الأربعاء 21 مايو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

سموم 200 ألف طن مخلفات بلاستيكية سنوياً تحاصر سكان الكويت

Time
السبت 28 سبتمبر 2019
View
5
السياسة
* الأكياس القماش والورقية بديل صحي وغير ضار لتغليف وحفظ المواد الغذائية
* الهاجري: قصر فهم المسؤولين وعدم رغبتهم حجر العثرة أمام معالجة المشكلة
* العجمي: مخلفات المواد البلاستيكية تشع غازات سامة عند تعرضها للشمس


تحقيق ـ ناجح بلال:


حذر خبراء ومختصون من تنامي معدلات المخلفات البلاستيكية في البلاد في ظل انتشار استخدام البلاستيك في تصنيع الأكياس والقناني وغيرها من الأشياء التي تستخدم في الأمور الحياتية اليومية، حيث وصل حجم المخلفات البلاستيكية في الكويت إلى 200 ألف طن سنوياً، تترك آثاراً بيئية شديدة الضرر مع إنتشارها في الشوارع والساحات ومناطق التخييم والحدائق والشواطئ وغيرها من الأماكن، مشيرين إلى أن ما يشاع عن البلاستيك صديق البيئة خدعة ووصف تسويقي لزيادة المبيعات فقط حيث إن مايسمى بالاكياس المتحللة هي في الاساس تحتوي مواد كيماوية شديدة الخطورة.
وأكدوا في تحقيق أجرته "السياسة" خطورة مخلفات البلاستيك بجميع أنواعها على البيئة وصحة الإنسان والحيوان حيث إنها تسبب الامراض السرطانية نظرا للمركبات الكيماوية التي تدخل في صناعة البلاستيك، مما يحتم ضرورة الاتجاه لتقيل الاعتماد على المواد البلاستيكية واستبدالها بالمواد الورقية أو المواد الصديقة للبيئة. وفي ما التفاصيل:
يؤكد رئيس جماعة الخط الأخضر البيئية خالد الهاجري، أن معالجة المخاطر البيئية للأكياس البلاستيكية متاحة بل هناك تشريعات وقوانين تساعد على ذلك غير أن قصر فهم المسؤولين وعدم رغبتهم بمعالجة المشكلة هو حجر العثرة في هذه القضية.
وأوضح أن وضع إطار سليم لتقليل تصنيع وتداول وتصنيف أكياس البلاستيك هو اختصاص أصيل للهيئة العامة للبيئة وفقًا لما ورد في المادة "7" من قانون حماية البيئة وعلى مدير عام هيئة البيئة إصدار قرار يقنن استخدام وتداول اكياس البلاستيك للجهات ذات الاستهلاك العالي لهذه الأكياس.
وكشف الهاجري أنه غير صحيح على الإطلاق أن هناك أكياساً بلاستيكية صديقة للبيئة وهو وصف تسويقي لزيادة المبيعات فقط حيث إن مايسمى بالاكياس البلاستيكية المتحللة هي في الاساس تحتوي مواد كيماوية شديدة الخطورة وهي لا تتحلل بل تتفكك وهناك فرق بين التحلل الذي يعيد المادة لأصلها والتفكك الذي يجزء المادة لأحجام صغيرة.
وحذر من انه في ظل وجود مجتمع لا يكترث بالنظافة ولا يزال كثير من افراده يلقون الاوساخ في الميادين والطرقات فإن أكياس البلاستيك قد تؤدي لكوارث بيئية لا تحمد عقباها حيث تعد أحد اسباب غلق مناهيل الامطار ومجارير الصرف الصحي ودلالة ذلك انه بعد موجة الامطار خلال العام الماضي اخرجت كميات كبيرة من الاكياس من هذه المناهيل.
وأكد أن محتوى اكياس البلاستيك مسبب رئيسي للأمراض السرطانية وهناك قصور كبير في التوعية في هذا الشأن من قبل الهيئة العامة للبيئة كما انها رغم امتلاكها لمختبرات متخصصة فإنها لا تقوم بفحص أكياس وصناديق البلاستيك المخصصة لتغليف وحفظ الاغذية، كما دعا افراد المجتمع الى الحرص عند استخدام المنتجات البلاستيكية بشكل عام خصوصا العاب الاطفال وكل اداة بلاستيكية تستخدم في الطعام.
ويرى الخبير الدولي في العلوم البيئية د.مبارك العجمي أن العالم ينتج 300 مليون طن سنوياً من المخلفات البلاستيكية بمختلف أنواعها منها نحو 13 مليون طن منها يذهب في المحيطات والبحار مما يؤدي لأخطار بالغة الخطورة على البيئة والكائنات البحرية فضلا عن اضرارها على صحة الانسان واقتصادات الدول.
وأوضح د. العجمي أن نصيب الكويت من النفايات البلاستيكية يبلغ 200 ألف طن سنوياً مما يؤدي لتزايد حدة الأخطار على الصحة والبيئة معا خاصة أن المواد البلاستيكية تحتوي على نسب عالية من الرصاص وعند تعرضها لأشعة الشمس تخرج من الأكياس أو بقية مخلفات البلاستيك الأخرى غازات شديدة الضرر والخطورة حيث إنها غير قابلة للتحلل العضوي، والمشكلة الأخرى تأتي عند حرق المخلفات البلاستيكية حيث يسبب هذا الأمر تلوث الهواء والتربة الزراعية، كما أن ترك قناني واكياس البلاستيك غير القابلة للتحلل يلوث التربة والماء وحتى الهواء بل ان اكياس البلاستيك الملقاة على الأرض إذا تناولها الحيوان سيتعرض للموت كما أن تأثيرها بالغ الخطورة على نمو البناتات لأن ابتلاعها يسبب انسداد القناة الهضمية.
ولفت العجمي الى أن القاء الأكياس البلاستيكية في البحر يؤدي لموت الاسماك بشكل جماعي، كما تشكل الأكياس البلاستكية والقناني الفارغة الملقاة على الأرض وعاءً لتكاثر الجراثيم وتجمع المياه كما أنها تشكل خطر الإختناق على الأطفال إذا ابتلعوها، لذلك يجب على الأهل الحذر والانتباه من ترك تلك الأكياس في يد الأطفال كما يجب أن تهتم الامهات برضاعة أبنائها بالرضاعة الطبيعية دون استخدام الببرونات.
وبين د.العجمي أن الحل للقضاء على أخطار المواد البلاستيكية تبديلها بأكياس القماش أو الأكياس الورقية كبديل صحي وغير ضار، كما يجب الحذر كل الحذر من شراء الخبز الساخن أو ما شابه ذلك وتغليفه بكيس بلاستيك بل يجب استخدام الأكياس الورقية أو الأكياس المصنوعة من القماش.
ولفت د.العجمي إلى أن الأمم المتحدة حذرت من استخدام المواد البلاستيكية المعاد تدويرها خاصة أن عشر كمية البلاستيك المصنوع يجرى تدويرها وهناك 5 تريليونات من الأكياس البلاستيكية تستخدم فى أنحاء العالم سنويا وتلك الكمية يمكن أت تغطي مساحة دولة مثل فرنسا.
واوضح أن تقارير الأمم المتحدة بينت أن الصين تعد أكبر مصدر لمخلفات العبوات البلاستيكية وتتقدم على الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لكن عند الحديث عن نصيب الفرد الواحد فإن الولايات المتحدة تنتج أكبر كم من البلاستيك تليها اليابان ثم الاتحاد الأوروبى كما أن هناك مؤشرات على تحرك من أجل الحد من تلوث البلاستيك الذى يضر الحياة في المحيطات ويلوث التربة ويؤدى لانبعاث كيماويات سامة عند حرقه.
وبين د.العجمي أن المواد البلاستيكية التي يتم استخدامها مرة واحدة تشكل 80%‏ من مخلفات القمامة وهى منتشرة على الشواطئ والحدائق العامة وفي الشوارع وتحت الجسور مما يتطلب رفعها بشكل دائم للحد من خطورتها كما يجب أن تكون هناك حملات إرشادية لتوعية الناس وتشجيعهم على المشاركة في رفع أي عبوات بلاستيكية من على الأرض ووضعها في العرافج.


طحن المخلفات البلاستيكية لإعادة تدويرها


العبوات البلاستيكية آفة تهدد بدمار البيئة الكويتية


الفرق التطوعية ترفع عشرات الأطنان من المخلفات البلاستيكية على الشواطئ الكويتية
آخر الأخبار