الخميس 18 ديسمبر 2025
12°C
تحقيق ـ ناجح بلال:.. "إشلونك" و "مناعة" و"هويتي" و"مسافر" وآخرها "سهل"، تخمة ووفرة ، تسرع وعجلة في التطبيقات الالكترونية الخدمية بالبلاد، جهود وكوادر، اجتماعات وورش عمل ، متحدثون رسميون ، دعاوى أمام القضاء ، كل هذا لمواكبة العالم ودخول عصر الرقمنة مابعد "الكورونا "، حتى وأن كان ذلك على حساب خصوصية البيانات الشخصية وأمنها أو حتى على حساب اكثر من 119 الف شخص أمي لايجيدون القراءة أوالكتابة، ومليون و123ألفا يعرفون القراءة والكتابة بصعوبة، فما بالك بعدد أميي التكنولوجيا.وأمام هذه الاشكالية التي تعد واحدة من عشرات التحديات والمشاكل تقف مجموعة من الاسئلة الحائرة، ماهو مصير هؤلاء الاميين في عصر الرقمنة ؟، وما مصير الخصوصية وسرية المعلومات الشخصية ؟ وماهو مستوى الامن السيبراني لهذه التطبيقات أمام "هاكرز" عالميين قادرين على اختراق اعتى واعظم المنظومات السيبرانية في العالم؟."السياسة" حملت هذه الاسئلة الى مجموعة من المختصين بالمعلومات والتكنولوجية ولمواطنين لسبر ارائهم وغور هذا العالم والواقع الجديد، إذ اجمعوا على أهمية أمن هذه التطبيقات وعرضوا المصاعب التي قد تلاقيها شريحة كبيرة للتأقلم مع هذا الواقع الجديد ، معتبرين أن كثرة تطبيقات جهات الدولة ووزاراتها شتتت المواطن فيما شكل التسجيل في كل واحدة منها دهليزا للوصول الى مايسمى الحكومة الالكترونية من الصعب الولوج فيه والخروج منه سالما من محاولة واحدة سهلة ومريحة فيما طالب البعض منهم باجراء دورات لتدريب المواطنين عليها .... وفي التفاصيل:العشوائيةرئيسة الجمعية الكويتية لأمن المعلومات وأستاذة التكنولوجيا في جامعة الكويت د. صفاء زمان قالت لـ "السياسة: " إن العشوائية هي السمة الرئيسية لطرح البرامج والتطبيقات في الكويت، خصوصا أن البنية التحتية لأمن المعلومات في معظم الجهات الحكومية غير قادرة على التصدي لأي عمليات اختراق، ناهيك عن استخدام الحكومة لمبرمجين لايستخدمون رموز التشفير بالشكل الأمن والمطلوب.واعتبرت زمان أن استخدام تطبيق " سهل " لبصمة الوجه أمر "جيد" لكن السؤال الرئيسي هو ماذا عن خصوصية بيانات المستخدم ؟ لاسيما أن التطبيق يضم البيانات الحكومية كافة مايستدعي بذل جهود مضاعفة لمنع تسرب هذه البيانات حتى ل "الأدمن".وطرحت زمان مجموعة من الاسئلة المحتاجة الى أجابات بما فيها أذا ماكان "كود" الذي يتم الاستناد إليه آمنا أم قابل للاختراق ؟ وخطط الحكومة البديلة في حال توقف او فشل تطبيق "سهل"؟ ، مشيرة الى تجربة المملكة العربية السعودية واعتمادها لتطبيقات آمنة كتطبيق "أبشر" الذي يضم كافة البيانات وتم تأمينه بصورة يصعب اختراقها. نظام أمني موحدورأت زمان أنه كان من الضروري البدء ببرنامج واحد يضم كافة الجهات الحكومية كي يتمكن الشخص العادي الذي لايستطيع التعامل مع التكنولوجيا من التدرب عليه وإتقان استخدامه، مؤكدة ضرورة إعادة بناء نظام أمني موحد قادر على حماية كافة القطاعات الحكومية ،خصوصا أن التطبيقات المستخدمة انتشار "كورونا" في البلاد مليئة بالاخطاء البرمجية وغير آمنة، وتفتقر لأدوات التشفير وخاصية تحقق البيانات والهوية. ودعت الجهات الحكومية المختلفة الى أعادة النظر في البرمجيات المستخدة لحماية بياناتها وأنظمتها المستخدمة في حال مواصلة مساعيها لتطبيق الحكومة الإلكترونية، لاسيما أن وباء "كورونا" غير الكثير في التوجهات العالمية بخصوص الانظمة الرقمية المستخدمة.