّة فاشلة: لا يضحّي العاقل بنفسه في سبيل هدف يخدم قلّة نخبويّة تمييزيّة متنفذّة على حساب مصلحة أغلبية مضطهدة، حيث لا تنطلي عليه الشعارات الكاذبة والعقيمة.
كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi