السبت 21 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

سندس جمال: أيها القارئ... نكتب لأجلك فاقرأ لأجل نفسك

Time
الثلاثاء 22 يناير 2019
View
5
السياسة
القاهرة - أحمد الجدي:


سندس جمال، من أهم الكاتبات الشابات في مصر والعالم العربي، نجحت خلال فترة قصيرة في تقديم عملين بارزين، أحدهما مجموعة قصصية ترجمت منها قصة من خلال دار نشر إسرائيلية باعتبار هذه القصة أحد أهم ما كتب في العالم العربي في الفترة الأخيرة. سندس تحدثت لـ"السياسة" حول مجموعتها القصصية التي ترجمت للإسرائيلية وأحلامها في الفترة المقبلة.

ما أبرز أعمالك التي انتشرت في الساحة العربية؟
مجموعتان قصصيتان، واحدة باسم "ترعبهم أنفسهم" أثارت جدلا كبيرا بعد ترجمتها لأكثر من لغة وتم ترجمة قصة منها إلى العبرية. والثانية "وتغير لون السماء"، بخلاف الكتب التي شاركت بها مع كُتاب آخرين.
ما العمل الذي تم ترجمته للإسرائيلية؟
قصة قصيرة بعنوان "غيبوبة" من كتاب "ترعبهم أنفسهم" وقد أثار الأمر جدلا كبيرا في مصر، والعالم العربي كان شاهدا على هذا الجدل.
ما موضوع هذا العمل؟
القصة ترمز إلى الرغبة في تحرر الشعوب العربية من كل ما يكبل تقدمها ويعيق تطورها وسيرها نحول النجاح، وأنا اعتبرها قصة ثورية بامتياز،تعبر عن رغبة العالم العربي وشعوبه في كسر كل القيود من أجل الوصول إلى الهدف المنشود،وهو أن يتحول العالم العربي إلى عالم أقوى،أكثر تقدما، ينافس العالم الغربي في كل المجالات.
لماذا ترجمت دار النشر الإسرائيلية هذا العمل؟
عجز الكثيرون عن فهم مقصدي من هذا العمل من الوهلة الأولى بعد القراءة، في مصر والعالم العربي، لدرجة أن البعض هاجم القصة تحديدا، حتى أنني اتهمت بتعمد الغموض، ولكن اختيار تلك الدار لهذه القصة تحديدا لنشرها دون غيرها في كتاب تحت عنوان "حرية" يعني فهمهم التام لما قصدته أو للهدف والرسالة الذي أردت أن أوصلها لأميركا وإسرائيل.
ما الرسالة التي أردت ايصالها للقارئ من خلاله؟
التأكيد لشعوب العالم العربي أن تكاتف قوى الخير والإرادة ينتصر في النهاية مهما طال زمن الظلم والقمع، أما الرسالة فهي في الحقيقة واضحة وضوح الشمس وهي التأكيد على رفض الاحتلال ومقاومته.
كيف عرفت أن العمل ترجم للغة العبرية؟
راسلتني الكاتبة الفلسطينية خلود خميس، لتستفسر عن علمي بكون قصتي القصيرة "غيبوبة" المنشورة في كتاب "ترعبهم أنفسهم" قد ترجمت إلى العبرية، ونُشرت مع دار نشر إسرائيلية، وبالطبع نفيت علمي بالأمر.
ماذا فعلت فور علمك به؟
كتبت نفيًا في صفحتي على "فيسبوك" رفضًا لهذه السرقة غير المشروعة من قبل دار النشر الإسرائيلية التي ترجمت عملي من دون علمي، ثم تواصلت مع كاتبات عربيات ترجمت أعمالهن من دون علمهن، لبحث التعاون المشترك من أجل التصرف القانوني مع هذه الدار.
لو عرضت دار النشر الأمر عليك ماذا كنت ستفعلين؟
كنت سأتبع خيار اتحاد كتاب مصر، وهو رفض التطبيع الثقافي مع إسرائيل، وهو القرار الذي أراه صائبا، فكيف لي أن أدعو الشعوب العربي لمقاومة الاحتلال ثم أكون أنا من أول المطبعين معه؟ الأمر خارج نطاق العقل والمنطق.
هل من خطوات تصعيدية تجاه دار النشر الإسرائيلية؟
نعم، قدمنا شكوى رسمية إلى اتحاد كتاب مصر، عبرنا فيها عن موقفنا الرافض لهذه الترجمة، وعن تفويضنا القانوني للاتحاد للقيام بالخطوات القانونية اللازمة، فنحن لن نترك حقنا في هذه السرقة الثقافية التي يجب ألا تمر مرور الكرام، حفاظا على حقوق الملكية الفكرية للكتاب والمبدعين.
بماذا رد عليك اتحاد كتاب مصر؟
عقدا مؤتمرا صحافيا لإعلان موقفه الاتحاد، حيث تم رفض التطبيع مع إسرائيل وأعلن اتخاذ الإجراءات القانونية التي تحفظ حقوق الكتاب المصريين.
كم عدد الكتاب المصريين الذين ترجمت أعمالهم من دون علمهم؟
7، من بينهم انتصار عبد المنعم، وقد تواصلت مع من أعرفهم منهم للمشاركة في مواجهة سرقة دار النشر الإسرائيلية التي لم تراع حقوق الملكية الفكرية.
هل تنوين مقاضاة دار النشر دوليا؟
أتمنى ذلك، فالأمر آلمني كثيرا، إلا أنني قررت ومعي زملائي أن أترك هذا القرار لاتحاد الكتاب المصري حتى يفعل ما يراه مناسبا فهو المسؤول الأول عن حقوق الكتاب المصريين وهو المتحدث بأسمائهم.
هل هذه الدار الصهيونية حاولت التواصل معك لإنهاء الأزمة؟
لم يتواصل معي أحد من طرفهم وكأنهم مرتاحون لسرقة عملي ونشره، يتعاملون بمنطق "سرقنا وما تريدون فعله فافعلوه" ونحن سنفعل كل ما في وسعنا لأخذ حقوقنا، فسرقة أفكار الناس وكتاباتهم جريمة تستحق المعاقبة.
هل تحاول إسرائيل التطبيع الثقافي مع مصر،وكيف ترين هذا الأمر؟
أراه تطبيعًا بفرض الأمر الواقع من وجهة نظرهم، أي إجبارنا على التطبيع، وهذا خطأ، فالتطبيع أو التعاون يجب أن يكون خيارا للطرفين ولا يأتي بالقوة حتى لا يتحول إلى عداء.
هل احزنك ترجمة عمل من أهم وأقرب الأعمال إلى قلبك إلى العبرية؟
أريد أن أوضح نقطة، لا مشكلات لديَّ مع اللغة العبرية ولا مع المتحدثين بها أو الدارسين لها، ولكن عليهم في هذه الدولة المعروفة باسم "إسرائيل" احترام رغبتنا وأخذ موافقتنا في حالة أرادوا نقل الأدب العربي، لا أن يختاروا ما يريدون ثم يترجمونه ويبيعونه ويعتمدون على أننا قد لا نفهم لغتهم وقد لا نعرف بما تم، ولكن من حسن الحظ أن إخواننا من أدباء فلسطين الكبار يعرفون اللغة العبرية ويفهمونها جيدا،وهم من كشفوا الأمر لنا وأعطونا حق الرد على من استباحوا أقلامنا، ولهذا أشكرهم شكرا جزيلا، وأؤكد لهم اننا سنظل ككتاب مصريين وعرب ندعم ونؤيد القضية الفلسطينية بأقلامنا إلى الأبد.
ما رسالتك لدار النشر الإسرائيلية؟
أتمنى أن يترجموها كما ترجموا قصتي: عار عليكم اعتبارنا ككاتبات غير موجودات، واعتبار أعمالنا الأدبية حقا لكم أيًا كان هدف الترجمة أو النشر، ونحن لن نترككم وسنظل نفضحكم وسنقاضيكم.
كيف ترين مستقبل الأدب العربي؟
الأدب العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص بدأ يتعافى وأصبح يجمع الشباب لخوض غماره واكتشاف مواهبهم في الكتابة،وقد كنت من سعيدات الحظ اللائي اقتحمن هذا العالم للمشاركة بقوة فيه، وأتمنى أن يكون شباب الأدب العربي على قدر المسؤولية وقادرين على حمل راية السابقين وأن يكونوا في المستقبل مثلهم مخلدين في كتب التاريخ لما قدموه وسيقدمونه في الفترة المقبلة.
هل سنرى نجيب محفوظ جديدا؟
نجيب محفوظ وطه حسين وغيرهم أساتذة كبار، فلتات مما يقدمه الزمن كل 1000 عام، لا أستطيع أن أقول لك أو أن أؤكد أنك لن ترى كتابا بحجم هؤلاء مرة أخرى، فكل شيء محتمل،والموهبة لا تقتصر على أحد،ولكن ما اؤكده لك أن هؤلاء لن يتكرروا، فقد تربينا على كتاباتهم،وعلمونا كيف نرسم بالقلم لوحة أو شاشة عرض يستطيع القارئ من خلالها أن يسرح بخياله مع القصة والرواية من البداية إلى كلمة النهاية، فشكرا لهم.
كيف تقيمين الأدب النسائي في العالم العربي ؟
لا أفضل هذه التسمية، فلا يوجد أدب نسائي وأدب رجالي، كله أدب، وكلها كلمات، والفيصل هو من يستطيع نسج هذه الكلمات ليرسم بها لوحة جميلة، ما يسعدني أنا شخصيا أن المرأة خاضت وبقوة في الفترة الأخيرة مجال الأدب وأصبحت جزءا أساسيا منه، وهناك أقلام نسائية ذات ثقل موجودة في عالمنا الآن وهو ما لم يكن موجودا بهذه الصورة في فترات سابقة.
هل لا يزال الأدب الغربي متفوقا علينا؟
لا أرى تفوقا سابقا حتى يوجد استمرار في التفوق، الأدب ابن بيئته، والأدب في كل مكان يعبر عن أهل وطبيعة المكان وبالتالي فإنه لا وجه للمقارنة، فاللغة بيننا مختلفة وكل منا يرسم بكلماته ما هو موافق لثقافته ويقدمه لمجتمعه، ولهذا أرى أننا يجب ألا نتأثر بعقدة الخواجة ونقارن انفسنا دائما بالأدب الغربي، فنحن مختلفون حتى لو اتفقنا في الإبداع.
ما جديدك؟
انتهيت من كتابة رواية، وبانتظار خطوات النشر.
ما تفاصيلها؟
دعنا ننتظر حتى تخرج للنور فأنا دائما أعشق مفاجأة قرائي.
ما رسالتك للقارئ؟
نكتب لأجلك فاقرأ لأجل نفسك ودعنا نبدأ معاً ثقافة عربية كبرى تكون هي الرافعة التي تعلي مجتمعاتنا العربية، وتكون طريقنا نحو التقدم والازدهار الذي نسعى إليه.
آخر الأخبار