الأحد 29 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

سمعة الكويت (2 من 2)

Time
الثلاثاء 01 أغسطس 2023
View
54
السياسة
طلال السعيد

لا يزال حديثنا عن سمعة الكويت، تكملة لمقالتنا السابقة، تلك السمعة الطيبة التي حققها من سبقنا بعزم وصبر، وثبات، وها نحن نراها تهدم امام عيوننا، وليس بيدنا شيء.
فالقرار ليس قرارنا، والامر ليس بيدنا، فقد غيب السواد الاعظم من اهل الكويت، واختطف القرار، والخاطفون هم الذين يتباكون الان على سمعة الكويت، بعد ان جعلوا منها مطية يمتطونها لضرب خصومهم السياسيين، فقد تعدت المسألة اختلاف الرأي الذي لا يفسد الود قضية، ودخلت مرحلة الفجور بالخصومة، ومحاولة تقسيم البلد على مبدأ "اما معي والا فانت ضدي"، وليس هناك حل وسط!
سمعة الكويت في الخارج صنعها رجال بروا بقسمهم، وعملوا مخلصين من اجل سمعة بلدهم، ولم يقسموا الناس هؤلاء معنا واولئك ضدنا، واعتمدوا اهل الحل والعقد من اهل الكويت مستشارين لهم، وليس بطانة السوء، التي اصبحت هي المتحكمة حاليا!
ولعلنا نقف هنا لنتذكر بعض الاحداث، فحين كان الخلاف على اشده بين دولة الامارات العربية وسلطنة عمان الشقيقتين حضرت الكويت وانهت الخلاف، فكانت تلك الرحلات المكوكية بين ابوظبي ومسقط لأميرنا الراحل، رحمه الله، وهو صائم في شهر رمضان في عز الصيف، ولم يتوقف حتى أنهى الخلاف، وطويت صفحته الى الابد.
وحين اشتد الخلاف بين المملكة العربية السعودية وقطر الشقيقتين حتى كادت تصل الامور الى ما لا تحمد عقباه حضرت الكويت، وتنقل اميرنا الراحل، رحمه الله، وهو في ازمة مرضه بين الرياض والدوحة وواشنطن، حتى استطاع، وبجدارة، ان ينهي الخلاف.
ليس هذا كل شيء، فالمواقف كثيرة وكبيرة، ليس هناك المجال لحصرها وذكرها، أكان في الماضي البعيد او الحاضر القريب.
ونتذكر في "ايلول الاسود" دخل الشيخ سعد، رحمه الله، بطيارته الى الاردن، واستطاع انقاذ وتهريب المدعو ياسر عرفات، ولم تكن دولة غير الكويت، ولا شخصية مثل الشيخ سعد، رحمه الله، مؤهلا لذلك.
هؤلاء هم من تربينا على ايديهم، وسرنا على نهجهم، وتعلمنا منهم كيف نحافظ على سمعة الكويت، اما حين أصبحت سمعة الكويت حجة يتحجج بها من اضاع الطريق، فلسنا اغبياء حتى نصدق، كما اننا نتألم كثيرا لما وصلت اليه الاحوال، بعد ان أوكل الامر لغير اهله.
اذا كنتم حريصين على سمعة الكويت فلا تجعلوا من سمعة الكويت سوطا يجلد به بعضكم بعضا! تذكروا ان لديكم بنية اساسية تركها لكم من سبقكم، أصغر ابوابها صندوق التنمية، واكبرها المساعدات التي يقدمها بلدكم لكل دول العالم، فادخلوا من خلالها وانفتحوا على العالم، واكملوا طريق جابر وسعد وصباح، واحرصوا على حضور المحافل الدولية، واستضيفوا المعارض والمؤتمرات.
وبادروا فالايام المقبلة حبلى بالاحداث، فلا تشغلكم توافه الامور، والصراعات الداخلية غير المبررة عن دور بلدكم العالمي، الذي عرفت به، وشاركوا دول العالم افراحها واتراحها، ومن لم يأت اليكم اذهبوا اليه، وجددوا العلاقات مع العالم كله، وليتصالح كل مع نفسه، فالهدف بعيد المنال، ويحتاج الى جهد جهيد، ودعم حكومي، اذا كنتم فعلا حريصين على سمعة الكويت.
اما اذا استمر الوضع على ما هو عليه فسيأكل بعضكم بعضا، وسوف تهدمون كل ما بناه من قبلكم، هل بلغت اللهم فاشهد... زين.
آخر الأخبار