"سوادي جمال"... معالجة أدبية لقضية السود والنظرة الإقصائية للآخر

في روايتها "سوادي جمال"تعمد الروائية السعودية فاطمة آل عمرو إلى إزاحة النظرة النمطية السلبية عن أصحاب البشرة السوداء في المُتخيل الثقافي العربي، والتي تجعلهم دائماً في عزلة عن المجتمعات التي يعيشون فيها.
الرواية الصادرة مؤخرا عن الدار العربية للعلوم ناشرون تقع في 176 صفحة من القطع المتوسط تقدم صورة إيجابية عن ذوي البشرة السوداء تُظهر فيها طيب عنصرهم، ونبل أخلاقهم، وتكيفهم مع بيئتهم، واستعدادهم الفطري للتحضر والرقي والتعلّم.
وتتخذ الروائية من البعد الإنساني لقضية السود والنظرة الإقصائية إلى الآخر المختلف موضوعاً لروايتها، وأول ما يلفت نظر القارئ فيها هو اسم بطلتها التي منحتها اسم "جميلة"، للتعبير عن جمال الخَلق والخُلق مع إعطاء دلالات تتناسق مع رمزية العنوانّ؛ الذي يُجسد جماليات الترابط الحكائي القائم بين العنوان والحكاية.
ويشي الغلاف الذي يحمل صورة ممثل وجهاً لفتاة سوداء ليصور ملامح الجمال والتحدي ويمثل مرآة عاكسة لما ستؤول إليه أحداث الرواية وحيوات أبطالها.
الرواية مليئة بحكايات العشق الملونة، فالحب إذ حضر، لا يفرّق بين البياض والسواد وأول حكايا الحب في الرواية، كانت حكاية عشق بين رجل أبيض وجارية سوداء أثمرت طفلة جميلة ورثت عن أمها لونها ولم تورث بياض أبيها؛ وتكبر الطفلة وتصبح أماً لجميلة أخرى تحمل لون أمها، تاريخ يكرر نفسه، لكن الأجيال مختلفة.