طهران - وكالات: أكدت مصادر مطلعة أمس، أن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لطهران هي التي أثارت حفيظة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، سيما أنه شاهد لقاءات الأسد بالمرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني عبر التلفزيون، ما أثار غضبه، فقرر إرسال استقالته إلى روحاني عبر الفاكس ليلاً.وقالت المصادر إن الأسد زار طهران بدعوة من قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، لتقديم الشكر لخامنئي بسبب دعمه للنظام السوري، مشيرة إلى أنه كان مقرراً أن يلتقي الأسد خامنئي فقط، ولدواعٍ أمنية كان ثلاثة مسؤولين فقط يعلمون بالزيارة، هم سليماني وخامنئي ورئيس مكتب خامنئي.وأوضحت أنه بعد اللقاء، أعطى سليماني الضوء الأخضر لنشر صور الزيارة، لكنه طلب نشر الخبر بعد عودة الأسد إلى دمشق، مضيفة أنه "قبل ساعة من موعد عودة الأسد إلى المطار، اقترح سليماني أن يلتقي روحاني أيضاً"، حيث لم يكن لدى الرئيس الإيراني علم بقدوم الأسد.وكشفت أن اللقاء جرى سريعا ودون بروتوكول ديبلوماسي لعدم وجود تحضيرات مسبقة، لذا لم يتم وضع العلم السوري في مكتب الرئيس، كما ظهر في الصور.
وكان النائب المحافظ في مجلس الشورى أحمد أمير فراهاني، قال إنه يجب البحث في أسباب استقالة ظريف داخل الحكومة والخلافات القائمة بين أعضائها، مضيفاً أن ما يُشاع بشأن خلاف ظريف مع سليماني بشأن التنسيق في ما يخص قضايا المنطقة، لا أساس له من الصحة.في سياق متصل، رأى مراقبون إنه بالإضافة إلى الخلافات بين المتشددين والمعتدلين، فإن الخلافات داخل حكومة روحاني التي فقدت مصداقيتها كحكومة إصلاحية، زادت من تعقيد الأمور وأدت إلى استقالة ظريف.وقالوا إن ظريف كان مستاء من رضوخ روحاني لضغوط المتشددين في رسم السياسة الخارجية، بل وحتى كيفية تطبيق الإجراءات الديبلوماسية التي تمثلت بعدم دعوته أثناء لقاءات المسؤولين الإيرانيين برئيس النظام السوري في زيارته الأخيرة.