سورية: القضاء على "داعش" البادية قبل الشتاء و"إس 300" سيكبح أي اعتداء إسرائيلي جديد

سرَّعَ الجيش السوري، أمس، وتيرة عمليته الواسعة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، في منطقة تلول الصفا ببادية السويداء الشرقية، على أمل إنجازها تماماً قبل حلول الشتاء، حيث استقدم تعزيزات عسكرية كبيرة، واعتمد تكتيكاً جديداً يتوافق مع طبيعة الجروف البازلتية الوعرة التي يتحصّن فيها الجيب الداعشي الأخير في المنطقة، فيما أكدت دمشق، من جانب آخر، أن صواريخ "إس 300"، التي ستتسلّمها من موسكو قريباً، ستجبر إسرائيل على إجراء "حسابات دقيقة" قبل شنّها ضربات جديدة ضد سورية.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مراسلها في بادية السويداء، أن الجيش السوري "شن أمس هجوماً ضارياً في الجرف الصخري ومحيط تلول الصفا، بعدما استقدم خلال الأيام الأخيرة تعزيزات كبيرة لحسم المعركة والقضاء على التنظيم الإرهابي قبل حلول فصل الشتاء، ومنعه تالياً من الإفادة من مياه الأمطار، بعدما سيطر الجيش على معظم موارد التنظيم المائية في المنطقة".
وأضاف: "استطاعت وحدات الجيش، منذ أول من أمس، التقدم في الجروف الصخرية المعقدة والوعرة مئات الأمتار، وتمكنت من قتل عدد كبير من إرهابيي (داعش)، معظمهم من القناصين المحترفين الذين كانوا يتحصنون في الكهوف والمغاور، وذلك بتغطية نيران المدفعية الكثيفة، في حين دمّرت المقاتلات السورية تحصينات تابعة للتنظيم".
من جانب آخر، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أمس، إن صواريخ "إس 300"، التي ستسلمها موسكو إلى دمشق "ستجبر إسرائيل على القيام بحسابات دقيقة" قبل شنها ضربات جديدة ضد بلاده. وأوضح المقداد، في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في حفل استقبال أقامته السفارة الصينية في دمشق أمس: "أعتقد أن إسرائيل، التي تعوّدت أن تقوم بالكثير من الاعتداءات تحت ذرائع مختلفة، ستجري حسابات دقيقة، إذا فكرت أن تعتدي مجدداً على سورية". وأضاف: "الصواريخ لن تذهب إلى أي مكان إلا إذا هوجمت سورية (...) فليجرب الاسرائيليون، نحن سندافع عن أنفسنا كما فعلنا دائماً".
على صعيد ذي صلة، نفى الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، معلومات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية عن أن موسكو رفضت استقبال بنيامين نتنياهو أو وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان بعد إسقاط "إليوشن 20".
وعلّق بيسكوف على مقالة في هذا الصدد، نشرتها أمس صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "الصحيفة تقدّم معلومات غير صحيحة. كان هناك منذ البداية اقتراح من رئيس الوزراء الإسرائيلي حول إرسال وفد عسكري برئاسة قائد سلاح الجوي، وهذا ما تم عمله".
وكتبت الصحيفة الإسرائيلية أمس، أن الحكومة الإسرائيلية كانت تخطط لإرسال وفد يترأسه مستشارها للأمن الوطني مائير بن شبات، إلى جانب مسؤولين من القوات الجوية، والحكومة فكّرت كذلك في احتمال توجّه رئيس الوزراء أو وزير الدفاع إلى موسكو لمناقشة الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين البلدين على خلفية حادث الطائرة؛ لكن روسيا رفضت الاقتراحات الإسرائيلية، وفضلت أن يقوم بذلك مسؤولون عسكريون.