الثلاثاء 20 مايو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

سهيلة العطية تستعيد زمن الكولاج بتراثيات

Time
الثلاثاء 16 أبريل 2019
View
5
السياسة
كتب:جمال بخيت :

تحت عنوان "كستبان "احتضن متحف الفن الحديث معرض الفنانة التشكيلية الكويتية سهيلة العطية التي قدمت معرضها الجديد بجماليات فن الكولاج وهو تنوعات فنية من التراث الكويتي ،يتضمن رسم العادات والتقاليد والشخوص المؤثرة في الحياة الكويتية .ورسمت العطية ايضا بعض الشخصيات الفنية عربيا وعالميا كفنان المونولوج الراحل محمود شكوكو ،والفنان العالمي شارلي شابلن.ترحل سهيلة العطية في اطار مختلف وتعتنق هذا الفن القديم الذي قدم تأثيراته حول العالم ،وببساطة السهل الممتنع تطبق العطية مفهوم الواقعية بفن الكولاج حيث تنوعت لوحاتها بين رسم الشخوص والعرائس والعادات والتقاليد القديمة،ورغم سهولة الصياغة للمتلقي الا ان حياكة لوحاتها جاءت بمضمون احترافي مبهر، حيث مكنتها لغتها الخاصة من تطبيق هذا النوع من الفن منذ وقت طويل ،واستطاعت تطوير هذه الحالة النموذجية من الصياغة في اشارة لاختيار كلمة كستبان اسما للمعرض ،والتي تعني قمعا يغطي طرف إصبع الخياط ليقيه وخز الإبر،وهكذا كانت الدقة في الصياغة واختيار تراكيب الالوان ،عمل يحتاج مزيد امن الدقة الى جانب صياغة بعض الاعمال اليدوية القديمة وشخوص ساهمت في اثراء الحركة الفنية في الماضي.
نشأ الكولاج أو فن لصق القصاصات في الصين، عندما اخترع الورق في القرن الثاني قبل الميلاد . ومع ذلك فإن استخدام الكولاج ظل محدودا حتى القرن العاشر للميلاد، حين بدأ الخطاطون في اليابان باستعمال مجموعة من القصاصات من الورق ليكتبوا على سطحها إنتاجهم من الشعر. وارتبط ميلاد وتطور فن الكولاج الحديث بميلاد موجة جديدة في الفنون أطلق عليها الحداثة.
أما في أوروبا، فقد ظهرت تقنية الكولاج في القرون الوسطى خلال القرن الثالث عشر للميلاد، عندما بدأت الكاتدرائية باستخدام لوحات تصنع من أوراق الأشجار المذهبة. والأحجار الكريمة وبعض المعادن الثمينة في اللوحات الدينية. وفي القرن التاسع عشر للميلاد استخدمت طرق الكولاج أيضا بين أوساط هواة الأعمال اليدوية للتذكارات مثل استخدامهم لها في تزيين البومات الصور والكتب.
اشتق مفهوم الكولاج من اللفظ "collar "والذي اخترعه جورج برياكيه وبيكاسو في بداية القرن العشرين عندما أصبح الكولاج جزء امهمامن الفن الحديث.
الفنان بيكاسو أول من استخدم تقنية الكولاج في الرسومات الزيتية، حيث ألصق قطعة من القماش المشمع بكرسي على قطعة قماش في عام 1912. أما فنانو السريالية وهي مذهب في الفن والأدب للتعبير عن العقل الباطن بصوره يعوزها الترابط، فقد استخدموا القصاصات أو الكولاج بشكل أكثر توسعا.
يذكر كتاب التفسير الدلالي للفن" أنه في المرحلة التكعيبية أحدث بيكاسو بأسلوب الكولاج صدمة. والأوراق المقصوصة حولت الصور إلى أخرى أفرغت من معناها، وحلت فيها معانٍ أخرى. والصدمة يحدثهاالانتقال المفاجئ من المعنى الشائع الذى بدأ منه الفنان والمعنى الآخر المتزامن معه، حيث ينتقل المشاهد عبر نقطة بين عالم وآخر عبر وسيط حسي . وهناك تقنية " قصاصات القماش"، وهي لصق رقع من القماش المطبوع بشكل متفرق على واجهة قطعة قماش أساسية. وقد برع الفنان البريطاني جون والكر بهذه التقنية في رسوماته في أواخر السبعينات ،ولكن قصاصات القماش كانت أساساً جزءاً مكملاً للأعمال الميكس ميديا الفنان جان فرانك خلال الستينات. أما الفنانة لي كراسنر الناقدة الذاتية الشديدة فكانت تقطع لوحاتها إلى أجزاء لتصنع منها لوحة جديدة.لقد اجادت الفنانة سهيلة العطية في تطبيقات المدارس القديمة وخلق نماذج جديدة تواكب المعاصرة في الفن الكويتي حيث حولت قصاصات القماش والورق الي ابداعات جمالية تستحق المشاهدة.


سهيلة العطية


من افتتاح المعرض
آخر الأخبار