الاثنين 19 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

سود الله وجيهكم

Time
الأحد 07 نوفمبر 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

إلّا خيانة الوطن لا أحد يقبل فيها، وأول من يجب أن يشجب عائلات الخونة أنفسهم، فلنا وطن نحسد عليه، وجنسية يتمناها القريب قبل البعيد، فهذا الوطن قدم لنا أكثر بكثير مما نستحق، وأكثر مما قدمنا له.
نعم، نحن نتكلم ونقول ونتأفأف، ونشتكي، و"نتحلطم" ليل نهار، لكن كل هذا من اجل ان نصل بأنفسنا وببلدنا الى الأفضل، خوفا على الوطن وطمعا بالاحسن!
للحقيقة والتاريخ ما يتمتع به المواطن الكويتي من ميزات لا يتميز بها أي مواطن في العالم، حتى ان فقيرنا يعتبر غنيا عند بعض الدول، وهذه الحقيقة يعرفها العدو قبل الصديق، فما الذي يجعل مواطنا كويتيا يعتنق فكراً إرهابياً، أو ينتمي الى حزب محظور مثل "حزب الله"، أو "داعش"، بل لا يكتفي باعتناق الفكر فقط، انما يصبح عضوا عاملا في خلية سرية، ويمول الحزب وينشر أفكاره، ويجمع له المال، ويجند الشباب للقتال في صفه، وكل هذا عكس توجهات الدولة التي يحمل جنسيتها، ويصر على انه مواطن كويتي، وله حقوق يطالب بها، ولا يفي بواجباته تجاه الوطن، وأهمها الولاء الذي لا يمكن ان يكون مزدوجا نهائيا، مع العلم ان الاتصال مع حزب محظور يعتبر خيانة، فما بالك بجمع الاموال والترويج للفكر وتجنيد المتطوعين؟
حين يأتي مواطن من تشاد أو النيجر، أو حتى الصومال، ويلتحق بـ"داعش" او "حزب الله" لا يلام لأن الاحوال في بلاده صعبة جدا، وهو يبحث عن الدولار حتى لوباع نفسه، لكن الكويتي بماذا ينفعه الانتماء لـ"حزب الله"، أو حتى ايران كلها، التي يحاول أهلها الهروب منها، بعدما سئموا حكم الملالي وولاية الفقيه؟
حاليا هناك الامارة الإسلامية في افغانستان، وهناك ولاية الفقيه في ايران، وما على المعجب بأي منهما إلا أن يسلم جنسيته ويتوجه اليهما، أما حين يكون متعاطفا أو مواليا لحزب محظور، فوجوده غير مرغوب فيه في الكويت.
نقول هذا الكلام بمناسبة الاعلان عن القاء القبض على خلية تابعة لـ"حزب الله" في الكويت، وهي ليست الاولى، ولن تكون الوحيدة، فهناك كثيرون من الذين لا تزال الغشاوة على عيونهم، ويجب أن تواجههم الاجهزة المختصة بكل قوة، ولا تقبل فيهم "واسطة"، ونحن لسنا مع الظلم أو إلصاق التهم، لكننا مؤمنون بأن الولاء لا يمكن أن يتجزأ ولهم نقول وبالصوت العالي: سود الله وجيهكم، وحين سكت أهل الحق عن الباطل تصور أهل الباطل أنهم على حق...زين.
آخر الأخبار