الدولية
سليماني يهدد الصدر و"العصائب" تتهم الرئيس العراقي بالخيانة
السبت 21 ديسمبر 2019
5
السياسة
بغداد - وكالات: هدد قائد "فيلق القدس"، التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، بأن حياته في العراق غير آمنة.وقالت مصادر عراقية ليل أول من أمس، إن سليماني هدد الصدر، الموجود في إيران حالياً، بالطرد من الأراضي الإيرانية ومنعه من دخولها.وأضافت إن "سليماني أبلغ نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس أن الصدر سيكون على الحياد"، مشيرة إلى أن "تهديدات سليماني طالت رئيسي الجمهورية برهم صالح، والبرلمان محمد الحلبوسي".في غضون ذلك، جمعت كتلة "صادقون"، الجناح السياسي لميليشيا "عصائب أهل الحق"، الموالية لإيران، توقيعات لإقالة رئيس الجمهورية برهم صالح، بتهمة الخيانة العظمى.وأعلنت الكتلة في بيان، أول من أمس، عن جمع توقيعات لعزل صالح بتهمة الخيانة والحنث باليمين وانتهاك الدستور.وقال النائب عن الكتلة عدي عواد، إن إجراء جمع التوقيعات لعزل صالح من منصبه، جاء بسبب عدم تسميته رئيسا جديدا للوزراء، مضيفاً إن "رئيس الجمهورية حنث باليمين ولم يحترم التوقيتات الدستورية".من ناحية ثانية، طالب المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني في خطبة الجمعة، أول من أمس، بإجراء انتخابات مبكرة لتجنيب البلاد ما وصفه بالذهاب إلى المجهول أو الفوضى.وقال إن "الشعب هو مصدر السلطة وعلى ذلك فإن أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الحالية وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي هو الرجوع إلى الشعب".وأوضح أن ذلك يتم عبر "اجراء انتخابات مبكرة بعد تشريع قانون منصف لها وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها ووضع آلية مراقبة فاعلة على جميع مراحل عملها تسمح باستعادة الثقة بالعملية الانتخابية".وانتقد عرقلة إقرار قانون الانتخابات وتفاقم الخلاف بشأن بعض مواده الرئيسة، داعياً إلى الإسراع في إقراره، وأن يكون منسجماً مع تطلعات الناخبين.واعتبر أن "العراق لا يزال يعيش أوضاعاً صعبة ومقلقة"، إذ تستمر فئات مختلفة من المواطنين في المشاركة في التظاهرات والاعتصامات السلمية المطالبة بالإصلاح "في حين يتعرض بعض الفاعلين فيها للاغتيال والخطف والتهديد وفي المقابل تجبر العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية على غلق أبوابها من دون ضرورة تدعو الى ذلك".وأضاف إن "ممتلكات بعض المواطنين تتعرض للحرق والتخريب ويشتكي الكثيرون من ضعف هيبة الدولة وتمرد البعض على القوانين والضوابط المنظمة للحياة العامة".على صعيد آخر، أفاد ناشطون مدنيون أمس، باستمرار التظاهرات الاحتجاجية في بغداد، المحافظات الجنوبية، وسط دعوات للإضراب العام اليوم الأحد، بسبب عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين بشأن الإصلاحات والتغيير.وشهدت ساحات التظاهرات وميادين الاعتصامات توافد العديد من المتظاهرين، ومعهم طلاب المدارس والجامعات، في محافظات المثنى وواسط والناصرية وميسان، وسط إجراءات أمنية، بينما يواصل متظاهرون في البصرة قطع طرقات رئيسية وأخرى مؤدية إلى حقل مجنون النفطي.وسادت مدينة الناصرية أجواء متوترة بعد مقتل الناشط علي العصمي على أيدي مجهولين، فيما توافد المحتجون إلى ساحة الحبوبي وسط المدينة لدعم المتظاهرين، مجددين تأكيدهم المطالبات برحيل الحكومة والأحزاب، ومحاكمة من يقف وراء عمليات اغتيال الناشطين، في إشارة إلى الفصائل المسلحة التي أحرق مكاتبها يوم أمس متظاهرون غاضبون.ودعا الناشط البارز في محافظة ذي قار علاء الركابي، متظاهري ساحة التحرير ببغداد لتصعيد احتجاجهم سلمياً، وطالبهم بالتظاهر أمام السفارات الأجنبية، ومطالبة بعثاتها بعدم التعامل مع الحكومة والأحزاب التي وصفها بالمجرمة.جاء ذلك فيما أمر قائد شرطة ذي قار بتشكيل لجنة تحقيق في اغتيال العصمي.وفي الساعات الأولى من أمس، حرق متظاهرون مقر "منظمة بدر" وحزب "الدعوة" و"عصائب أهل الحق" ومبنى محافظة ذي قار في الناصرية، إضافة لحرق مقر فوج المهمات وسط المدينة وقطع الطرق والجسور بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على اغتيال العصمي.وفي بغداد، طالب المحتجون في ساحة التحرير، بإقالة رئيسي الجمهورية برهم صالح، ومجلس النواب محمد الحلبوسي.وفي سياق آخر، قال رئيس المفوضية العليا لحقوق الإنسان عقيل الموسوي، إن الاجهزة الامنية تتحمل مسؤولية حماية المتظاهرين وساحات التظاهر في بغداد والمحافظات ووضع حد لجرائم الاغتيالات والخطف بحق المتظاهرين والناشطين والاعلاميين وملاحقة الجناة.إلى ذلك، قال النائب عباس العطافي، إن 48 شخصاً تقدموا بطلبات إلى الرئيس العراقي برهم صالح للتنافس على منصب رئيس الحكومة الجديدة، مضيفاً إنه "لا يوجد اتفاق على أي من هذه الشخصيات حتى الآن" .وأشار إلى أن بعض المرشحين قدموا طلبات شخصية في حين أن الآخرين رشحتهم الأحزاب.من جانبه، دعا النائب محمد الخالدي، الرئيس لاستثمار الوقت وتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة استجابة لدعوات المرجعية.